آراء


عبدالهادي مهودر

لماذا اصبحت زيارة العراق (واجب) !؟

02/04/2019


حين قال نبيه بري ان العراق رمز لبناني كبير تذكرت مقولة ( لبننة العراق ) التي ملأت احاديث السياسة والاعلام طويلا  .. هذا التوجه نحو العراق سببه ان كل دول المحاور تعبت واحبطت وتركت تواجه مصيرها بسبب المحاور  .. كل الدول العربية تعبت من التخندق في المحور الايراني والمحور السعودي ومرتاحة اليوم لوجود دولة تعلن صراحة انها لاتريد ان تكون مع اي محور بعد النتائج الوخيمة للمحاور ، ولهذه الاسباب اصبحت زيارة العراق واجب  .
الدول العربية دول اسيرة تبتزها الدول القوية والغنية وتأتي الى بغداد لتشكي همها ، ولاتملك في مواجهة الهموم والمحن والشدائد غير اغاني الصبر وفي واقعها خائفة خاوية ضعيفة ومهزوزة تبحث دوما عن سند وحائط تتكئ عليه وتحتمي به ، وجميعها تريد ان تتحرر من القيود التي لفتها حول عنقها والتعهدات التي قطعتها على نفسها  ، ومنها وعد تحرير فلسطين الذي اصبح بندا خارج القمم العربية ولايتحدثون به الا عند العودة لعواصمهم وشعوبهم المغلوب على امرها ، هل تعلمون ان كل الدول العربية مع المبادرة العربية للسلام وكل القمم العربية تعترف بها ولا تنفيها ، وكل الدول العربية تريد اقامة علاقات طبيعية مع ايران ومع تركيا ولايمنعها غير ( عزة النفس ) وقليل من الوقت لكي ينسى الشعب العربي الخطابات والانفاق الهائل والحروب الداخلية والمقاطعات ، اقصى مايطمح له الحاكم العربي اليوم وتحت ضغط الحاجة والضائقة الاقتصادية ان يتخلص من الماضي واعباءه الثقيلة التي تمنعه من كسر القيود وعبور الخطوط الحمر ، فالفقر هو سيد الموقف ولاتوجد جدية في محاربته والقضاء عليه وهو بند هامشي في القمم العربية ، فالجدية تحتم ان يرحم العربي الغني العربي الفقير وان توزع الثروات بين الاشقاء لتكفيهم جميعا وتنقذهم من الفقر المدقع ان كانوا اشقاء كما يدعون ، ولاحرب عربية على الجهل ، ولاحرب عربية على التفرقة ، ولاحرب عربية على الكراهية بين الاديان والقوميات والمذاهب داخل امتنا الحائرة  ، حتى دول نمور اسيا المسلمة تريد ان تتحرر من التزاماتها المحورية المرتبطة بمحيطنا الاقليمي والعربي لأن حسابات السياسة اجهضت طموحاتها الاقتصادية ، اندونيسيا وماليزيا وغيرها ، وباختصار شديد ان كل هذه الدول العربية والمسلمة التي تقبل على العراق تريد ان تعيش ، قد يقول قائل ربما تريد ان تعيش ( بروسنا ) ، لايمكن للعلاقات الدولية ان تكون رابحة من طرف واحد فقط ولكن كل دولة لديها ربح وخسارة في كل علاقة ، وماتخسره امنيا قد تربحه اقتصاديا والعكس صحيح ، كما ليس مستغربا ان تضغط الدول على بعضها وتبتز بعضها ، فتوقيت عقد الاتفاقيات ليس بريئا لكل الاطراف وكثير من الدول تقيم علاقات اذعان واتفاقيات اذعان لأسباب داخلية ومثالا على ذلك الاتفاقية العراقية الايرانية المسماة اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ التي اعطت لايران نصف شط العرب الذي كان كله عراقيا واخذنا النصف باتفاقية دولية حفظت في الامم المتحدة ولايمكن ابطالها من قبل طرف واحد ، وان كنا لم نرض بالجزة فقد رضينا بالجزة والخروف حين خسرنا ارضنا ومياهنا ولم يتجرأ احد طيلة خمسة عشر سنة على المطالبة والمحافظة على حقنا المتبقي بنصف شط العرب ، والحقيقة هي اتفاقية موقعة لاجديد فيها غير احيائها وانقاذ مايمكن انقاذه ولو لم تكن كذلك لماقبلت ايران بإحيائها ، مع العلم انها مازالت في اطار النوايا ولم تنتقل بعد للتنفيذ ، فالايراني متمرس بالتفاوض العنيد ويمكن ان يتم وضع لغم في مفردة من المفردات تنسف اي اتفاق مع اي دولة بما فيها العراق  ، قال سياسي ايراني كبير ان المستشارين القانونيين الايرانيين اعطيناهم اجازة واجلسناهم في بيوتهم لكي نبرم الاتفاق النووي .
وعودة الى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري فهو من دولة منقسمة بين المحورين الايراني والسعودي ويحلم مثل اي لبناني ان يتمكن لبنان يوما ما ان يتعامل مع ايران والسعودية بتكافؤ وتوازن وليس بتبعية لأحداهن ولكن لبنان مثل اي بلد عربي صغير يخاف ويستحي ،  ربما هذا الدور يستطيع لعبه العراق اذا اراد ان يكون (مركز ثقل) فعلا يحصن جبهته الداخلية بعلاقاته الخارجية واذا اراد ان يتحرر ويبني دولة واقتصاد يحلم بهما كل عراقي ، مثلما نحلم بعقلنة العراق الذي ارادوا امركته وايرنته وسعدنته وسودنته  . 

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام