آراء


محمد حنون كريم

هل اخطأ الغرب حساباته لاسقاط ايران في ايام

21/06/2025

كثير من الناس يتسائل لماذا لم يستطيع الغرب واسرائيل اسقاط النظام السياسي في ايران على الرغم من الضغوط والقرارات السياسية والاقتصادية التي كانت تستهدفه واخرها العمليات العسكرية التي كان يظن انها تحسم نهاية النظام السياسب خلال ايام وليست اسابيع مما جعل الغرب وامريكا يبحثون في طرق اخرى للتعامل مع الموضوع ولا ضير في التفاوض وتكليف الدول الاوربية بهذه المهمة .
الجواب من خلال المنطق والتحليل وليس العاطفة او الانحراف السياسي 
إيران ليست مجرد نظام سياسي إنها فكرة عقائدية الحكم في ايران لا يقوم على شخص كاريزمي تنتهي بنهايته مقومات الدولة كما حصل في دول عدة رغم وجود شخصيات قوية ومؤثرة في المشهد الايراني ابرزها المرشد الاعلى ولا على حزب وحيد أو قبضة عسكرية فقط بل على تركيبة أيديولوجية دينية تقدس فكرة ولاية الفقيه وتربطها بالإيمان ذاته وهذه ليست شرعية شكلية بل حقيقية لدى قطاع واسع من الايرانيين رغم اختلافهم في العقائد ووجود اقليات بعضها يعتقد يعاني التهميش.
من يعتقد أن إيران على وشك السقوط لأنها تشهد احتجاجات أو انهيارا اقتصاديا" يخطئ الحساب 
هذا نظام لا يسقط بسهولة لأنه لم يبن بطريقة سهلة وواجه تحديات امنية وسياسية واقتصادية لكنه كان يتجاوزها بطريقة تجعله اقوى واقدر .
إيران ليس كما في دول الربيع العربي التي سقطت  كأشجار التوت بسبب هشاشة الانظمة ،وفي ايران كلما تصاعدت الأزمة تماسك النظام أكثر ليس لأنه خالٍ من التصدعات بل لأنه بني على جهاز أمني عقائدي مركب وعلى فكرة دينية ترى نفسها امتدادا"  للامام لمهدي المنتظر لا مجرد حكم أرضي.

ثم هناك الحرس الثوري الدولة داخل الدولة وهو مؤسسة عسكرية وامنية كبيرة يملك السلاح والمال والإعلام وحين نتحدث عن قاعدة اجتماعية مؤمنة بدور إيران في مواجهة إسرائيل والاستكبار فإننا لا نتحدث عن دعاية فارغة بل عن شريحة تعتبر أن وجود النظام ضرورة دينية ووجودية.

زاد على ذلك أن إيران طورت مشروعا" إقليميً متكاملاً. لم تكن دول كثيرة مثل مصر أو ليبيا أو العراق تملك مشروعا" خارج حدودها بالشكل الذي تملكه طهران من لبنان إلى سوريا فالعراق واليمن حيث صنعت إيران شبكة حلفاء تحولت إلى خطوط دفاع خارجية عن النظام نفسه وهذه الشبكة مستعدة لضرب المصالح الامريكية في المنطقة والعالم وهذا مايولد الخشية لدى الادارة الامريكية من الاعلان عن مشاركتها مع اسرائيل في حرب الصواريخ والمسيرات والقصف الجوي على ايران حيث لازالت تتخفى بعدم المشاركة في العلن وهي من تقود الحرب الدائرة في المنطقة وترامب نفسه هو المتحدث الرسمي فيها .
اليوم تواجه ايران كل التفنيات العسكرية التي طورها الغرب وامريكا ولم تتهاون في الرد المقابل واستخدمت صورايخ بالستية يصل مداها الفي كيلو متر وهو مايقلق جميع الدول الاوربية ومعها الولايات المتحدة في ان تحمل هذه الصواريخ رؤوس نووية او بايلوجية خاصة وان هذه الدول تدرك وتعلم ان ايران على وشك الاعلان عن برنامجها النووي الذي يكون بمثابة انتقالة مهمة الى دول النادي النووي التي ستكون لها دائما"  مكانة سياسية أعلى من خلال تفرض نفسها في المعادلات الدولية وتعامل بندية أكبر حتى من القوى العظمى فضلا عن كونها تحصل على أوراق تفاوضية أقوى (كما تفعل باكستان والهند).
إيران تريد أن تكون دولة لا يمكن تجاهلها والسلاح النووي أداة لتحقيق ذلك فكيف اقتنعت اسرائيل والغرب بأن سقوطها سهل .

 

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام