آراء


د.سامي المظفر

في ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام

20/09/2018

في ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام


                                صواب ألحسينلا بقاء للانسانية بغير الاستشهاد /ليس في الانسانية من هو اشجع قلبا من الحسين (ع)في يوم كربلاء  / ثورة الحسين واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ/ سبع وخمسون عاما من خصال الخير والجود بالنفس واعلاء كلمة الحق والشجاعة والحكمة / فعلى الساسة والمسؤؤلين الذين لم يتعلموا من الحسين (ع) وهم الداعون باسمه ان لا يسمى المجرم شجاعا اذا قتل وذكيا فطنا اذا سرق وان لا يصنع لهذا المجتمع الضعيف اغلالا وسلاسل ليظلمه / لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد/ شممت ثراك فهب النسيم  نسيم الكرامة من بلقع



                             صحبة ألحسين وألكتابة فيه

قضيت في صحبة الحسين حوالي ثمانين عاما, اتعلم من دخائله وافهم انسانيته في حياته ,وبدأت الصعود الى جبل كلماته والتنزه في حديقة شخصيته والعدو في البراري لارى قيمة شجاعته واخلاقه وشجاعته ولغته وشعره وجماله وزهوه وعلوه ,عندئذ اقتحمت الرابية والجبل لاضرم نارا في حطب تعبيري , امشي مشية العارف وليس الحائر الذاهل ,احتاج  ألعربية والتاريخ لكي  يأخذأ بيراعي وقلمي  .
                                                                                                              حاولت الكتابة وألتعبير عن الامام الحسين (ع)فلم استطع  لكوني لا امتلك بلاغة اللفظ وعذوبة ألمحتوى وألفحوى وألقض وألقضيض وبراعة المعنى وسعة الخيال وقوة الحجة وطهارة القلب واللسان وصفاء الذهن وجمال الذوق . لست جورج جرداق ولا عباس محمود العقاد فكل منهما حائك ماهر في اللغة والشعر فالاول ينقل مشاعر الحب الى الحب والثاني ينقل مشاهد الكلمة للكلمة فقد كتبا عن الحسين وابدعا وتناغيا بالكلمة في وصف هذه الشخصية المعجزة النادرة. 


                                  الحسين حديقة غناء
من صفات  الحسين(ع) الوفاء والشجاعة والفروسية و الانسانية ,فضلا عن جمال الذوق حتى حار خصومه بعيبه ولم يجدوا ما يقال من ذمه. فالحسين حديقة غناء وروضة اكثر غنى ,نتفيأ بظلالها ونهصر اعضائها ونقطف ما شئنا من ورودها , واعجب ما اعجب من امر نفسي اني احب الحسين علما وخيالا وارى فيه كل شىء قرارا وشجاعة وادبا ولغة وفروسية  ورقة وقوة ,شخصية تنتهي فيها الشخصيات ففيه يموت الليل والنهار والالام والاحزان والاحقاد والمظالم والمأتم ,واذكر اني على طول عشرتي وعشقي للحسين ولصوق نفسي بنفسه لم اسمعه يشكو الي يوما من الايام , بالمظلومية , بل الى الصبر والجلد , وان نيران الاحزان لا يسكن اضطرابها ولا يهدأ اعتلاجها الا بأطراد العبرات, والتلاعب بالمفردات والغلو بالنكايات والتبعثر بالكلمات والتهرب من الواجبات وتبني النفايات . 
  في سيرة الحسين (ع) تظهر شخصية نادرة رائدة تتمثل فيها اسمى واشرف ما بلغته الانسانية, يحبها المتدنيون والملحدون والمسلمون بكافة مذاهبهم والمسيحيون بطوائفهم المتنوعة والصابئة والهندوس وغيرهم,ولولاه لما اصبحت الثورة المفهوم الاكثر ايمانا وعمقا وفهما ,والشهامة اعمق المصطلحات ولوجا والشجاعة حركة فذة والشهادة ينبوع متعاقب وكربلاء حرم للعبرة والذكرى ومزارا للانسانية ومعنى للشهادة وذكرى للشهداء .
ولولاه لما جعل من البيان ميدانا يتبارى فيه اللغويون ايهم اكثر يراعا ومادة ,ولولاه لثقلت علينا الهموم ,يقتطفون من علو السماء صور ناطقة حتى صيروه لغة بحد ذاتها استنفذوها من اجله بانواع الاساليب والتراكيب والنوادر والمرادفات والامثال والقصص ,والادب مماجعل الشعراء ينشدون ومهندسوا اللغة يخططون ويرسمون.


                                   أدوات ألحسين
للحسين  (ع)ادوات عدة ,فالعلم والشجاعة والصدق والاخلاص واللغة والحقيقة ومحبة الاخرين , هي اعوان ومبادىء الحسين ,والقلوب الحاقدة والنفوس النهازة   والعقول الهالكة والقيادة الجاهلة والغموض و الجهل والجبن والكذب والتمادي هم اعدائه الذين لا يعرفوا شيئا فقد قصرت فكرتهم وتشوه معنى الفاظ خلجاتهم واعتمدوا اغمض الاغراض وابهمها .,فالحسين يمثل جوهر الشجاعة والفصاحة و التضحية والبيان .فقد قرأت من فكر المفكرين ومنظور الزعماء عن الحسين قراءة المثبت المستبصر ,فرأيت كتابة الشجاع والعقل والقلب والعاطفة.
                                      أمال في ألحسين 
ان املنا في الحسين كبير, يحتوي فكره الكرم وعلو الهمة وسعة العلم والايمان ,نفاخر به وبشجاعته ونبوغه وجرأته وصراحته ,عدو الكاذبين والمرائين والمغرورين والمتملقين ,الافضل خلقا والاشرف نفسا والاطيب قلبا والاشد عطفا. 
وان في ذكراه امالا كبار ,واماني حسان ,فعلى الساسة والمسؤؤلين الذين لم يتعلموا من الحسين (ع) وهم الداعون باسمه ان ترحم الارملة وان لا يسمى المجرم شجاعا اذا قتل وذكيا فطنا اذا سرق وان لا يصنع لهذا المجتمع الضعيف اغلالا وسلاسل ليظلمه وان لا يحكم القائد الذي لا يميز بين الملك والعداله وان لا سبيل للعيش في هذه الحياة الا اذا كان الفرد حرا ,وان لا يسيطر عليه ادعاء كاذب ,وانصاف خادع واعتدال منافق. 


                              الحسين(ع) و اللغة 

من اللغة ,غرف الحسين(ع) غرفا,يستطيع مطارحة الكلام بلغة البيان وهندسة المعاني بتعابيرألبلاغة, فقد ذكر العقاد في كتابه "ابو الشهداء الحسين بن علي " ما رأيت أحسن من الحسين كلاما واذرب لسانا ولا افصح منه منطقا” فقد جعل الشعراء ينشدون والادباء يهندسون ومعماريوا اللغة يخططون حتى صيروه لغة بحد ذاتها استنفذوها من اجله او حاولوا ذلك بانواع الاساليب والتراكيب والنوادر والمرادفات والامثال والقصص والادب بحداثته وقدمه .أوتي ألحسين (ع) ملكة ألخطابة تشرأب اليه الاعناق لسماع كلمته الخالدة"لم اخرج اشرا ولا بطرا" فتمرس الشعراء قديما وحديثايتعلمون من كنوزه اللغوية .                          

                         العدل الاجتماعي عند الحسين

اما العدل الاجتماعي عند الحسين(ع) فهو قوام الانسان وعماد حياته ,وان مأساة الحسين تنطوي على اسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي فهي عدالة حقيقة غير مشوبة بخيال ,ولا خيالا غير مرتكز على حقيقة ,فالحسين لا يرضى بسفك دماء الانسان  الذي امد به ليجري في شرايينه ,لا ان يسيل في الرمال وفوق الجبال وان ينشر السلام اجنحته البيضاء وان تهدا النفوس ,والحسين اشد الاباء حدبا على الابناء واشد الازواج عطفا على النساء ,وقور في رعايته لاسرته والناس عامة ولا يعرف سعادة في الحكم غير سعادة الناس ولا يفهم من حركته الا وسيلة من وسائل تلك السعادة ولا يبغ بدلا من عرض الدنيا وزخرفتها وان يتحدث العقل لا اللسان وان ترحم الارملة ولا يترك لها الصبية والدموع وان لا ينال منها الدعاة والمدعون الفاتكون سالبوا نفاس الخزائن الواهبون بلا مالا يملكون .


ان الانسانية لا تزال في عطش شديد الى دماء الشهداء وما ضحى الحسين (ع)من اجله الا ليستل من القلوب احقادها ليملاها حكمة وحبا ورحمة فكان جيشه السبعيني فيه من الارحام والنصارى والايتام والامويون والعثمانيون وفيه الاسود والابيض والوضيع والشيخ الاصيل ليشير الى التنوع الذي امن به في الاديان والطبائع والغرائز وبنى قاعدة فكرية لا تؤمن بالتشفي والانتقام والقضاء على الاخرين . 


                        اراء زعماء السياسة في الحسين 
هناك اراء مميزة لزعماء السياسة في الحسين فغاندي، يقول  "تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر"وقال ( ماوتســــــي تــــــونغ ) لإحــــــد قادة العرب: "عندكم تجربة ثـــــــورية قائـــــــدها الحسين ، وهي تجربة إنسانية فــذة وتأتون الينا لتأخذوا من تجاربنا وقال(ونســـتون تشـــــرشل) ايضـــــاً " مادام للمسلمين قرآن يتلى وكــــــــعبة تقصد وحسين يذكر فانه لا يمكن لأحـــــد أن يســــــــيطر عليهم " وذكر محمد علي جناح مؤسس دولة باكستان "لا تجد في العالم مثالاً للشجاعة كتضحية الإمام الحسين بنفسه الرجل القدوة الذي ضحّى بنفسه في أرض العراق. 
                          مفكروا العالم والحسياما مفكروا العالم فكان لهم اراء عميقة وفكر يعبر عنها, تناقلتها الاجيال واعتمدتها فاشار الكاتب المصري الكبير عباس محمود العقاد  رحمه الله  "بلغ الصراع بين الحق والباطل  و بين اتجاه نحو الخير والكرم والاريحية والحرية والعدل والقداسة والبراءة والنقاء واتجاه نحو الشر واللؤم والاستعباد والظلم وحضيض المهانة والانحطاط " وان  ثورة الحسين، واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية". وتناول عبدالرحمن الشرقاوي الكاتب المصري المبدع "الحسين شهيد طريق الدين والحريّة حيث  يفتخر جميع أحرار العالم بهذا الاسم الشريف "و قول طه حسين "فقد كان الحسين عليه السلام يتحرق شوقاً لاغتنام الفرصة لاستئناف الجهاد والثورة " اما عبد الحميد جودة السحّار في مفهومة عن الحسين "لم يكن بوسع الحسين أن يبايع ويرضخ لحكمه لأن مثل هذا العمل يعني تسويغ الفسق والفجور والطغيان وإعانة الحكومة الباطلة". وقال شارلز ديكنز "إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال اذن  فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام‎  واشار كيبون، المؤرخ الإنجليزي... "على الرغم من مرور مدّة مديدة على واقعة كربلاء، ومع أننا لا يجمعنا مع صاحب الواقعة وطن واحد، ومع ذلك فإن المآسي التي وقعت على الحسين عليه السلام تثير المشاعر ، والتعاطف والانجذاب إلى هذه الشخصية" وقال الآثاري الإنكليزي وليم لوفتس:"لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.)) وقال المستشرق الألماني ماربين: اثبت هذا الجندي الباسل لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.وقال المستشرق الإنكليزي ادوار دبروان  " وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها". واكد الباحث الإنكليزي ـ جون أشر: (( إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي.)) والمستشرق الهنغاري أجنانس غولد تسيهر يقول :
(( قام بين الحسين والغاصب نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد كبير من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً )) . 

وبعد اطلاعي على الحديقة الغناء للحسين (ع) من الفكر والسياسة والشجاعة والثورة والجهاد فضلا عن حبي  للحسين واقعا وخيالا فارى فيه  الجمال والتناسب يحدده في كل شىء شجاعة وادبا ولغة وفروسية ورقة وقوة وشخصية تنتهي فيها الشخصيات ففيه يموت الليل والنهار والاحقاد والمظالم فأتضح لي أن عدالة الحسين حقيقة غير مشوبة بخيال ,ولا خيالا غير مرتكز على حقيقة فالحسين لا يرضى بسفك دماء الانسان الذي امد الله به ليجري في شرايينه والحسين لا يبغ بدلا من عرض الدنيا وزخرفتها بان ترحم الارملة ولا يترك لها الصبية والدموع وان لا ينال منها الدعاة والمدعون الفاتكون سالبوا نفاس الخزائن الواهبون بلا مالا يملكون والحسين تشرأب اليه الاعناق لسماع كلمته الخالدة  "لم اخرج اشرا ولا بطرا ". 



                     سيستشهد الحسين  مرة اخرى

سيستشهد الحسين  (ع) مرة اخرى اينما وجد انحرافا في المجتمع وفسادا فيه وطيرا محبوسا في القفص وطيرا قص جناحه وانسانا اعجما يتحكم بالانسان الناطق وطيرا لا يحلق في الجو وسمكا لا يسبح في البحر وزهرة اقتلعت من الحديقة وانسانا اقل علما صنع للانسان الابحر علما سلاسل وغلاغل والحق يقرره اعاجم في العلم وبغايا في الثقافة تسلب حرية العالم وجوهرته باسم القانون وتترك قلقا حذرا وقلبا مروعا و فرائصا مرتعدة و حرية مسلوبة. 
سيستشهد ألحسين (ع) مرة بعد ان أصبحت ألسياسة في العراق كزنجية بيضاء ووثنية لاتعبد الله وبربرية لا تحمل بين جنبيها قلبا يعطف على البؤساء والمنكوبين والدين ورجاله الاصلاء اقرب الناس جميعا ألى مطامع الحياة ومظاهرها وارغبهم من سفاسف الامور ودناياها وأصبح السياسة والسياسيون كبائعي السلع المعروضة في حوانيت يعلم القاصي والداني محتواها وفحواها فيها يتم البيع والشراء بابخس الاثمان وادنى الاسعار. 
سيستشهد ألحسين مرة بعد ان تزوج المتدين من السياسة حيث فيها السارق والدنىء ومقترف الذنوب واصوات كريهة تتمثل في فحيح الافعى ونعيق البومة وفحيح الثعبان وشحيح البغل وقهقاع الدب ونهيق الحمار وفحيح الحية وغقعقة الصقر وصني العقرب وزئير الاسد وشحيح البغل وصر صرة البازي ازيز الدب ورغاء الجمل وقباع الخنزير واصبحت القلوب حاقدة والنفوس نهازة والعقول هالكة والجهالة قائدة والمهلهل يطلب بثأر اخيه والحزب قائد والقائد اوحد واللسان يتحدث لا القلب والقرار غير صائب و ثاكل تفجع بواحدها وام مسكينة لا تملك من متاع الدنيا شيئا وحائر ظل سبيله و بائس لاح منظره وقادم كريه وبائس معوز.


                وسيستشهد الحسين بعد ان اصبح العراق بلا حب

سيستشهد الحسين مرة أخرى بعد ان اصبح العراق بلا دولة فالدستور ملغوم ومجلس نواب يتكون من نمور ورقية والناس يتذكرون دائما شعر الرصافي "ملك ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف وامسى الحكم كالحجاج الذي بني لنفسه قصراً و فرعون الذي شيد أعظم مما شيد وبني أعلي مما بني,فلا يحب الحديقة بسكونها وهنائها ولا الاشجار وحفيفها ولا النسيـــم ورائحته والنحل لا يملك اساليب بناء خلاياه والنمل لا يستطيع جر غذائه وتخزينه و المواطن.
وسيستشهد ألحسين مرة أخرى بعد أن اصبح التغيير بتبديل الوجوه فقط وبقت السياسات كما هي والعقلية ذاتها ولم يستل من القلوب اضغانها واحقادها بل استمرت الصفقات السياسية وشراء الذمم فضلا قصر النظر وسرعة الحكم واستراتيجية بعيدة عن ادوار الزمان الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل فيه يرسخ اللفظ لا التعبير كما قال الشاعر وقبر حرب بكان قفر وليس قرب قبر حرب قبر 


سيستشهد ألحسين مرة بعد ان اصبحت القلوب حاقدة والنفوس نهازة والعقول هالكة والجهالة قائدة والمهلهل يطلب بثأر اخيه والحزب قائد والقائد اوحد واللسان يتحدث لا القلب والقرار غير صائب و عاشقالا يغني وشاديا لا يترنم و ثاكل تفجع بواحدها وام مسكينة لا تملك من متاع الدنيا شيئا وحائر ظل سبيله و بائس لاح منظره وسجين ظل بسجنه وقادم كريه وبائس معوز والصوت القبيح لا يتناسب بنغماته بل بنشازه.


وسيستشهد الحسين بعد ان اصبح العراق بلا حب ولا صورة ولا صوت ولا الاشجار وحفيفها ولا النسيـــم ورائحته ولا كهرباء ولا خدمات ولا تصورات ولا فكر بل بؤس الحياة صنعــــــه الصانعون المدمرون شاحبوا اللون وخائروا النفوس , سالبوا النفائس الخزائن الواهبون بمـــــــــا لا يملكون ,قالعوا الاشجار وقاطعوا الازهار وقاتلوا الانفس, يحبوا الموت ,ويكرهوا لحياة ,جن جنونهم يريدوا بنا شرا, يكرهوا يوسف و اخوته ,ينشبوا اظافــــــــــــرهم , و,يقطعوا الشجرة ويحبوا اصوات نقيع الضفدع ونباح الكلب وفحيــــــــــح الافعى وشحيح البغل وقهقاع الدب ويكرهوا صوت العصافير والمنشاوي وام كلثوم وخرير الماء وهديــــل الحمامة وعندلة العندليب وهدهدة الهدهد , ,لا يحبوا الحديقة بسكونها وهنائها وغبطتها , بل يتذكروا آدم وحواء ويفرحوا بهبوطهما الارض بعد ان اكلا تلك الشجرة وهم لا يملكوا نعمة الجمال التـــــــي وهبت للاخرين  وادرك الجميع ان حاكم ألعراق لا يملك خصلة من خصال الخيـر فهو بلا امل ولا رجاء,فقد قضى عمره كله خاملا مغمورا , يجهل الدهماء قدره لانهم لا يفهمونه وينكر الادباء دوره ويبغضونه فهو يجمع بين التهور والخجل الى درجة الضعف وبين النشـــوة الى معاقبة اعدائه على اصغر الهفوات واقرب الى البلادة منه الى الذكاء , فقـــد سقط من عين المجتمع سقطة لا قيام له من بعدها, فبعدما اعتقد بانه اذكى الناس عقلا وابعدهـــــــم غورا واطلقهم لسانا وابلغهم كرما ,اما مريديه فهم قلوب جامدة ونفوس نهازة وعقول هالكة.. 


                وفي ليلة عاشوراء بعد ان الم بنا التعب


واخيرا وفي ليلة عاشوراء بعد ان الم بنا التعب و سحقتنا سحقا تاما اطلقت فيها السبيل لعبراتي واشعر ان قلبي قد فارق موضعه املا في مستقبل زاهر وحديقة غناء فيها الاشجار بمرحها وفرحها وتنوعها كتنوع التمور والازهار وخلقا عذبا وعلما غضا وحبا وفيا بعد ان تركنا الحكام صناع بؤس الحياة شاحبوا اللون وخائروا النفوس قالعوا الاشجار وقاطعوا الازهار عاشقوا الموت وكارهوا الحياة ومنعنا رواد السياسة من صوت العصافير و نعمة الجمال والمطر و دور العلماء والادباء فويل لهم من المستقبل المظلم .


فيا ايها الحسين العظيم فقد مت شريفا ولم تكن باسف على الموت يوم اتاك فالموت غاية كل حي واذا اراد القادر سأتبعك الى سمائك لقد اقسمت لك على الوفاء بالعهد ولا يد لي من ابر بقسمي فحبي لك طاهر بريء لا تشوبه الاغراض والغايات لا كما يدعي لها الافاقون والمدعون انك اصبحت وامسيت قلبا في قلوبنا وكوكبا في افاق السماء وعزاء وحيدا عن همومنا والامنا وكما يقول الشاعر جورج شكور في ملحمته يوم الحسين هم الاحفاد انهار في العالمين لهم دفق وتيار وانطوان بارا في كتابه الامام الحسين (ع) في الفكر المسيحي الذي يحتوي على المقولة المشهورة لوكان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض راية  ولأقمنا له في كل ارض منبر  ولدعونا الناس الى المسيحية بأسم الحسين ".
                                                                                                                                     واخيرا سلام عليك ايها الثائر القائد


واخيرا سلام عليك ايها الثائر القائد لقدكنت مجالا  واسعا للامال والاحلام تطرد الحزن والالام كما طردت الاكدار وسلام عليك وجمعك وصحبك واترابك من اهلك وبنيك وفدائييك الاسود والابيض والمسيح والمسلم فأنت رجل اكبر من رجل  وكنت وحدك امة كاملة ونحن في هذه الساعة العظيمة نقول للعالم لا قوة الا قوة الحسين ولا مجد الا مجد الحسين .
سيدي وسيد الشهداء ساحاول هنا أن أنصفك بالرغم من ان المؤرخين بكافة مللهم لم يضنوا عليك بتدوين مأثرك وعما لحق بك من ظلم وعسف ففضلا عن منزلتك الرفيعة التي صينت بالدماء وكرم نسبك وطهارة ارحامك فأنت الفريد الوحيد  وأنت بن من اكتفى بالقرص والملح مطعومًا وأنك بن الفتى الذي يدخل الحرب حاسرًا دونما درع .          
يا سيدي فيك الرحمة وطيبة القلب فيا اذن الزمان الواعية فاي هامات انحنت لديك ويا ذاكرة الزمان فقد شهد مرقدك الشريف حجاجا وزوارا وعبادا وكم من اجيال البشر مرت بك تلتمس الحماية والعون والطمانينة وعز الامان فيا سيدي قد نمت كربلاء من قرية صغيرة الى موسم جامع تتلاقى في موضعك الفرس والاتراك والافغان والعرب وغيرهم بعد ما اراد القوم هلاكك وهلاك اهلك ونجحوا واصبحوا الان يلتمسون نذرا غاليا تنذر فيه الامم والشعوب والافراد وتقف خاشعة حائرة امام ذلك التقدير والحب الذي استاثرت به بسلالة عريقة اصيلة وأعز بيئة واطيب منبت وأرفع نسب يلوذون بك داعين مبتهلين.
سيدي كلما دار القمر دورته لشهر محرم في عشريته أصبح  على مرّ التاريخ رمزًا للإباء والشموخ والكرامة، و مقارعة الظلم  واصفى الزمان في ذكرى تلك الليلة الى هاتف الملايين من المسلمين في مختلف بقاع الارض يرتلون قصة استشهادك واربعينيتك ويترنمون لما حف بك وعائلتك من غرائب وعجائب وستضل العقول ابدا حيرى امام عظمتك ودورك في تاريخ البشرية  وأن مبدا أو مذهبا يبيح ألقتل دفاعا عن ألفضيلة او يمارس النكاسة مع السياسة والغدر والحيلة ويرهق الارواح لمجرد المعارضة هو نوع من البغي طالما كان يحمل سيفا ليحز به الرقاب 

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام