آراء


جمعة العطواني

معايير النخب الاسلامية اشكالية الشعارات مع التطبيق

01/09/2024


جمعة العطواني
من اكبر المميزات التي تفرق النخب الاسلامية عن( اللادينية)، ان الاولى معيارها قراني، تحمل شعار( ولا تقف ما ليس لك به علم)، بمعنى ان الاقتفاء بالتحليل وتحديد الموقف يفترض ان يكون مبنيا على ادلة ثبوتية ننطلق منها في تحديد مواقفنا وتحليلنا للاحداث، لان الله تعالى يقول ( ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا).
بينما معيار النخب( اللا دينية ) بالاعم الاغلب هو ( الغاية تبرر الوسيلة)، فعندما يريد هؤلاء تصفية حساباتهم مع خصومهم او افراغ ( اسقاطاتهم) الذهنية او العاطفية على شخص ما او جهة او مكون او عقيدة، فانهم يتوسلون باتفه الادلة الزائفة، وينطلقون منها لتحليل الاشياء وتثبيت المواقف، فيتعاملون مع اتفه الدعايات وكذب وسائل الاعلام على انها بديهيات عقلية لتفريغ عقدهم السياسية على الخصوم.
في الاونة الاخيرة لم نجد هذا المائز بين الفريقين ثابتا، بل نجد اننا قد تاثرنا في بعض الاحيان ب( الشو) اللاديني، لنتعامل معه على انه حقيقة لا يعتريها الشك، ووضعنا قوله تعالى( ولا تقف ما ليس لك به علم ) وراء انفعالاتنا وميولنا الحزبية والشخصية والسياسية، وعندما تسال( بعض ) النخب الاسلامية عن الدليل، يقول لك: انها منتشرة في وسائل التواصل الاعلامي، وهذا البعض نفسه ينتقد وسائل التواصل الاعلامي ويتهمها بانها تحارب قيم المجتمع وقيم الاسلام، وانها مسيطرعليها من ارادات اجنبية ودول تحارب الدين واهله، او عندما تساله عن دليل يقول لك صحيفة( كذا) الامريكية او البريطانية، فيتعامل مع هذه الصحيفة على انها نص قراني لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
الحرج الكبير لدى هذا البعض من النخب ( الاسلامية) عندما يتبين زيف الموضوع او القضية او الحدث، فان سمعته الشرعية تكون بالمحك، بل ومكانته التحليلية تكون محل شك مستقبلا, حتى عندما ياتي ذكر هذه النخبة يقال عنها ( انهم لا يمتلكون الرصانة في التحليل، ولا يستشرفون المستقبل بصورة دقيقة) لان مصادرهم – فيسبوكية- وتحليلهم ومواقفهم عاطفية انفعالية خالية من التثبت واستقصاء المعلومة من مصاردها .
مرت بنا خلال الاسابيع الماضية ثلاثة احداث خطيرة، تشابكت فيها الاراء واختلطت فيها الخنادق داخل البيئة ( الاسلامية الواحدة) وهذه الاحداث هي:
سرقة القرن، وتزوير جداول الموازنة ، وخلية ( محمد جوحي).
في هذه الاحداث وجدنا حالة الانفعال والتسقيط والتشفي في اجلى صورها لدى( بعض النخب ) الاسلامية، بغض النظر عن وجهات نظرهم المحترمة، لكن بالاعم الاغلب يتحدثون بعاطفة دون ان تجد دليلا بين يديهم يبرزونه اثناء الحديث او التحليل.
فعندما ظهر نور زهير على التلفاز، وجدنا هذا البعض يتناسى اصل الجريمة ليطلق العنان لاسقاطاته الذهنية ليبحث عن الاطراف التي قال عنها زهير انه سيكشفها للاعلام، ووصل به الحال الى ان يختار( قيادات سياسية) ويعتبرها مصاديق لكلام زهير، دون اي دليل لديه، وحتى المتهم زهير لم يذكر ولو بالاشارة اليهم، لكن لان العقل الباطن والمواقف المسبقة وتصفية الحسابات هي السمة البارزة لدى هذا ( البعض) نجده يسقط تلك الاشارات على قيادات سياسية يحمل لها خصومة مسبقة، ولم يفكر بمدى صدقية كلام نور زهير بالاساس، ونحن نعلم جيدا انه ( كذب) على الراي العام عندما قال( انا بريء)، ولم نصدقه عندما قال انا بريء، وصدقه البعض عندما قال ساكشف اسماء شخصيات متورطة، فكيف يكون بريئا ويهدد بكشف اسماء سياسية كبيرة؟.
هذا التناقض لم يلتفت اليه البعض من (النخب الاسلامية) التي تحمل شعار( ولا تقف ما ليس لك به علم).
بالمقابل بعد ظهور ملف تزوير جداول الموازنة ايضا وجدنا بعض ( النخب) الاسلامية تدافع عن رئاسة  البرلمان دون دليل لديها، بل ان لدى النخب الاسلامية كتب رسمية ارسلتها الحكومة فيها تفصيل عن عملية التلاعب بارقم دقيقة وموثقة يمكن ان تكون دليلا لدى الباحث لمتابعة الجهات المتورطة بهذا التزوير دون اصدار احكام الاتهام الى اي طرف في رئاسة البرلمان، فلربما توجد اطراف بين الحكومة ورئاسة البرلمان قد قامت بالتلاعب من موظفين في البرلمان او غير ذلك ، لكن العقل الباطن والعواطف والميول جعلت البعض يدافع عن البرلمان دون دليل، والبعض الاخر يتهم رئيس البرلمان، بل البعض الثالث يتهم الحكومة ايضا تحت شعار ( انصر اخاك ظالما او مظلوما) بالمعنى السلبي للشعار.
في القضية الثالثة وهي قضية ( محمد جوحي) وجدنا بعض النخب( الاسلامية) يحلق خيالها الانفعالي كثيرا ليثبت تورط شخص رئيس الوزراء بالقضية، رغم تاكيد القضاء العراقي بعدم دقة المعلومات، وتصريح المتحدث باسم الحكومة ايضا، لكن الكراهية المسبقة والانفعال وحب التحليق بالتحليل قد حرف هذا البعض عن القيم الاسلامية التي تحدث بها القران( ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا).
ما يؤسف له اننا في العراق تاثرنا كثيرا بالثقافة العلمانية والاعلام المعادي ليس فقط داخل النخب الاسلامية، بل حتى في الاوساط السياسية، فقد وصل بهم الحال على سبيل المثال انهم مترددون( هل نمضي بتعديل قانون الاحوال الشخصية ام لا)، ولو اعدنا صياغة ترددهم هذا بوصفهم اسلاميين ( هل قانون الاحوال الشخصية الجعفري حلال ام حرام)؟ وهذه  كارثة كبيرة في حياتنا كسياسين ونخب اسلامية .

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام