آراء


صهيب علي

دراما انيقة

18/06/2019

القصة في البداية كانت عام 1964 عندما قامت جامعة بغداد بتشكيل نادٍ لكرة القدم يتكون من أفضل لاعبي كرة القدم من الطلاب للمنافسة في دوري الجامعات العراقي، بعد ذلك بسنوات تم تأسيس النادي رسميا تحديدا عام 1969 تحت مسمى الجامعة وتغير الاسم بعد ذلك الى نادي الطلبة عام 1977 لتبدأ مسيرة الانجازات، خمسة القاب في الدوري وخمسة مرات حل وصيفا وفي بطولة كأس العراق مرتين نال البطولة وحل في الوصافة ستة مرات وكأس السوبر مرة واحدة دون ان اعرج على المشاركات الخارجية المشرفة والتي ابرزها حلوله وصيفا لاندية اسيا عام 1995، اخر لقب للانيق كان في عام 2002 حينما حصل على كأس السوبر بعد فوزه في النهائي على نادي القوة الجوية.
في عام 2002 تنتهي الانجازات الرسمية وتنتهي معها الفترة المضيئة في تاريخ النادي ليبدأ فصل الدراما والتراجيديا وتنطلق السنوات العجاف سنوات الدموع والالم والحسرة، نادي الطلبة امسى بطلا واصبح ينافس على الهبوط، اموال مهدرة امام العلن دون رقيب، ادارة فاسدة ممولة من وزارة تعاقب على قيادتها فاسدون، فالوزير الذي يرى هذا الوضع للنادي ولا يعمل من اجل اسعاد جماهيره فاسد ومتواطئ مع السراق، الطلبة يموت ويلفظ انفاسه ببطئ على مدار ثمانية عشر عاما بالتمام والكمال ولا احد ينقذه تعاطف جماهيري من كافة مشجعي الاندية الاخرى ومن المهتمين بالشأن الرياضي عراقيين وعرب على حد سواء و تصريحات هنا وهناك واعتصامات ومظاهرات وبعد كل وزير يتنحى من منصبه يأتي وزير جديد ولا يأتي بجديده على النادي، تبدلت رئاسات الاندية المنافسة مرات ومرات وعلاء كاظم في منصبه يهمش ابناء النادي وجماهيره ويزيد من قوة اتباعه وحاشيته حتى غير الهيئة العامة للنادي لصالحه بالتمام والكمال وغير ايضا شروط الانضمام للهيئة لتفصل على مقاس مواليه.
نشر غسيل علاء ومن يقف بجانبه في الفضائيات وفي مواقع التواصل الاجتماعي وكتبت المقالات في الصحف والوكالات ومئات الحلقات التلفزيونية ناقشت ازمة النادي في مختلف البرامج على عشرات المحطات لقرابة عقدين ماضيين وطرحت الحلول دون نتيجة وكأن الامر رغم بساطته معقد اكثر من القضية الفلسطينية حتى مابقي في وجه هذا الرجل كرامة ولا حياء اما تاريخه فقد صار هباء في قلوب وعيون مشجعي النادي فلم يبقى في رصيده محب، الكل يقف في الجهة الاخرى ومع كل هذا لم تنفذ اعذاره واكاذيبه فماذا ترجو ممن يسرق عقود اللاعبين ويسرق الاموال المخصصة لبناء النادي والدليل بكمية اللاعبين الذين توجد ملفات شكواهم في الاتحاد العراقي والاسيوي وكلما زاد ضغط الجماهير تشتت القضية فيخرج مثلا باسم عباس بتصريحات مثيرة للجدل اخرها انه مستعد لدفع الاموال مقابل بقاء علاء كاظم في كرسي الرئاسة او مثلا يخرج حيدر عبد الرزاق او نائبه محمد الهاشمي او حتى الوزير نفسه من اجل بقاء الدكتاتور.
تدخل النجوم الحاليين واللاعبين القدامى لمرات لاتعد ولاتحصى ولم ينفع وكل المحاولات تفشل من يونس محمود او حارس محمد او خلف كريم او علاوي ابو الجاي وغيرهم الكثير حتى هجر الجمهور المدرجات لسنوات وزادت حسرتهم كلما توج احد الاندية بلقب الدوري او الكأس وكأن في الموضوع خطة ممنهجة لطمر النادي وحله نهائيا.
غدا هو الموعد المرتقب بعد النتائج السلبية والوعود الكاذبة ونفاذ الصبر فقد بلغ السيل الزبى، غدا مظاهرة سلمية ربما ستكون الاكبر على مدى سنوات سيخرج فيها كل محب وعاشق للانيق كل من يسعى لاعادة امجاد النادي من الجمهور العام والرابطات والالتراس واللاعبين القدامى والمدربين سيخرج كل من يحمل عشقا صادقا بين اضلعه لشعار الطلبة وحتى ان لم تنجح هذه التظاهرة فهنالك المزيد فهذا الجمهور امة لم تستسلم لطغاتها على قرابة عقدين ولن تستسلم حتى يعلن نصرها .....

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام