آراء


مازن صاحب

مفاسد المحاصصة: ما بين داعش وتصريحات التبرير

02/05/2020

شهدت البارحة حافات تلول مكيشيفة تعرضا متجددا لعصابات داعش الارهابية .. فيما تشهد أغلب البرامج الحوارية الرمضانية.. تبريرات متنوعة عن ما يمكن اتخاذه من قرارات تمس رواتب الموظفين والمتقاعدين !! 
ما بعد إعلان النصر على عصابات داعش الارهابية وتحرير المدن التي اغتصبت .. نشرت اكثر من مقالة ودراسة عن اهمية استثمار النصر في الغاء حواضن داعش المجتمعية .. فهذا التعرض الذي واجهه أبطال الحشد الشعبي .. سبقه تعرضا آخر في كركوك .. بما يؤكد  أن شبكة الحوار الوطني المسؤول لم تستثمر هزيمة داعش وانكساره .. ولم يكن نفاذ القانون قادرا على الغاء الحواضن المجتمعية لهذه العصابات الاجرامية .
ومعروف في هذا النموذج من محاربة العصابات الاجرامية .. اهمية الغاء الحواضن المجتمعية والدينية له .. ومن دون تأكيد السلم الاهلي في هذه المناطق .. لا تكون هناك فائدة لتقنيات الحرب النظامية في مواجهة حرب عصابات .
النموذج الثاني الذي أيضا يؤكد حالة الفشل في السياسات العامة لمفاسد المحاصصة .. تتجسد في تلك التبريرات التي تطلق من قبل مسؤولين حكوميين أو برلمانيين .. بظهرون في القنوات الفضائية لتبرير  عجز حكومة مفاسد المحاصصة من الاتيان بحلول تطبيقية تواجه أزمات متعاقبة مثل جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط .. وكل هذه التبريرات قائمة على ترويح قبول الموظف والمتقاعد بالادخار من رواتبهم أو تقليصها أو أو ...  السؤال لهؤلاء الذوات الافاضل ولكل من يروج لهم في كروبات التواصل الاجتماعي من شخصيات تقدم أمام اسمها لقب  الدكتور الأكاديمي ... أين كانوا جميعا .. واغلبية الجمعيات العلمية والنقابات والاتحادات المهنية المحترفة .. ناهيك عن المرجعية الدينية العليا ... وقد بح صوت الجميع بالنصائح والارشاد ... فيما انغمست تلك الاحزاب المتصدية للسلطة بمفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية لها .. لتاتي اليوم تدعو المواطنين شد الأحزمة على البطون الجائعة .. وياتيك من يقول أن تصريحات النواب إنما هي ممارسة لدورهم الرقابي !! 
أين كان هذا الدور الرقابي .. في زمن التخمة المالية .. الم تكن أزمة النفط متوقعة .. الم يكن معروفا أن العالم يتوجه نحو الطاقة النظيفة ؟؟ وان قيمة النفط لا يمكن الأعتماد عليها ... أين كان مثل ذلك الخبير الذي يروج لمثل هذه التبريرات بكونها ممارسة الدور الرقابي؟؟ 
وما بين معضلة عودة داعش إلى الظهور .. وبين الأزمات المتوالدة .. خرج بوضوح بيان المكلف الثالث لرئاسة الوزراء ليؤكد أن ظهور داعش يوظف الأزمة الحالية في تشكيل الحكومة .. نحتاج الى سلم اهلي يلغي الحواضن المجتمعية لهذه العصابات الاجرامية ... وان يتفضل علينا كبار المحللين  بالصمت وعدم ترويج تبريرات  احزاب مفاسد المحاصصة أمام مواطن جائع .. فكلا الحالتين مرارة العلقم في غد ربما أقول ربما يتفجر فيه غضب الجياع .. ولله في خلقه شؤون!!

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام