آراء


عدنان الشريفي

الأسرار غير المعلنة لزيارة نتنياهو الى سلطنة عُمان

28/10/2018


المعروف ان الكثير من العواصم العربية تستقبل وبشكل منتظم وغير معلن وفودا إسرائيلية ، وزعماء عرب زاروا اسرائيل سرا.
 ولكن السلطنة أعلنت عن زيارة نتنياهو الى سلطنة عمان في الاعلام العُماني وقبلها زار محمود عباس رئيس السلطه الفلسطينيه وكانت مراسم استقبال رسمية ووضع العلم الفلسطيني الى جنب العلم العُماني في حين خلا لقاء نتنياهو من وجود العلم الاسرائيلي لكن لماذا هذه الزيارات ولماذا أعلنت زيارة نتنياهو  على خلاف العادة العربية؟.       
لقد ادركت سلطنة عمان ان لعب دور الحكيم. وحلال العقد الدولية يجب ان لايبقى خفياً بعد ان تراجع تأثير الدور السعودي الذي كان لايسمح لاي دولة خليجية ان تعلن عن نفسها كدولة مؤثرة الا من خلالها  عدى الدور السري  وسلطنة عمان هي من  أدارت سرا عملية  التفاوض الايراني الامريكي في الملف النووي الايراني بعيدا عن أوربا ونجم عن ذلك توقيع اتفاق 5+1 كما نجحت في عام 2014 من جمع الأمريكان والايرانيين بخصوص العراق وادخلت بريطانيا ضامنة لمصالح الدولتين وتم الاتفاق بان العبادي يستمر لولايتين لكن فوز ترامب وانسحابه من الاتفاق النووي ألغى معه كل الاتفاقات الاخرى .
من ناحية ثانية فان السلطنة وجدت ان من لا يتعامل مع اسرائيل فليستعد للبلاء الدولي الامريكي الاسرائيلي ولكون اسرائيل هي مفتاح كل القضايا المعقدة في المنطقة العربية  فقد بات واضحا ان السلطنة  بعد ان فشلت السعودية في تمرير صفقة القرن فقد احيل الملف اليها لتقريب وجهات النظر الإسرائيلية الفلسطينية لإتمام هذه الصفقة على نار هادئة وان ظهور الزيارة الى العلن دليل على وصول الحل الى مراحله النهائية كذلك هناك وساطة عمانية سرية بين اسرائيل وايران لان الاخيرة ادركت ان مشكلتها الاولى والاخيرة ليس مع امريكا او بعض دول الخليج بل ان هؤلاء هم من يحاربون نيابة عن اسرائيل وأدركت ان شعار أَلَمُّوت لإسرائيل لن ينفعها بشئ مادام العرب اصحاب القضية هم من يحاربوها نيابة عن اسرائيل كذلك العقوبات الامريكية بدأت تقضم أماكن القوة الاقتصادية لايران وتزيد من سخط المواطن الايران على الحكومة الإيرانية بل على النظام الايراني برمته كما ان الامر الأهم هو اذا وافقت الدول العربية والفلسطينيين فلا قيمة للاعتراض الايراني لذلك سيكون موقفها  بناء على هذه الصفقة مبنياً على موقف اهل الارض .
كما ادركت اسرائيل ان النفوذ الايراني في المنطقة وتاثيرها على بعض الفصائل الفلسطينية جعلها جزءاً من الحل في صفقة القرن  انها تقف حجر عثرة في تنفيذ طموحاتها الاقتصادية في المنطقة  وبالأخص العراق ولبنان وسوريا وقطر وأماكن اخرى وان الوجود الايراني في سوريا زاد من حجم الخطر على اسرائيل التي اعادت حساباتها في تنفيذ هجوم تخطط له على حزب الله في لبنان كذلك موقف ايران في دعم القضية الفلسطينية بات محرجاً  لخصومها العرب .
واتوقع في المستقبل القريب  سنرى نتائج هذه الزيارة حلحله لبعض عقد صفقة القرن بين الفلسطينين والاسرائيلين وغض طرف امريكي عن قيام ايران بتصدير نفطها  رغم العقوبات والاكتفاء بالضغط والاجراءات الاعلامية مع ظهور بوادر اعادة التفاوض حول النووي الايراني.

د. عدنان الشريفي

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام