التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع في كندا

العالم |   02:06 - 16/06/2025


موازين نيوز - متابعة
توافد قادة مجموعة السبع، يتقدمهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جبال روكي الكندية يوم الأحد للمشاركة في قمة تحظى باهتمام استثنائي نتيجة التصعيد العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل، إذ ينتظر أن يبحث المشاركون ضرورة تبني موقف جماعي إزاء الأزمة.
ووصل ترامب إلى كندا بعد انتقادات لاذعة وجهها لجارته الشمالية، مشيرا إلى أنها ستكون في وضع أفضل إذا أضحت الولاية الأمريكية الحادية والخمسين، في إشارة واضحة لرغبته في ضمها.
وعقب تولي مارك كارني رئاسة الحكومة الكندية في آذار خلفا لجاستن ترودو، الذي لم يكن يحظى برضا ترامب، تراجعت حدة التوترات بين البلدين.
وخصص كارني جدول أعمال القمة لمحاولة تقليص الخلافات بين الدول الصناعية الكبرى، بما فيها بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة.
ورغم تلك الجهود، يلوح في الأفق احتمال بروز انقسامات بين القادة أثناء مناقشة التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، والذي بدأ بعد استهداف القوات الإسرائيلية مواقع نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية يوم الجمعة.
وفي سياق دبلوماسي، أكدت مصادر كندية أن أوتاوا تجري مشاورات مع الدول المشاركة بشأن إصدار دعوة مشتركة إلى "خفض التصعيد" بين الجانبين.
وعلى بعد يومين من انطلاق القمة، شن بنيامين نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل هجوما شديد اللهجة ضد إيران، بينما كانت واشنطن وطهران تخوضان محادثات بحثا عن مخرج دبلوماسي لأزمة البرنامج النووي الإيراني.
من جانبها، ردت إيران بإطلاق صواريخ ومسيرات على إسرائيل وسط تبادل التهديدات بالتصعيد بين المسؤولين من كلا الطرفين.
وأعلن الجانبان وقوع قتلى من المدنيين جراء الضربات المتبادلة، الأمر الذي قد يفاقم الخلافات المنتظرة بين قادة مجموعة السبع بشأن كيفية التعامل مع الأزمة.
وأعرب ترامب عن تأييده للضربات الإسرائيلية، داعيا في الوقت نفسه الطرفين إلى "إبرام تسوية".
وأوضح مسؤول كندي أن كارني يخطط للقاء ترامب الإثنين، في حين التقى رئيس الوزراء الكندي نظيره البريطاني كير ستارمر في أوتاوا عشية القمة.
وحافظت الدول الأوروبية على موقف حذر تجاه التوترات، حيث دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ضبط النفس، مع حثه طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، متهماً إيران بتكثيف التصعيد النووي.
وشدد ماكرون خلال زيارته لغرينلاند على أن فرنسا لم تشارك في أي "عملية دفاع" عن إسرائيل ضد الرد الإيراني، موضحا أن ذلك لم يطلب منها أصلا.
وعلى الجانب الآخر، أدانت اليابان، التي تحتفظ بعلاقات ودية مع إيران، الضربات الإسرائيلية ووصفتها بأنها "غير مقبولة ومؤسفة للغاية"، مخالفة بذلك موقف الدول الغربية.

ملف أوكرانيا على الطاولة
ويحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة، التي ستُعقد في بلدة كاناناسكيس الجبلية، لمناقشة الحرب الروسية على بلاده، على أمل لقاء ترامب.
وعُرف عن الرئيس الأمريكي تعهده بإحلال السلام في أوكرانيا منذ وصوله للبيت الأبيض، كما سعى لتوطيد العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن هذا التقارب سرعان ما تبدد بعد رفض بوتين الاستجابة لدعوات الهدنة الأمريكية.
وأفادت مصادر بأن ترامب أجرى اتصالا هاتفيا مع بوتين يوم السبت ناقشا فيه النزاع الإيراني الإسرائيلي والحرب في أوكرانيا، وأبدى ترامب "انفتاحه" على أن يتوسط بوتين بين إيران وإسرائيل.
غير أن الرئيس الفرنسي اعتبر أن بوتين غير مؤهل للعب أي دور وساطة في هذا الملف "تحت أي ظرف".
ولا يرجح أن تُدرج القمة أياً من الأزمتين الإيرانية أو الأوكرانية ضمن البيان الختامي، إذ يسعى كارني حاليا للإعلان عن بيانات تخص قضايا أقل جدلا مثل تعزيز سلاسل التوريد.
يشار إلى أن آخر زيارة لترامب إلى كندا لحضور قمة السبع عام 2018 شهدت مغادرته المبكرة بعد توجيه انتقادات لرئيس الوزراء السابق ترودو وانسحاب واشنطن من البيان الختامي.
ورغم إظهار قادة المجموعة رغبتهم في التقارب مع ترامب، ظهرت خلافات واضحة بين الجانبين حول عدد من الملفات.
وأثار ماكرون، خلال زيارته إلى غرينلاند، الجدل بتنديده بتهديدات ترامب بشأن ضم الإقليم الدانماركي، قائلا "هذا ليس ما يقوم به الحلفاء".
أما ترامب فقد توجه إلى قمة السبع عقب مشاركته في عرض عسكري استثنائي بواشنطن بالتزامن مع عيد ميلاده، في أجواء شابتها احتجاجات على سياساته.

العلاقات التجارية محور جدل جديد
وشهد اليوم السابق للقمة اتصالا هاتفيا بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وترامب، حيث أكدت ضرورة تكثيف الضغط على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
وأعربت فون دير لاين عن تطلعها لإحراز تقدم في المحادثات التجارية، بالتزامن مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة على جميع الدول، سواء أكانت صديقة أم خصماً، ابتداء من التاسع من يوليو/تموز.
وتوقع جوش ليبسكي، مدير الاقتصاد الدولي بمؤسسة أتلانتك كاونسل، أن يتحلى حلفاء واشنطن بالحذر عند مناقشة قضايا الرسوم، مشيراً إلى أن التجارب السابقة أثبتت "خطورة ممارسة الضغط الجماعي على الرئيس الأمريكي".
وأضاف ليبسكي: "إذا اتحدوا ضده (ترامب)، قد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية".
ويشارك في القمة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في الوقت الذي تسعى فيه كندا لتخفيف التوتر مع الهند عقب اتهامات أوتاوا لحكومة مودي بالتخطيط لاغتيال ناشط سيخي على الأراضي الكندية، وهو ما دفع البلدين لاتخاذ إجراءات دبلوماسية متبادلة.

المصدر: فرنس بريس عربية


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام