آراء


بقلم كاتبه

المرجعية الرشيدة وتجريب المُجرب

24/09/2018

قبيل الانتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت في 12 مايو الماضي، أطلقت المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف، اشبه ما يمكن تسميته بفتوى دينية بطابع سياسي، قاطعة طريق العودة على الذين عملوا في مناصب حكومية ولم يقدموا أي خدمات إلى الشعب العراقي، حيث اختصرتها المرجعية بعبارة أن "المُجرب لا يُجرب". إذ دعت الشعب العراقي إلى عدم انتخاب من سبق لهم أن خدموا في العمل العام، ولم يكونوا على قدر المسؤولية.
المرجعية الرشيدة يبدو أنها تسرعت في هذا الطرح السياسي المغلف بثقلها الديني، لأنه وعلى ما يبدو تريد تجريب المُجرب من جديد، وليس المجرب الذي مضى في سبيله فقط، بل المجرب الذي أثبت بكل الطرق فشله في العمل العام، والهروب منه. المُجرب الذي يروج لنفسه بمساعدة سماحة السيد مقتدى الصدر أنه مرشح المرجعية الدينية لمنصب رئيس الوزراء. لكن السؤال الذي يجب طرحه، لماذا تريد المرجعية الرشيدة مواجهة تبعات وتداعيات هروب المُجرب والوقوف في وجه الشعب العراقي الذي ينتظر الأمل؟
لكن الأمل في صواب وإدراك المرجعية الرشيدة لخطورة الوضع في العراق، وحساسية الظروف، يجعلنا نطرح على المرجعية سؤالا آخر، ويمكن أن تعتبره المرجعية طلبا من الشعب العراقي. وهو، لماذا لا تطرح المرجعية من خلال قنواتها وثقلها الديني وقدسيتها، شخصا متفق عليه، قابل للتسويق بسرعة، ومستعد للعمل؟ لأن العراق وشعبه لا يملكون رفاهية الوقت، والبلد بحاجة لقيادة شابة نزيهة وطموحة ومؤمنة بثقافة العمل والبناء.
هل تعلم المرجعية لو أنها دعمت شخصا مثل عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء، وفرضته رغما إرادة الشعب العراقي والأطراف السياسية، بأن ذلك سيدخل البلاد في حرب إدارية وسياسية ستعطل العراق المُعطل أصلاً. لكنها في المقابل لو دعمت شخصية شابة متفق عليها، من الأطراف السياسية العراقية، فسرعان ما ستشرع مؤسسات الدولة في اعداد خطة عمل تساند الحكومة، وتقوم كل مؤسسة بعملها، وتستعيد البلد حيويتها التي نريد.
هناك قيادات وطاقات شبابية قادرة على البذل والعطاء، ولديها رصيدها من النزاهة التي يؤهلها أن تكون مقبولة لدى الشعب العراقي في منصب رئيس الوزراء. وليعلم الجميع أن علمية البناء التي تتنظر العراق، بعد انتهاء مسرحية التعطيل السياسي، مرهونة بشخصية ونزاهة رئيس الوزراء المقبل. ونجاح هذه العملية ستتوقف على مدى شرعية وقبول رئيس الحكومة. ونحن نعلم تماما أن المرجعية الرشيدة تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، كيف لا، ومصير ومستقبل الشعب العراقي يتوقف على قرار منها، بأن لا تُجرب المُجرب، وتفتح الباب أمام القيادات العراقية الشابة.
ومن باب المصلحة العامة نطلب كشعب عراقي من المرجعية الرشيدة ألا تمارس الاستقواء السياسي، بحكم ما تملك من نفوذ ممتد. كي لا يدخل العراق لمدة أربع سنوات من المناكفة السياسية، التي ستشل البلاد والعباد. الكل يعلم أن هناك نارا تستعر تحت الرماد الملتهب، واليوم البصرة، وغدا سائر البلاد، ويمكنكم أن تتخيلوا ما سيكون عليه الوضع. 
لذلك لا تبخلوا على الشباب العراقي بإعطائهم جرعة من الأمل، من خلال أن تكون الحكومة العراقية القادمة في معظمها من الشباب وإلى الشباب، وعلى المُجربين أن يأخذوا قسطا من الراحة لمراقبة وتقييم الأداء الشبابي. وليكن عنوان المرحلة "حكومة فتية من أجل مستقبل العراق، ترتكز على خبرة أصحاب الكفاءة من المجربين وغير المجربين"

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام