آراء


عبدالزهرة الهنداوي

ميناء الفاو .. نقلة اقتصادية متوقعة ..

13/02/2020

إذا استعرضنا كبريات موانيء العالم التي تبدأ بميناء "سنغافورة" "وشنغهاي"،وتنتهي ، بميناء "ناغويا" الياباني ، سوف لن نجد بينها ، وهي التي يتجاوز عددهاالخمسين ، اي اسم لميناء عراقي ، وهذا ليس بالأمر المستغرب ، إذ مازالت منافذنا  الحدودية وفي مقدمتها البحرية (الموانيء) والجوية (المطارات) وحتى البرية ، دونمستوى الطموح ، لذلك ، مازال أمامنا شوطا طويلا ، لكي تدخل موانئنا ومطاراتنا ضمنالسجلات العالمية ، بوصفها ، الأكبر والأوسع والأفضل ، .. إلى اخر صفات التفضيلالأخرى ، .. ومما ، لاشك فيه ، ان الموانيء ، تشكل اولوية اولى ضمن سلّم الاهتماماتالعالمية ، لما تمثله من أهمية اقتصادية ، نتيجة ، رخص النقل البحري ، وتميزه بنسبةالأمان العالية ، على عكس النقل الجوي عالي الكلفة ، والنقل البري ، الذي غالبا ما يكونعرضة للمخاطر الجسيمة ، وهنا يأتي السؤال الجوهري ، هل نحن قادرون على حرق تلكالأشواط والمسافات بيننا وبين دول العالم الأخرى التي لديها موانيء ؟ ، لاسيما معوجود عدد من الموانيء المهمة التي يتمتع بها العراق ضمن حدوده الجنوبية ، منها ميناءام قصر وأبو فلوس والفاو الكبير وغيرها ؟..
أقول ، نعم بالإمكان ان نحقق مثل هذا الهدف الاقتصادي الاستثنائي ، وهنا اتحدث عنمشروع ميناء الفاو الكبير ، هذا المشروع الذي بدأ العمل على تطويره منذ عام ٢٠٠٧ ،ولكن ثمة تحديات كبيرة واجهت إكمال المشروع ، لاترتبط فقط بقلة التخصيصات المالية ،إنما كانت هناك تحديات أخرى منها وجود الغام متروكة من أيام حربي ١٩٨٠-١٩٨٨ ،و١٩٩١ ، ولكن ضرورة ان يمتلك العراق ، ميناء  على البحر المفتوح ، ضمن قناة "خورعبدالله" يعد أمرا في غاية الأهمية ، وقد مر المشروع ، بمراحل متعددة ، منها ، إنشاءكاسري الامواج الشرقي والغربي ، وقد استغرقت الإجراءات وقتا طويلا غطى مساحة كلتلك السنوات من عام ٢٠٠٧ لغاية العام المنصرم ٢٠١٩ ، الذي شهد انعطافة مهمة فيمجريات العمل في مشروع ميناء الفاو الكبير ، من خلال تخصيص مالي مناسب ،وتوقيع عدد من العقود المهمة مع شركات عالمية كبيرة لتنفيذ السداد الخاصة بموقعوخدمات الميناء ، وكذلك السداد الصخرية لأرصفة الحاويات وإنشاء طرق مدخل الميناءوغيرها من الخطوات والإجراءات المهمة ، تتعلق بأرصفة الحاويات وإقامة انفاق وتعبيدالطرق المرتبطة بالميناء ،ومثل هذه المعطيات المهمة ، تؤكد بوضوح ، اننا أمام مشروععملاق ، يمتد على مساحة ٥٤ كيلو مترا ، فضلا عن كونه يعد اول ميناء عراقي يجريتنفيذه في البحر المفتوح  بنحو غير تقليدي ينبغي التعامل معه بنحو مختلف ، لانه فينهاية المطاف ، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار حجم الميناء ، وضخامة مكوناته ومكملاته ،التي تمتد إلى إنشاء شبكة سككية بطول ١٠٠ كيلو مترا ، تربط الميناء بالشبكة الوطنية ،وإنشاء طرق سريعة ، ومطار ايضا وقاعدة بحرية ، وإذا أخذنا بعين الاعتبار ، وصولالميناء إلى مرحلته النهائية التي تتضمن إنشاء ٤٦ رصيفًا للحاويات و١٦ عشر رصيفًااخر للبضائع الفل و٢٠ رصيفًا للبضائع العامة ، وأرصفة أخرى للمشتقات النفطية ،وسوى ذلك من التفاصيل المهمة ، يمكن ان نستنتج من خلالها ، ان ميناء الفاو الكبير ،سيكون واحدًا من بين اكبر عشرة موانيء عالمية ، ليس من بينها ميناء عربي ، ، ولنا اننتصور حجم ومقدار الأثر الاقتصادي لميناء عالمي بهذا الموقع المرموق ، بالتأكيد انهسيحول العراق إلى مركز اقتصادي دولي يشكل أهمية استثنائية لكل بلدان العالم ، ولهذافان تلك البلدان ستكون حريصة كل الحرص ، على استقرار المنطقة ، وابعادها عن ايصراعات او نزاعات إقليمية او دولية ، لانها باتت تمثل ممرا أساسيا  للبضائع المتبادلةبين الشرق والغرب ، ومثل هذه الحركة الاقتصادية ، لن تقتصر على محيط الميناء ، اومحافظة البصرة وحسب ، إنما هنالك الكثير من القطاعات الاقتصادية المهمة ، ستتحركبقوة ، وسيؤدي ذلك إلى توفير ملايين فرص العمل المباشرة وغير المباشرة ، وسيفتح افاقاواسعة للتنافس الاستثماري العالمي في جميع ارجاء العراق ،.. وهنا ، لا اتحدث  عنخيال علمي ، او احلام عصافير ، إنما هي حقائق شاخصة في المشهد ، فأمامنا اقل من ٤سنوات للوصول إلى هذا الذي نتحدث عنه ، شريطة توفير متطلبات إنجاز المشروع ،وفي مقدمتها التخصيصات المالية ، فالبنى التحتية تحتاج إلى مايقارب الـ(٣) ملياراتدولار لإنجاز البنى التحتية ، ونحو ملياري دولار ، لتنفيذ عقود جديدة ، ولعل الحديث عنهكذا مبالغ ، ضمن مدة زمنية محددة ، وشحة واضحة في الموارد ، يبدو من الصعبتوفيرها ، لذلك أقول ، ان بالإمكان  الاستثمار في الاتفاق العراقي - الصيني، وإعطاءالأولوية لمشروع ميناء الفاو ، وإنجازه في موعده المحدد ، لإحداث تلك النقلة الاقتصاديةالكبيرة في الاقتصاد العراقي

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام