آراء


عبدالهادي مهودر

وزير خدمة توصيل

05/09/2021

عندما كان وزيراً لم يبهرنا بخططه في البناء والاعمار ولا بتواضعه ولكنه وجد الحلول السحرية في جيبه فجأة بعدما غادر الكرسي وأخذه الحنين اليه ، لا اعني وزيراً او مسؤولاً تنفيذياً بذاته لكنهم جميعا يصدعون رؤوسنا هذه الايام بالتنظير والتهويل والاخطاء التي تتخبط بها البلاد في ظل غيابهم ، والمسؤول العراقي لايفكر بالعودة الى وضعه الطبيعي ومهنته السابقة ، وكان قديماً يقال أن الشرطي اذا تقاعد يقضي بقية عمره جالساً في المقهى المقابلة لمركز الشرطة، واليوم صار المسؤول السابق يجلس في القنوات الفضائية ويحرّض الجماهير العريضة على الخروج شيباً وشباناً لإعادته وثني الوسادة له مرة اخرى ، لكننا لم نشاهد مسؤولاً كبيراً عاد الى عمله السابق حتى صرنا نشك ان لديهم عملاً سابقاً !
وقبل ايام اصبح وزير افغاني سابق حديث وسائل الاعلام بعدما التقط مصور صحفي الماني صورة للوزير وهو يقود دراجة هوائية ويعمل بخدمة توصيل الطعام ، والكثيرون لم يصدقوا القصة، فكيف نتخيل أن احد "المعالي" يمكن ان يطرقوا ابواب بيوتنا لتوصيل نفر كباب وكيف سنعامله لو فعلها أحد المسؤولين السابقين ، وكيف يتجمع اطفالنا حوله بهتافهم الشهير ( هيه هيه .…) ؟! اترك لكم تخيّل المشهد الرهيب واعود لوزير الاتصالات الافغاني سيد احمد شاه سادات الذي اكد القصة وروى كيف ولماذا تخلى عن منصبه في حكومة افغانستان وكيف اصبح عامل توصيل في شركة المانية ، وعلّق على عمله الجديد : ( أن المناصب الحكومية أمانة يجب تنفيذها بحرص ، وبمجرد ترك الوظيفة يجب أن يعود الشخص مواطنا طبيعيا ويمارس الحياة اليومية) وتخيلوا ايضا أن مواطناً عادياً وليس وزيراً عراقياً يملك مؤهلات ( سادات ) ماذا يمكن أن يفعل وكيف (يثبر الدنيا ) ؟! فهو حاصل على درجتي ماجستير في الاتصالات والهندسة الإلكترونية من جامعة أكسفورد وخبرة عمل طويلة مع أكثر من 20 شركة في 13 دولة .. يا للهول !، وحين سئل عن سيطرة طالبان على بلده قال انه لم يتوقع سقوط حكومة اشرف غني بهذه السرعة .. يا للهول مرة اخرى ، لم يتشفَ بهم ولم يقل ان بلاده سقطت لأنها فرطت بالكفاءات من امثاله …لا ادري ماذا اقول عن هذا الانسان .. ربما ايها الدلفري العظيم أن مسؤولي ووزراء الشرق الاوسط وبلادنا العزيزة معذورون لأنهم لم يجدوا (بايسكلات) رباعية الدفع ولم يتعودوا الخروج دون مواكب وحمايات ، ولايستطيعون العودة لحياتهم الطبيعية لأنهم ضيّعوا المشيتين، فأين يذهبون!؟.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام