آراء

في أعقاب الضربة الإيرانية المباشرة على مناطق في الكيان المحتل  في عام 2024 والتي شملت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة برز سؤال محوري حينها ،هل فشلت القبة الحديدية في أداء مهمتها الدفاعية وهل أن اسرائيل عاجزة للتصدي لموجات الصواريخ والمسيرات الايرانية التي تقطع طريقا" قد يكون طويل في العرف العسكري اذا اخذنا بنظر الاعتبار التطورات العسكرية في مواجهة هذه الصواريخ واستخدام منطومات الدفاع الجوي .
الإجابة الدقيقة تبدأ من فهم طبيعة المنظومة الدفاعية التي  صممت لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وليست مخصصة للتعامل مع الصواريخ البالستية  أو المسيرات بعيدة المدى في الهجوم الإيراني كانت منظومات أخرى إضافة إلى دعم أمريكي بمنظومات باتريوت هي التي تولت التصدي للهجوم الايراني .

ومع ذلك وعلى الرغم من التنسيق الدفاعي العالي التي اعلنت الولايات المتحدة المشاركة فيه تمكنت الصواريخ الإيرانية من اختراق الدفاعات الجوية والوصول إلى أهدافها بنجاح ومنها ماحصل في احد القواعد  الجوية في مشهد نادر الحدوث.

هذا الاختراق لا يعني بالضرورة فشلا" تاما"لكنه يسلط الضوء على نقطة حساسة قدرة إيران على إرباك الدفاعات الإسرائيلية عبر تكتيك الإغراق الصاروخي وتطور ترسانتها الباليستية التي طالما تحدثت عنها بفخر قابله عدم تصديق لما تعلن عنه من دوائر امريكية وغربية .

في المحصلة أثبتت الضربة أن المنظومات الإسرائيلية بما فيها القبة الحديدية ليست منيعة تماما" وأن موازين الردع في المنطقة قد دخلت مرحلة جديدة عنوانها لا أحد محصن بالكامل
بل ان هناك خارطة ردع جديدة لاتتوقف عند حدود الدول الكبرى بعد ان اصبحت ايران لاعب اساسي في حرب الصواريخ والمسيرات مما يجب التعامل معه بدقه في نتائج حسابات حروب الاستنزاف الصاروخية والطائرات المسيرة .