آراء


حمزة مصطفى

الحرروب ومشتقاتها

14/05/2019

لايوجد بلد في العالم على حد علمي ومعلوماتي “تدبغ” جلده بالحروب ومشتقات الحروب مثل العراق. كثير من الشعر ينطبق علينا, بـل لعله كتب مـن أجلنا وعـلـى “واهــس” مصائبنا ومنه البيت المشهور “مشيناها خطى كتبت علينا”.
من الأربعينيات مـن الـقـرن المـاضـي شـاركـنـا فـي حـرب فلسطين. ومـع أنـنـا البلد العربي الوحيد الذي مازال “مصدك” بالقصة برغم صفقة القرن هو العراق. والدليل أننا الدولة العربية الوحيدة التي لم توقع بعد إتفاقية الهدنة مع إسرائيل أو “الكيان الصهيوني” حتى لايزعل “البعض”.
في الستينات إندلعت عندنا “حـرب الشمال” بيننا وبين الأخوة الأكـراد وإستمرت كر وفر طـوال السبعينات والثمانينات وحتى شطر من التسيعينات الى أن أقامت الأمم المتحدة خطوط الطول والعرض. وعلى الواهس وفي الستينات شاركنا في حرب الحرب العربية ـ الإسرائيلية عام 1967 التي إحتلت فيها إسرائيل ماتبقى من فلسطين وأراض واسعة من الأردن ومصر وسوريا.
فـي الـسـبـعـيـنـات وفــي الـوقـت الــذي نـخـوض حـربـا ضـروسـا مع الإخـوة الأكـراد الذين أطلقنا عليهم لقب “العصاة” على الواهس أيضا شاركنا فـي حـرب تشرين عـام 1973 التي إنتصر فيها العرب إنتصارا ناقصا. بعد أقل من عشر سنوات وجدنا أن هذه “الطكاطيك” من المعارك والحروب لاتكفي.
نحن بحاجة الى حرب مال “أخ لأخوه”. وبالفعل دخلنا عام 1980 حربا لم نخرج منها الإ عـام 1988 .حـرب أكلت الأخضر واليابس والأحمر والجوزي والبنفسجي والليموني والكلكلي. بعد سنتين أردفـنـاهـا بـحـرب أخـرى تـلاهـا حـصـار وبـين الحرب التي لم تستمر سوى أيام والحصار الذي إستمر 13 عاما ذقنا كل أنـواع الويلات والمصائب.
ثم جـاءت حرب إسقاط النظام عام 2003 ومن ثم تلتها معاركنا مع القاعدة وأخواتها ومن بعدها داعش وبنات عمها. ولأن الخطى كتبت علينا فمن غير المنطقي أن لانمشيها حروبا ومشتقاتها الى أن ينقطع النفس. الآن تـدور على مقربة منا وعلى مشارفنا رحى حرب قال فيها المحللون والمربطون مالم يقله مالك والـذي خلف مالك بالخمرة.
بوارج وصواريخ وحاملات طائرات ومؤتمرات صحفية وعواجل بالفضائيات عاجل ينطح عـاجـل. ولأنـنـا مـن أصـحـاب السوابق بالحروب ومشتقات الحروب فقد أصبحنا خبراء حتى بالأجيال الجديدة من الصواريخ البالستية والبوارج الحربية وطائرات بي 52 ومدياتها وأيـن مواقعها. ولمــاذا بعضها بقاعدة العديد في قطر وأخـرى بالبحرين وثالثة في عمق المحيط. وكيف يمكن أن تدخل مضيق هرمز وهل حين تدخل قناة السويس تدفع كمرك أم “قجغ”.
كـل هــذه المـعـلـومـات وســواهــا بـتـنـا نـتـقـن الـتـعـامـل مـعـهـا بخبرة عالية ليس بين جنرالاتنا وسياسيينا بل بين سـواق التاكسيات وكـاشـيـرات المــولات ومـن بقي مـن صباغي الأحـذيـة فـي شـوراع مدننا. لم تعد المهمة أمـام الفضائيات في استقطاب شتى أنـواع المحللين والخبراء الإستراتيجيين .
كل عراقي عند الحاجة خبير وسياسي محنك يضعك تماما في الصورة وكإنه فطر على مائدة حسن روحاني وتناول السحور مع دونالد ترامب. ليس هذا فقط فـإن مـن يجلس مـع روحـانـي وتـرامـب يجعل كـلا الرجلين يبكي قائلا .. كل هذه المصائب يمكن أن تحصل وأنا أدق طبول الحرب و”ماملحك”.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام