"القذافي".. مخدر جديد رائج بين الشباب في ساحل العاج

دنيا و سمارت |   05:32 - 23/09/2023


متابعة- موازين نيوز
بعد مرور 12 عاما على وفاة الزعيم الليبي السابق، لا يزال اسم القذافي على شفاه الجميع في ساحل العاج، وليس ذلك احتفالا بملك ملوك أفريقيا، بل لإطلاق اسمه على مخدر ينتشر بين الشباب، ويسوق على شكل أقراص، وغالبا ما يتم تناوله مع الكحول، ليتضاعف تأثيره المهدئ 10 مرات.

وتقول صحيفة "لوموند" الفرنسية إن هذه الظاهرة ولدت من أغنية لمجموعة "بابو 100" (100 Papo) التي لم تكن معروفة ألبتة، قبل أن تنشر هذا الصيف مقتطفا من أغنية على شبكة التواصل الاجتماعي "تيك توك"، بكلمات مكتوبة باللغة العامية الإيفوارية يرد فيها اسم القذافي.

وجاءت مصحوبة بصور تظهر شبابا تحت تأثير المخدر، أو يحاكون آثاره، ليبدو منهكين شبه عاجزين عن الوقوف، وفكوكهم مشدودة أحيانا أو وجوههم مغطاة بالعرق، ليصبح القذافي من الآن فصاعدا موضع تحد جديد.

انزعج الرأي العام بالطبع من هذا "القذافي" وأطلقت الشرطة، التي تعتبر هذه الظاهرة قضية صحة عامة، حملة وطنية في بداية شهر يوليو/تموز الماضي، لتشير مديرية شرطة مكافحة المخدرات يوم 6 سبتمبر/أيلول إلى أنها ضبطت 5 أطنان من "الأدوية الرديئة" أي الأدوية المزيفة.

ومنذ بداية الشهر، تضاعفت المضبوطات في المنطقة، وتم الإبلاغ في الصحافة المحلية عن ضبط 927 كيلوغراما من الأقراص في 12 سبتمبر/أيلول في سان بيدرو (جنوب غرب البلاد)، و16 ألف قرص في فيركيسيدوغو (شمال)، وتم إغلاق فرع "روكسي" المخصص للأدوية يوم الثلاثاء في سوق أدجامي في أبيدجان.

غير أن قنوات إمداد "القذافي" لم يتم تحديدها حتى الآن، ولكن يبدو أنها مصممة على غرار الترامادول حسب عدة مصادر، ويتم تسويقه في السوق الهندية، واستيراده في جميع أنحاء المنطقة، حتى إن كميات منه ضبطت في غانا وبوركينا فاسو والنيجر.
آثار جانبية خطيرة
وأشارت الصحيفة إلى أن الرواية الرسمية التي قدمتها شرطة مكافحة المخدرات وكررتها الصحافة المحلية، تخلط بين المخدرين بسبب التشابه بين الترامادول وتراماكينغ، أحد الأسماء التجارية "للقذافي".

وقد أعلن المفوض بإدارة هذه الشرطة توري أتشيت مابونغا أن "هذا ليس مخدرا، بل مستحضرا ينتج عن خلط أدوية مع الماء أو الكحول من أجل الحصول على إحساس قوي".

ويأخذ هؤلاء الشباب الترامادول بجرعة 250 مليغراما، وهو مسكن للألم يوصف عادة للأشخاص المصابين بأمراض ميؤوس من شفائها، ويخلطونه مع مشروب فودي، وهو مشروب كحولي ومشروب طاقة رخيص الثمن، يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب الإيفواريين.

وقد كشف البحث على منصات بيع الأدوية الهندية عبر الإنترنت أن عقار تراماك الذي يسوق أيضا تحت اسم رويال، يتكون من مكونين نشطين، أحدهما مرخ للعضلات والثاني مادة أفيونية قوية توصف لعلاج الألم الشديد، ويمكن أن يسببا مجتمعين، آثارا جانبية خطيرة، كالحكة وعدم الراحة والتشنجات والإغماء.. بل إنها قد تكون قاتلة في حالة تناول جرعة زائدة، كما يوضح بوريس أفونيون المعروف باسم "ساتشمو"، وهو ناشط مجتمعي في جمعية تدعم الصحة الذاتية في المناطق الحضرية.

وبدلا من استخدام أحد الأسماء التجارية، يفضل المستهلكون تسمية هذا الدواء "بالتفاحة" نسبة إلى الفاكهة التي تزين علب الدواء، أو "225" التي تشير إلى جرعة المادة الفعالة في كل قرص.

ولكن لماذا لقب القذافي؟ يقول صامويل نغيسان، الذي يعمل في مشروع للحد من المخاطر على متعاطي المخدرات، إن هذا "المصطلح ظهر أثناء وبعد الأزمة في ساحل العاج، بين عامي 2011 و2013، عندما كانت الهجرة على أشدها"، لأنه كان على المهاجرين المرور عبر ليبيا للوصول إلى جزيرة لامبيدوزا.

عادات الاستهلاك
وبصرف النظر عن أرقام المضبوطات التي أعلنتها مديرية مكافحة المخدرات، لا توجد إحصائيات وطنية تتعلق بهذا المخدر، سواء من حيث عدد المتعاطين أو عادات الاستهلاك، وهو يستهلك في المدن فقط بحسب مراقبين.

ولكنه لا يقتصر على أبيدجان، بل في مدن كبيرة أخرى مثل ياموسوكرو وبواكي وسان بيدرو، ويقول صامويل نغيسان "نستهلك القذافي حيث نشتريه، إما في محلات الدخان التي تبيعه أو في الشارع بالقرب من التجار"، وهو منتشر أساسا بين الطبقات الفقيرة من سكان ساحل العاج، لأنه رخيص نسبيا.انتهى29/م99


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام