آراء


حمدون خلدون

على حافة الهاوية

23/06/2022

بعيدا على الفلسفة والكلام المزوق تشهد العملية السياسية اليوم انعطافًا يعد الاخطر بعد عام ٢٠٠٣م فبعدما كانت تتسم هذه العملية بالجمود والتراتبية المملة والتي ادت الى الفشل الذريع في تقديم الخدمات ولقمة العيش الكريم للشعب العراقي مما زاد من الفجوة السياسية - المجتمعية بين عامة المواطنين والنظام السياسي بما يتضمنه من مؤسسات وقوى واحزاب، ها هي العملية السياسية تبتعد عن تراتبية توزيع القوى بين الفرقاء السياسيين بانسحاب الاقوى وانضمامه للطرف الاضعف وصعود قوى متجددة محله لتجد نفسها في اصعب تحدي وهو ما ينبئ بالخطر الوشيك الذي سيقوض هذه العملية، في ظل فقدان الدعامة الاساسية له وهنا نعني بها التيار الصدري، التيار السياسي الوحيد القادر على ترجمة الخطاب السياسي لرد فعل شعبي جماهيري، ليتبدل بذلك ميزان القوى ولأول مرة لصالح الفئة المعارضة للنظام على حساب القوى الماسكة للسلطة وشؤون الحكم، حيث باتت المعارضة تملك اذرع سياسية طولى في المعادلة فمن جهة انظم لها التيار الاقوى ومن جهة ثانية اضحت تمتلك زخم نيابي يتجاوز الثلاثين نائب ومن جهة أخرى تمتلك التعاطف الشعبي الواسع، لكن تبقى مسألة اخيرة ومهمة وهي مدى امتلاك القوى التي ستمسك زمام السلطة القدرة والوعي لحجم هذه التحديات فهل سنشهد حكومة قوية؟ حكومة كفؤة؟ حكومة منسجمة؟ في ظل الخلافات والتنافس السياسي الذي تتسم بهذه القوى؟ كما تجدر الاشارة ان فشل هذه القوى لن يؤدي الى انسحابها من المشهد السياسي لصالح الطرف المعارض وانما قد يؤدي الى تشبثها في السلطة أكثر فأكثر مما يزيد من احتمالات الصراع والتصادم المسلح ولغة العنف بين الفرقاء لتبدأ بعدها صفحة اخرى من تاريخ العراق المعاصر المخطوط بلغة الدم  والخراب.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام