آراء

في الامس انطوى عام جديد من عمر الاسطورة الحية ليونيل، تخيل ان ميسي رحل، ترك الكرة واعتزل، تخيل ان المتعة ذهبت، تخيل ان الارقام بقت على حالها ولن تتغير مجددا قبل اعوام، تخيل هذا الكلام وتخيل رائد جورج يجلس خلف البيانو ويعزف رائعته (لاترحلين)، تخيلها ممزوجة بالاهداف بالالقاب بالحسرة بالدموع بالخيبة، تخيل الابتسامة على وجه الالمان في نهائي البرازيل وفرحة التشيليين في كوبا مرتين، تخيلها بشتم الارجنتينيين له بعد كل سوء حظ واخفاق، تخيلها ممزوجة بتصريحاته بعدد مرات اعتزاله بخلعه للقميص بعد تسجيله الهدف الثالث في الكلاسيكو سنة 2017، تخيلها بمزاملة رونالدينهو وديكو، تخيلها بأيتو وتشافي وانيستا، تخيلها بمنافسة رونالدو وكاكا وبيرلو وغيرهم.
تذكر اليدان المرفوعتان الى السماء وتذكر القبلة على شعار برشلونة تذكر عندما تمر الكرة بسلاسة بين اقدام اللاعبين تذكر عدد المرات التي تمر الكرة فيها بصمت بالعرض البطيء من فوق الجدار او من تحته لتعانق الشباك امام عجز ودهشة الحراس ليصرخ بعدها الجمهور بصخب عارم، وتذكر كم مرة تعرض فيها للضرب من المدافعين بسبب عجزهم امامه وعدد المرات التي نزف بها الدم من انفه وفمه لينهض مجددا.
تخيل انك ستراه محللا مدربا ناقدا رئيسا للاتحاد او مالكا للنادي ستراه في كل مكان لكنك لن تراه يداعب الكرة فقد مضى الكثير وبقي القليل سنة سنتان اربعة خمسة كحد اقصى ستنطوي يوما بعد يوم ثم خذ دقيقة من الصمت وبعد ذلك استمع لمقطوعة عمر خيرت (حنين) وهي كفيلة بأن تهيج شوقك ومشاعرك واحاسيسك وهي كفيلة بأن تعطي لجلدك الوان اخرى كاللون الازرق والاحمر او الابيض والازرق كفيلة بان تجعلك تشعر بإحساس جدة ميسي وهي تخبره بانه سيكون افضل لاعب العالم ولربما في التاريخ، كفيلة بأن ترسم مثلثات ومربعات كوارديولا على كفيك وستعطيك احساس جمهور برشلونة وهو يصرخ عبر المدرجات تمجيدا وتقديسا له وكفيلة بان تجعلك تشتاق لصوت عصام الشوالي او غيره من المعلقين وهم يتغنون به.
كفيلة بأن تجعل التعابير والاوصاف مستحيلة فاذا ما حانت النهاية وكان الامر واقعا وجب علينا ان ننتظر كثيرا لكي نستمتع بلاعب جديد كميسي فلا تستعجلوا واستمتعوا بما تبقى من عطاء الاسطورة .