آراء


حمزة مصطفى

توني وفؤاد وأسعار المزاد

13/02/2023

في لقطة مألوفة في العلاقات الدولية طلب وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن من وزير خارجيتنا الدكتور فؤاد حسين أن يبدأ الحديث خلال مؤتمرهما الصحفي مستخدما اسمه الأول "تفضل فؤاد". بلينكن, صاحب المضيف وإبن الحمولة, كشف أن علاقته مع وزير خارجيتنا الدكتور فؤاد علاقة صداقة شخصية وهي ماتتيح له رفع الكلفة بينهما. معالي وزير خارجيتنا أجاب على دعوة زميله أو بالأحرى صديقه معالي انتوني بلينكن بالقول "شكرا توني". إذن العلاقة دهن ودبس, لا القاب ولا كنى ولا بطيخ. لا أبو فلان أو فلانة ولاحجينا ولا سيدنا ولا شيخنا ومرات أميرنا وفي كل المرات حين تعز الألقاب مولانا.

كلاهما المعاليان الزميلان الصديقان اللاحجينا اللاشيخنا اللا باقي الألقاب الرنانة والطنانة تحدثا عن العلاقة العراقية ـ الأميركية بود. لكن حين وصلا الى علاقة هذاه الأيام الدولارية الدينارية أخذا يحومان (ليس من ياحوم إتبع لوجرينا) وإنما يحاولان الإقتراب مرة والإبتعاد مرة. ففي الوقت الذي يتحدث توني المحبوب عن أهمية دفع الاقتصاد العراقي ودمجه في إقتصاديات المنطقة وضرورة كذا وكيت فإن فؤاد "على كولة" توني أشاد بدعم الولايات المتحدة للعراق في محاربة عصابات داعش. معالي الوزير العباس عليك "إحنه دازيك تشوف لنا قضية الدولار" وقاطع كل هذه المسافة بالطيران مافوق ومابعد المحيط  حتى تشيد بدعمهم لمحاربة داعش؟ صحيح جنابك تحدثت عن أهمية العمل المشترك مع الأميركان على الصعد الاقتصادية والشركات والإتفاق الإستراتيجي لكن كل هذه المفردات لم تعد تداوي جرحا في ظل إنتظارنا دخان الدولار والدينار الأبيض. فالدولار الذي خفض سعره البنك المركزي مقابل الدينار الذي إرتفعت قيمته في التداول الرسمي لايزال  الفرق قائما في السوق الموازي. الأمر إذن يحتاج الى نوع من المرونة أو "العطوة" بلغة أهلنا حتى نتغلب على هذا الفرق بين الرسمي والموازي.

وبالعودة الى مايبدو إنها علاقة شخصية بين وزير خارجيتنا ووزير الخارجية الأميركي وهو أمر جيد بلاشك ومفيد في العلاقات الدولية ويمكن أن يساعد في تذليل بعض الصعوبات لكن هذا النوع من العلاقة لاسيما مع الأميركان لايمكن البناء عليه .  الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن زار العراق بعد عام 2003 عشرات المرات عضوا مخضرما في الكونغرس الأميركي منذ السبيعنات وأحد داعمي التغيير في العراق. كل هذا قبل أن يصبح رئيسا.بايدن مثلما هو معروف كان يمتلك علاقات صداقة شخصية مع معظم أفراد  طبقتنا السياسية بحجاجهم وسادتهم وشيوخهم. وعندما أصبح رئيسا تلقى منهم أعطر رسائل التهنئة, وبعضهم سرب صورا قديمة له مع بايدن وهما في غاية الإنشراح. الحاصل لم يرد بايدن على أحد. يعني نسي كل ربعه. طلع باللذات.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام