آراء


حمزة مصطفى

"ضنك العيش" آخر أغاني حسين نعمة

09/02/2019

قبل أيام إشتكى مواطن من الموصل حال الموصل وحاله من على إحدى القنوات الفضائية. بادر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الى الإتصال بالرجل وأستضافته في إحدى جلسات البرلمان. بعدها بأيام أظهر تقرير لإحدى الفضائيات رجل يتسول على قارعة الطريق قال إنه كان وزير الري في حكومة عبد الكريم قاسم. ومع أن هناك من "نبشّ" في تاريخ الوزارات العراقية ليكتشف ليس لا وجود لوزير بإسم سامي إبراهيم علي في تلك الحقبة بل لا وجود لوزارة بإسم وزارة الري في حكومة قاسم. وزارة الري تأسست فيما بعد بسنوات.
مع  ذلك بادر وزير العمل والشؤون الإجتماعية باسم عبد الزمان الى زيارة الرجل في مكانه بالشارع وبادر الى تهيئة مايلزمه من عيش يليق بـ"وزير" سابق حتى لوكان فضائي. الفنان الكبير حسين نعمة كتب مؤخرا على صفحته بالفيس بوك ما بدا وكإنه آخر أغانيه الحزينة التي كانت أغنية "ياحريمة" أيقونة الحزن العراقي الجميل ممثلا بالثنائي حسين نعمة وياس خضر ومعهم جيل السبعينات مثل فؤاد سالم وحميد منصور وسعدون جابر ورياض أحمد وقحطان العطار الذي إستغرب في وقت مبكر ممن يطالبه أن "يغني بفرح".
حسين نعمة أعلنها صريحة أن "ضنك العيش" أجبره أن يطلب الهجرة من الوطن.وحدد بوضوح بلدانا خليجية دعاها لإستضافته مع عائلته بعد أن لم يعد قادرا على تعيين أولاده الثلاثه وكلهم يحملون شهادات في الهندسة. المفرح بالأمر أن إستجابة الدولة برئاساتها الثلاث لم تتأخر. رئيس الجمهورية الدكتور برهم  صالح إتصل هاتفيا بالفنان مستفسرا عما دفعه الى طلب الهجرة من الأرض التي غنى لها أجمل الأغاني. رئيس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي أمر بتعيين أحد أولاده في وزارة النفط. رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي كان أول المبادرين لم يكتف بالإتصال بالفنان بل دعاه الى الحضور الى البرلمان.
بلا شد أن هذه  المبادرات وما تمثله من التفاتة يشكر عليها الرؤساء الثلاثة بحق فنان كبير بحجم حسين نعمة أوقفت ما هدد به وربما عالجت جزء من مشكلته. لكن كم فنان وأديب ومثقف في كل حقول الفن والإبداع من الشعر الى القصة والرواية والسينما والمسرح والغناء حالهم إن لم يكن أسوأ فهو ليس أفضل من حال حسين نعمة؟ الكثيرون بالتأكيد وقسم منهم معروفون أيضا وتركوا بصمة واضحة في الحقول التي برعوا فيها.
هل المطلوب كتابة بوستات جماعية يعلنون فيها ما يعانونه من "ضنك عيش" لكي يتم الإلتفات لهم سواء بأوامر تعيين أو إتصالات هاتفية أودعوات إستضافة؟ الأمر  سيكون صعبا بالتأكيد لأن حلولا من هذا النوع تبقى حلولا فردية لاتمس جوهر المشكلة. والمشكلة مثلما يعرف الجميع عامة. المسؤول عنها هو الفساد الذي شكلنا له مؤخرا مجلسا أعلى لمكافحته بعد أن عجزت هيئات مستقلة لها "طنة ورنة" عن مكافحته. المسؤول أولا وأخيرا عن "ضنك عيش" حسين نعمة هي "سياسة التلزيك".

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام