واثق الجابري
15/06/2019
أحداث دراماتيكية عصفت بالعراق قبل خمسة أعوام، وأخبار متوالية ومواقف ضبابية، والخوف يدب في الشارع، وهو يرى الغيمة السوداء تتجه للعاصمة والمدن الأخرى، ويسمع أخبارَ سقوط المدينة تلو الأخرى. لا أحد يعرف كيف تسير الأحداث بالضبط، وسط ضجيج الإعلام والإشاعات، والانكسار الأمني والمجتمعي. اجتمعت أسباب كثيرة لتُحدِث نكبة سوداء في تاريخ العراق الحديث والعالم والإنسانية، بعد سيطرة عصابات إجرامية على مساحات واسعة من أرض العراق، ونقلت أحداثها الى العالم بالبث المباشر عمليات الذبح والترويع والسبي، وتدمير ما يمكن تدميره في العراق. لم تكن لتلك العصابات الإجرامية القوة، التي تمكنها من الاستيلاء على هذه المساحات الشاسعة من الأرض، لولا وجود فساد ينخر المؤسسة الحكومية والعسكرية منها، واستسلام الأهالي للأقدار، في ظل فوضى وأسباب طائفية وسوء إدارة محلية واتحادية. كان الخطر يداهم بغداد ومدنا مقدسة، والكارثة تلوح بالأفق، وإذا بالفتوى العظيمة تنطلق.. فيهب مئات الآلاف يتسابقون، ليصل العد الى ثلاثة ملايين راغب بالذهاب الى ساحة المعركة متطوعاً، شباب وشيوخ ونساء ومنهم في مقتبل العمر، تركوا الدنيا والعمل والعوائل والمصالح. بل إن عوائل بأكملها هبت.. الأب مع أولاده خمستهم، والجد وأبناء ابنائه، وقصص قاربت الخيال، فمنهم من باع أغراضه ليدافع عن الشرف العراقي، وآخر طلب قرضاً يسيرا لأجرة نقل إلى ساحة المعركة، وكل هؤلاء تركوا عوائلهم وأطفالهم ونساءهم. لم تتوقف المعركة عند الرجال، وكان للنساء دور كبير، ومنهن من سمحت لزوجها للذهاب وهو في ايام الزفاف، وأم ودّعت أبناءها وزوجها، وأخريات شاركنَ في إعداد الطعام وتقوية العزيمة للمقاتلين ، دفاعاً عن شرف ينتهك وردا لجرائم بشعة من أسوأ ما عرف التاريخ، وفي الجانب الآخر بيوت فُتِحَتْ لاستقبال النازحين، وعوائل سكنت مع عوائل، وآخرون تبرعوا بقوتهم وملبسهم، وفتحت الحسينيات والجوامع ودور العبادة والمراقد المقدسة لاستقبال المشردين من الإرهاب. قصص في قمة السمو الإنساني والأخلاقي، وفي ذكراها الخامسة، من يوم انطلاق فتوى الجهاد الخالدة، سيكون التاريخ قاصراً عن وصف كل تفاصيل التضحية، وعن مشاهد حبست الأنفاس الى ساعة إطلاق بشائر النصر النهائي. قوافل تتلو قوافل، ومقاتلون يذود بعضهم عن بعض، والجريح يرفض الإخلاء لحين النصر في المعركة، ومقاتل يضحي بنفسه لإنقاذ امرأة أو طفل. انتهت المعركة والحرب مستمرة، ولدينا معارك أخرى هي الجهاد الأكبر في إنصاف من قدموا صدورهم للرصاص بلا دروع، ورعاية عوائل الشهداء والجرحى، وحاجة ماسة لأن تكون المعارك دروسا تربوية تتعلم منها الإنسانية، معنى الوطن والكرامة والإباء، معنى من لا يملك من العراق سوى خارطة العراق التي يضعها قلادة على صدرة، ولأجلها يبذل أغلى ما عنده من أجل الحفاظ على خارطة العراق، إنه حشد الإنسانية والقيم والأخلاق والوطنية.
28/7/2023
العراق وسوريا.. استحقاقات بعد تقلبات
6/6/2023
معيار تقويم المؤسسات عند السوداني
15/1/2023
البصرة والبصيرة خليجي بطعم عراقي
6/2/2021
سميرة السفيرة..
7/9/2019
لو تبرعت الدولة للمواطن.. بحقه
25/8/2019
الحل لا يمكن بالإستجواب أحياناُ
تنزيل التطبيق
تابعونا على
الأشتراك في القائمة البريدية
Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group