آراء


واثق الجابري

الوجه الناعم للإطار

03/06/2023

يجري السيد عمار الحكيم، احد قادة الإطار التنسيقي وتحالف ادارة الدولة، جولات مكوكية شملت عدة  مدن عراقية من الجنوب الى الشمال، ودولًا اقليمية،  كالسعودية والامارات وقطر وسوريا وايران والاردن،وآخرها جمهورية مصر العربية، ولقاء الرئيس السيسي ومفتي الأزهر الشريف احمد الطيب، وقداسة البابا تواضروس الثاني،في المقر البابوي في القاهرة، وأمين الجامعة العربية الحالي،والسابق عمرو موسى، وشخصيات سياسية واجتماعية، فهل يا ترى هذه الجولات شخصية، أم انها بعلم قادة الاطار وتحالف ادارة الدولة؟
عُرف الحكيم بدبلوماسية مميزة، ونقطة التقاء في المشهد السياسي العراقي،ولا يستغرب من يعرفه خين كان متفائلاً  وهو بأقل المقاعد  في آخر انتخابات، معتبراً ذلك حافزاً  وتنبيهًا ليس فقط لتياره، بل لكل القوى التي يفترض ان تعيد حساباتها، على مستوى علاقاتها مع جمهورها، وطبيعة الخدمات التي تقدمها لشعبها، ودعمها للأداء الحكومي، وإعادة النظر بالعلاقات والدولية والخطاب السياسي.
تشكلت الحكومة الحالية بأغلبية من قوى الإطار التنسيقي، الذي يثير بعض هواجس الشارع العراقي، وكثيرًا من الهواجس الدولية، ولابد من تطمينات وإيضاحات داعمة للحكومة، تسمع بشكل واضح وصريح ومنطقي، يدعم الاستقرار السياسي، وبشكل مباشر للتنوعات الاجتماعية العراقية والدولية الاقليمية، وعلى اساسها كانت زيارات الحكيم لمدن عراقية مختلفة، ودول  لديها ملاحظات أو مخاوف من انحياز العراق الى محور دولي بعينه، وهي تأملُ  نظامًا سياسيًّا مستقرًّا  متوازنًا يحقق مصالح شعبية. وإقليمية مشتركة.
 إن الجولات التي يُجريها الحكيم، لا تعني سياسة ودبلوماسية ناعمة شعبيًّا ودوليًّا فقط،  بل تعبر عن وجه ناعم للإطار التنسيقي وتحالف إدارة الدولة، وبمختلف توجهاتهم، الذين جمعتهم المصلحة السياسية والشعبية والدولية، ودعتهم  لتقديم خدمة تليق بالمواطن العراقي، ودولية تعيد للعراق موقعه الاستراتيجي، وترى  العالم متغيرًا بإتجاه التقارب والمصالح المشتركة، وهذا ما تراه حكومة السوداني، التي تدعو بجدية لخدمة شعبها، وتأسيس تكتل اقتصادي اقليمي، ينهي الصراعات الاقليمية كلها، ويؤسس لاستقرار سياسي واقتصادي وأمني.
لا يُعتقد أن الحكيم  يتحرك منفرداً، دون إعلام قادة الاطار وتحالف إدارة الدولة، ولديه الضوء الأخضر بما يملك من قدرة على تقريب وجهات النظر، على المستوى السياسي المحلي والشعبي والدولي،  وكان لزياراته إنعكاس على سياسة الدول الاقليمية تجاه العراق، والتقارب بين دولها وتوليد قناعة لدى أطرافها؛ إن العمل المشترك  يؤدي الى نجاحات مشتركة، وانعكاسات إيجابية على الشعوب، التي تعتقد مع حكوماتها أن سبب خلافاتها وتراجعها اقتصاديًّا وسياسيًّا وأمنيًّا بعوامل خارجية أبعد من حدودها، وبذلك يمثل الحكيم  الوجه الناعم للإطار، وأوضح  بأن قواه السياسية جادة في مراجعة حساباتها، على مستوى تقديم الخدمات لشعبها، وترميم العلاقات الاقليمية، فكانت زيارة مصر أكثر توسعاً، لما تملكه القاهرة من ثقل وتأثير أقليمي ودولي.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام