آراء

في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم وخاصة بالعراق الا ان هنالك مجزرة لاذعة لا يمكن البكم عنها في حين وجوب اتساع دائرة الالفة في اركان جدران المنزل بعد اختراق الأول أجهزة التنفس الكائن البشري، ولكن رغم هذه الكارثة ما زال بعض الأشخاص يزاولون مهنة العنف الاسري من عمليات سلب الأرواح وضرب الزوجة والكريمة وحتى الابن بأبشع الطرق حتى وصلت الى الشنق والطعن بالسكين الحاد.
على الرغم من هذه النوائب التي تقشعر لها الابدان الا ان بعض من الافراد الذين يسكنون على هذه الكرة المظلمة يؤيدون هذه الأفعال الشنيعة بحجة ضبط إدارة المنزل والسيطرة عليهم، حيث جاءوا بهذه الحجج من خلال تفسيرهم لآيات القرآن الكريم بطريقة محرفة لا صحة لها، فكثير من يرفض تشريع قانون العنف الاسري، مستمتعين بانتهاك المرأة على وجه الخصوص، مطربين على اصواتهنَ وهنَ يطلبنَ الاغاثة من دون أي استجابة لهنَ سوى بعض الضحكات المقرفة من بعض كاتبي التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) ولا صوت للمدونين الذين ينصفون المرأة والعاملين على محاولة تعطيل ممارسات اللاذعة للعنف الاسري.
إن دور المنظمات النسوية وحقوق الانسان ما زال صلباً، بحاجة الى بعض الانصهار لأجل إيصال ولو بعض من أصوات تلك المنازل التي تعج بالخيبة والانكسار وحتى الهزيمة من قبل ما يدعى (سي سيد) عليهم.
كثير من النساء لديهنَ فوبيا الخوف من المعنف الازلي ولا يقمنَ بتقديم الشكوى عليهم من خلال تقديم الدلائل المثبتة لأحدى مراكز الشرطة المجتمعية التابعة لوزارة الداخلية، لأنهنَ على ظن بأن المشتكي عليه سيقدم على ضربهنَ مجدداً، سيما كونهنَ لا يقدرنَ العودة الى منازل ذويهنَ لكون الغالب على هذه المهزلة ان الأخير يمارس الضرب المبرم عليهنً بحجة ان المرأة عار في حالة طلبها الطلاق او النجاة من البائس فأن سيقدم اما بالضرب او القتل على ان المرأة ثقيلة وأنها ستجلب السمعة غير الشريفة.
كل مما سبق ما هي الا حجج واهية هدفها انكسار المرأة وتعذيبها .. فأن تلك الممارسات مجرد لإرضاء النفس المملوءة بالعاهات المرضية، فلا دين ولا أصول يقدم على القول ان ممارسة العنف الاسري للمرأة او الأبن وحتى الام هي أفعال رجولية وان المجتمع يرضى على تلك الأفعال.
فعن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): (لا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليس قهرمانة).