آراء


محمد حنون كريم

العراق في وجه العاصفة هل نحن مستعدون للحرب الإقليمية؟

21/06/2025

بينما يزداد التوتر في الشرق الأوسط وتشتد معه مؤشرات الانفجار الإقليمي في أكثر من محور وبدأت من الجبهة اللبنانية إلى غزة فاليمن وسوريا  تعود الأسئلة الثقيلة إلى طاولة القرار العراقي:
هل نحن مستعدون؟ وهل نملك ما يكفي من القدرات الذاتية لحماية العراق 

لا يخفى على أحد أن العراق تاريخيا" وجغرافيا" ليس على هامش أحداث المنطقة بل في قلبها ولهذا فإن أي حرب إقليمية شاملة سواء بدأت بصواريخ أو بانهيار جبهة ستنعكس علينا حتما" سواء كطرف مباشر أو كأرض مرشحة لأن تكون ميدانا" للصراع أو لأدوار أمنية وسياسية معقدة.

المتابع للشأن العراقي يلاحظ أن وزارتي الدفاع والداخلية رفعتا من وتيرة الاستعداد والجاهزية منذ مطلع هذا العام خاصة بعد التصعيد الحاصل بين إسرائيل وايران قبل بداية الحرب المباشرة ومن أبرز المؤشرات رفع حالة الإنذار الاستخباري والأمني في المناطق الحدودية الغربية والجنوبية وتكثيف المناورات العسكرية والتدريب المشترك بين قوات الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وتحصين بعض المواقع الاستراتيجية والمنشآت الحساسة سواء حكومية أو عسكرية وتنشيط الغرف المشتركة بين الجيش وباقي القطعات العسكرية في المحافظات التي يحتمل أن تكون خط تماس.
البيانات الرسمية لازالت تتحفظ عن ربط هذه الإجراءات بشكل مباشر بالحرب الإقليمية إلا أن طبيعة التحركات توحي بوضوح أن العراق لا يريد أن يفاجأ بأي تطورات خارجة عن سيطرته.

إذا أردنا أن نقرأ الواقع بواقعية وحيادية يمكن تقسيم القدرات العراقية إلى محورين رئيسيين
اولا" ..ما نملكه هو قوة بشرية كبيرة وخبيرة اكتسبت مهارات قتالية عالية خلال حروب التحرير ضد داعش وأجهزة استخبارات مرنة وفعالة ولديها علاقات دولية متينة وقوى أمنية متنوعة تُمكن الدولة من التحرك على أكثر من جبهة داخليةفضلا "عن موقع استراتيجي يمنح العراق دورًا محوريًا في توازنات الإقليم.
ثانيا" ..ما ينقصنادفاع جوي محدود التطوير خاصة في مواجهة التهديدات الجوية الحديثة والطائرات المسيرة وغياب سلاح جو متكامل وفعّال هجوميًا ودفاعيا"و ضعف منظومات الرادار والإنذار المبكر بعيدة المدى والحاجة إلى قيادة عسكرية موحّدة للقرار الاستراتيجي في حالة الطوارئ.
العراق يملك قوة ردع داخلية معتبرة ومهمة لكن قدرته على دخول حرب إقليمية تقليدية مفتوحة تبقى محدود ما لم تحصل قفزات نوعية في منظومات الدفاع والتسليح والتقنيات الحديثة.
السياسة الخارجية العراقية اليوم تنطلق من مبدأ الحياد الإيجابي ومحاولة منع جر البلاد إلى صراعات المحاور لكن الحروب لا تنتظر الحياد بل تفرض أحيانا" على من لا يريدها.
ولهذافان تحركات الحكومة الأمنية تعكس فهما" واقعيا" لطبيعة المرحلة من خلال البقاء متيقظًا دون استفزاز والاستعداد للاحتمال الأسوأ دون أن تكون أول من يطلق الرصاصة
العراق اليوم لا يسعى إلى حرب لكنه يتحضر لاحتمال أن تفرض عليه معركة لا يريدها 
وقدراته الذاتية تسمح له بالدفاع عن أرضه وتثبيت استقراره الداخلي لكنه لا يملك حتى الآن الأدوات الكاملة لخوض حرب إقليمية تقليدية طويلة الأمد.
القرار إذا" ليس فقط في يد المؤسسة العسكرية بل أيضا" في قدرة السياسة العراقية على الإمساك بخيوط التوازن قبل أن تنقطع .

 

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام