آراء


عبدالهادي مهودر

جينين بين بغداد والنجف

07/02/2019

جينين هينيس ممثلة الامين العام للامم المتحدة في العراق سافرت الى مدينة النجف قاصدة بيت السيد السيستاني ودربونته الضيقة المطلة على كل العراق والعالم ( دربونة دربونة ) والتقت بسماحته مباشرة بعد لقائها برئيس الوزراء عادل عبدالمهدي صباح نفس اليوم الاربعاء .. حركتها تؤشر لتناسق ثلاثي بين الامم المتحدة والمرجعية الدينية ورئيس الحكومة حول الملفات الخطيرة الكبرى ،  وقد لخصها بيان مكتب السيد السيستاني بالأولويات وفي مقدمتها ضرورة احراز الحكومة لتقدم في ملف مكافحة الفساد ، وتحسين الخدمات ، وتخفيف معاناة المواطنين في محافظة البصرة خصوصا ، مع واجب الإقرار بأهمية عوائل الشهداء والجرحى والمعاقين ومايتوجب فعله  ، وضرورة إعمار المناطق المتضررة بالحرب ، واعادة النازحين الى مناطقهم ، فيما رهن خطر تنامي الفكر المتطرف بمدى التقدم في عملية الاعمار ، وكان واضحا الاحساس بمصاعب في هذا الملف مما استدعى ان يوجه السيد السيستاني نداءً الى المنطمات الدولية ودول العالم إلى المساعدة في سرعة تحقيق ذلك ، اما الملف الداخلي الأكثر حساسية فهو ماوضع بين القوسين (الالتزام العملي من قبل الجميع بمقتضيات السلم الأهلي والتماسك المجتمعي وعدم التفريق بين أبناء البلد الواحد ورعاية الأقليات الدينية والاثنية) ، وكان لافتا الاشارة الواضحة الى ضرورة تطبيق القانون على جميع المواطنين ( والمقيمين) بلا استثناء ، وهي عبارة يبدو لها علاقة بالجدل الدائر حول دور القوات الامريكية في العراق الذي خرج عن حدوده في التصريحات التي اطلقها الرئيس الامريكي دونالد ترامب وضرورة ان يعود الخارج عن الحدود الى حدوده ، وتأتي هذه الاشارة بعد يوم واحد من رفض صريح لعبدالمهدي في مؤتمره الصحفي لتوجهات ترامب الأخيرة ودور قواته المحدد بمهمتين الاولى انتهت تقريبا وهي محاربة داعش والثانية تدريب القوات العراقية التي تؤكد كل الوقائع والاحداث انها تجاوزت مراحل التدريب والتأهيل وباتت تمسك بارض العراق الواسعة ، وليس بعيدا عن هذا الموقف الاعلان المتزامن في بغداد والنجف من ان العراق لايمكن ان يكون جزءً من العقوبات الامريكية على ايران  ،
فمن امام مكتب المرجع السيستاني قالت جينين هينيس إنه يريد ان تكون للعراق علاقات طيبة ومتوازنة مع جميع دول الجوار وسائر الحكومات على اساس المصالح المشتركة من دون التدخل في شؤونه الداخلية او المساس بسيادته واستقلاله ، ويرفض أن يكون محطة لتوجيه الأذى لأي بلد آخر .
ويبقى ملف السلاح خارج الدولة مقلقا للثلاثي ( الامم المتحدة والمرجعية الدينية ورئيس الحكومة ) فهو ملف ضاغط ومؤذٍ ومعيق  يستدعي الوقوف بوجه التصرفات الخارجة عن القانون ومحاسبة فاعليها مهما كانت انتماءاتهم  حسب بيان المرجع .
وجينين هينيس التي ظهرت بالخمار الأسود في دربونة السيستاني تبحث مابين بغداد والنجف عن اجابات ومواقف لإيجاز البعثة الدولية لمجلس الأمن الدولي . وعن توضيح للواضحات ، وهي وإن اعربت عن سعادتها بلقاء صوت العقل والحكمة ، لكنها ستقف حائرة امام مواقف الجهات التي القى السيد السيستاني الكرة في ملعبها وهي الكتل السياسية :  ( إذا لم تغير من منهجها في التعاطي مع قضايا البلد فإنه لن تكون هناك فرصة حقيقية لحل الأزمات الراهنة) ، وهذا الإنذار الخطير من المرجعية سارعت معه ( الكتل السياسية للتبرؤ من الكتل السياسية ) قبل ان تعود هينيس لمقرها في بغداد.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام