آراء


ضياء واجد المهندس

حكام الوهم العام

27/02/2020

في احد المراكز البحثية ، استطاع فريق ان يفصل خروف جرى تطويره جينيا" ، و وضعه مع مجموعة كلاب ، و المنجز ان الخروف ينبح ..اختلف اعضاء الفريق في الرد عن سؤال رئيسهم : هل هو كلب ام خروف ؟؟!!!،
قال احدهم : انه خروف مستكلب ، بينما قال اخر : انه كلب خروف ، و هكذا توالت التسميات حتى قطع الامر رئيس الفريق البحثي : انه خروف لمن يريده خروف و هذا شكله ، وانه كلب لمن يريده كلب ،لانه ينبح و يتصرف سلوكيا ك كلب ...هذه الفكرة تسمى تشويش الحقائق ،و خلق تصور و قناعات واهية و واهمة، لتمرير مشروع او اعتقاد على اعتبار ان التفكير والاهتمام المجتمعي الموحد هو ( راي عام ) ، و لكنه في الحقيقة ( وهم عام ) ..
في الحرب العالمية الثانية، برز وزير الدعاية (الاعلام والثقافة ) الالماني غوبلز ،وهو صاحب نظرية التاطير الشهيرة ،والذي استخدمها حكامنا بمهارة خلال السنين السابقة ( تريدون حكم الشيعة لو يجوكم الوهابية ، تريدون حكومة المحاصصة لو يرجعولكم البعثية ، تريدون نحارب داعش لو ننشغل بالبناء و محاربة الفساد ، تريدون علاوي لو تبقون بلا حكومة ، تريدون وزيرة داعشية لو الخلايا النائمة تفجر ، تصيرون مع ايران لو تصيرون مع امريكا ، وووو) ..وهناك نظريته في تسويق الحدث كما يريده المواطن لا كما هو في الواقع وفق مبدا ( اكذب ..اكذب ..اكذب ..حتى يصدقك الناس ) ، و الفكرة في اساسها، ان تعيش الوهم الجمعي عبر مجموعة من الاكاذيب التي تغرس في عقل الشعب ..ففي الوقت الذي كان رومل يخسر في ( العلمين ) في مصر ، كانت رسائل التهنئة بالانتصارات تنهال على الفوهرر ( ادولف هتلر ) ، مستغلين قناعة الناس بانتصارات الجيش الالماني السابقة، والتي كانت رصيد و ذخر الدعاية الالمانية ، و مثلها فعل صدام حسين في حرب الخليج الاولى مع ايران و في حرب الخليج الثانية والثالثة مع الامريكان .
في ٢٠١٤ قدم خبرائنا في مجلس الخبراء العراقي الى كل رؤوساء  الكتل السياسية و الرئاسات الثلاث، نسخ من برنامج خكومي مقترح ( برنامج حكومة التحرير والاصلاح و المصالحة ) ، وللاسف كان عمل الحكومة انتقائيا" ،ونتحمل اثم و وزر دمج الوزارات، لان الحكومة لم تتقييد بالاليات والوسائل المقترحة، و لا بتوقيتات التنفيذ...و قبيل  انتخابات ٢٠١٨ ، قدم خبرائنا الى الكتل السياسية و الرئاسات الثلاث برنامج حكومي مقترح ( برنامج حكومة العدالة و البناء و السلم المجتمعي ) ، و قد تم عقد جلسات مطولة مع د.ليث كبة الذي كان مكلف من الشيخ همام حمودي نائب رئيس البرلمان السابق ،و عقدنا سلسلة من الندوات معه ، و جرى التوافق مع د.ليث كبة على اعتماد البرنامج ،و الشروع باضافة ماتراه الكتل والاحزاب و المستشارين في الامانة العامة لمجلس الوزراء و الوزارات كافة .. لتقييم اداء  و نسب انجازالحكومة، من باب التقييم البسيط ( البعرة تدل على البعير ، والاثر يدل على المسير ) ، لنقتفي اثار انجازاتكم ،هل وفرتم  اي قدر من المقبولية من الخدمات ، لاماء مع ان ٤٠٠ مليار طن انزلها الله علينا هذه السنة  لا كهرباء ولازلنا ندفع لاصحاب المولدات ٢٥ الف لكل امبير  ،لا اتصالات معقولة  والنت موات ،و لا طرق مقبولة سوى طرق الموت ،و لا رعاية صحية ومرضانا ،اما نفقدهم في ركام وبقايا ماتسموهن مستشفيات، اونرسلهم افواج مغادرة الى ايران و تركيا و لبنان و سوريا والهند والامارات للتطبب والعلاج، ولا تعليم اولي ،مع نسب نجاح لاتتعدى ٣٠٪ ،و لا تعليم جامعي مع غش جماعي ،و اعداد ضخمة من الخريجين شبه متعلمين ، ولا امن او امان مع سلاح منتشر في الشارع و تحكم الفصائل و العشائر ، و لافرص عمل مع الوف الخريجين المعتصمين امام النقابات و الصناعات ، و لا فرصة للاستثمار مع تقاسم الفاسدين للاراضي واغراقهم العراق في المولات و الالعاب ، ولا فرصة لمستقبل للشباب مع انتشار المخدرات و ظهور المخنثين و المثليين ، و لا فضاء للعلم و الثقافة مع انتشار سطوة المشعوذين والدجالين ، و لا قيمة للطفولة مع انتشار تسول الاطفال و العجائز في الشوارع ، و لامعنى للانسان وادميته مع تزايد المعتاشين على الطعام في المزابل و المنبشين في الازبال ، و لا امل في جيل واع مع تزايد نسبة العازفين عن الزواج و العازبين و المعسرين ، و ازدياد حالات الطلاق و الخيانات الزوجية و عودة النهوة العشائرية ، و لا نضج في السلوك والاداء الاخلاقي و الاجتماعي مع انتقاص من المراة وسلبها حقوقها في العمل والادارة و القيادة ، و لا قدرة على جعل بغداد مدينة الجمال و سحر الرافدين و مركز الحضارات و لولؤة التاريخ مع اشاراتها المرورية و تقاطعاتها التي اصبحت تجمعات لغاسلي زجاج السيارات و بيع المناديل و تمركز الشحاتين ، ولا معنى للحياة في المدينة وسط زحام السيارات المكدسة و تسابق التكتك و الستوتات و الدرجات و العربات و الناس والمتسولين ، ولا قناعة بان تكون دوائرنا شفافة وان يتقلص الفساد حتى اصبحت معاملاتنا مسعرة ندفعها عند بائع الشاي و العرضحلجي ، والكل يعتاش على الرشوة ، و فضىائح مزادات الدرجات الخاصة و الوزارات المعلنة مخجلة..... و لن تنتهي معاناتنا لان في كل مفصل من مفاصل حياتنا نرضخ للابتزاز و المحسوبية و الظلم و الرشوة و غياب القانون و تبديد الاموال والممتلكات العامة ...كان هناك رجل كذاب اسمه حبيتر ، اشتهر بالكذب حتى قيل انه لم يصدق في جملة ..سألت زوجته ذات مرة : هل  صدق زوجك معك ؟؟؟،قالت : نعم مرة ..قلت لها : متى ، و كيف ؟؟؟، قالت : مرة طرق الباب لان المفتاح قد ضاع منه ،سالته : من ؟؟؟؟، قال : انا حبيتر !!!!!هذه المرة الوحيدة الذي صدق فيها ، وللاسف لم تصدق معنا حكوماتنا منذ ١٧ عام و لا مرة ، و لامرة ، و لامرة و لامرة واحدة ....
اللهم نجنا و هذه الامة  من الطغمة الحاكمة ..وانصرنا يارب القدرة و العظمة ...

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام