آراء


هادي جلو مرعي

قمة جدة إنعطافة تاريخية في العلاقات العربية

30/05/2023

شهدت قمة جدة التي عُقدَت في المملكة العربية السعودية، وترأسها الملك سلمان بن عبد العزيز، حضور رؤساء وملوك وقادة الدول العربية في ظل تطورات إيجابية تطبع العلاقات العربية العربية، وما يصاحبها من تطورات دولية مهمة ومؤثرة في ظروف رغم كونها استثنائية، لكنها إيجابية للغاية، ويمكن استثمارها بطريقة ما لتكون في مصلحة العرب جميعاً الذين يأملون في حل مشكلاتهم، والذهاب الى ما هو أبعد من التهدئة وإصلاح الضرر الى الاستثمار والإعمار والبناء، حيث شاركت سوريا ولأول مرة منذ العام 2011 بوفد ترأسه الرئيس بشار الأسد، وسبقه حضور وفد وزارة الخارجية برئاسة فيصل المقداد الذي استمع إلى كلمات الترحيب من وزراء الخارجية العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي رحب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد جهود بذلتها دول عربية ساهمت في تذليل العقبات ووضع أسس علاقة جديدة واضحة والبحث في سبل حل الإشكالات السابقة ومحاولة تصفير الأزمات.

‏ناقشت القمة العربية ملفات مهمة في سبيل تأكيد التضامن العربي، وفي مقدمة ذلك عودة سوريا بكامل حضورها إلى الجامعة العربية بعد عزلة قسرية نتيجة الأحداث التي مرت بها والتدخلات الخارجية، ولأن البوصلة دائما ما تشير إلى فلسطين فقد كانت القضية الفلسطينية وممارسات الاحتلال وعدوانه المتكرر على شعبنا الفلسطيني حاضرة في كلمات الزعماء ونقاشاتهم ولقاءاتهم الجانبية والتأكيد على مركزية هذه القضية التي تحولت الى إرث عربي لا يمكن التخلي عنه مطلقاً والسعي في سبيل تأكيده وبقائه حتى نيل الحقوق المشروعة لشعبنا المرابط هناك في بقاع فلسطين المختلفة التي تنتظر يوم الخلاص من شرور الاحتلال الغاشم، بينما شغلت المعارك بين الأخوة في السودان اهتمام القادة العرب الذين دعوا إلى السلام ونبذ العنف وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتجنب إيذاء المواطنين العزل والعودة إلى الحلول السلمية وتجنيب السودان مخاطر الانزلاق إلى حرب ممتدة لا تبقي ولا تذر في بلد تتنازعه القبلية وينتشر فيه السلاح دون ضوابط، وكان لبقية القضايا حضورها على طاولة النقاش ومحاولة الوصول إلى نتائج ملموسة.

‏تصفير الأزمات هدف واضح للعرب في مرحلة تحولات كبرى إقليمية ودولية خاصة بعد تفاهمات حصلت في الآونة الأخيرة بين دول عربية ودول إقليمية، وهو ما يؤشر الحاجة إلى أن يكون التفاهم بين العرب أكثر أهمية، فالتوافق العربي العربي، والتوافق مع الإقليم المجاور يشير إلى إمكانية تحقيق مكاسب اقتصادية واستقرار أمني وشراكات متعددة في مجالات التنمية والاستثمار ومحاربة العنف والإرهاب والإتجار بالمخدرات، وهي مخاطر تضاهي خطورة الإرهاب لأنها تساهم في تفكيك المجتمعات، وتخريب النفوس والعقول، وتحطم آمال التنمية والتطور، وإضافة إلى كل ذلك يكون العرب قد غادروا دائرة الخلافات البينية إلى التفاهم والتعاون المشترك وهم في معرض الوصول إلى قرار عربي موحد يواجه التطورات الدولية المتصاعدة في أكثر من ميدان خاصة مع التوتر في المحيط الهادي والصراع الروسي الغربي، واحتمالات تطور مشكلة تايوان إلى مواجهة عالمية تؤدي إلى مضاعفات على الاقتصاد العالمي، وتهدد الأمن والسلم في العالم حيث يتواصل الاهتمام من قبل دول كبرى بمنطقتنا وما فيها من إمكانات هائلة وثروات وفرص استثمار كبيرة.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام