هل تملأ الصين الفراغ الأميركي في الشرق الأوسط؟

تقارير |   03:37 - 16/06/2023


متابعة- موازين نيوز
أثناء وجوده في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، بذل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قصارى جهده للتأكيد أن بلاده لا تطلب من أي شخص الاختيار بين الولايات المتحدة والصين.

وتقول وكالة الأناضول في تقرير بثته اليوم "ربما كانت كلماته عامة إلى حد ما، إلا أنها تشير في الغالب إلى السعودية، والأهم من ذلك للشرق الأوسط الذي يعيش حالة من التغير المستمر خاصة في ما يتعلق بالعلاقات، ومقاييس القوة".

ويعد بلينكن ثالث مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور السعودية منذ مارس/آذار الماضي، عندما استيقظ العالم على أنباء صفقة بين السعودية وإيران برعاية الصين، وهي اتفاقية عدّها كثيرون تحولا في الأدوار الدبلوماسية الاعتيادية للصين.

وعقب التوقيع على الصفقة، وجه كبير مستشاري الصين للشؤون الخارجية وانغ يي انتقادات واضحة للولايات المتحدة، قائلا إن العالم لا يقتصر على قضية أوكرانيا فقط.

لاحقا، تقدمت الأمور إلى درجة أعادت فيها إيران فتح سفارتها في العاصمة الرياض وقنصليتها في جدة بعد نحو 7 أعوام على القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.

وبالتوازي مع ذلك، جددت بكين رغبتها التوسط في الأزمة الرئيسة الأخرى في المنطقة وهي القضية الفلسطينية، حيث أجرى وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، في أبريل/نيسان الماضي، اتصالا بنظيريه الفلسطيني رياض المالكي والإسرائيلي إيلي كوهين لتقديم العرض.

ويوم الثلاثاء، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بكين في خامس زيارة رسمية له، حيث يحتفل الطرفان بمرور 35 عاما على العلاقات الدبلوماسية.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد محادثات أجراها مع عباس، الأربعاء، إن بلاده مستعدة للعمل من أجل المصالحة الداخلية في فلسطين، وكذلك محادثات السلام من أجل حل دائم للنزاع مع إسرائيل.

وبالنظر إلى هذه السلسلة من الأحداث ذات الأهمية الجيوسياسية، فإن السؤال المطروح هو ما إذا كان كل ذلك جزءا من تحرك صيني لملء فراغ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، فإن الإجابة بعيدة كل البعد عن اليقين وهي معقدة مثل التاريخ الطويل لهذه المنطقة الإستراتيجية، حسب محللين سياسيين.

أسباب التقارب
يعتقد المحلل السياسي المقيم في هونغ كونغ أندرو ليونج بوجود سببين وراء تقارب بكين مع دول الشرق الأوسط: أولهما أن الولايات المتحدة ليست المستهلك الأكبر لنفط الشرق الأوسط، وكذلك الصين.

أما السبب الثاني فهو مرتبط بالعلاقات الودية التي تربط الصين بكل من السعودية وإيران.

ووصف ليونج ما يجري بين الولايات المتحدة والصين في الشرق الأوسط بلعبة الشطرنج الهائلة بين قوتين كبيرتين. وأوضح أن واشنطن كانت تحاول احتواء الصين في مجالي التكنولوجيا والدبلوماسية، إلى جانب بحر جنوب الصين وتايوان.

بدوره، قال المعلق والمحلل السياسي المتخصص بالشأن الصيني إينار تانجين إن الولايات المتحدة تحولت من عميل للطاقة إلى منافس رئيسي لدول الشرق الأوسط.

وأشار المحلل إلى التغير الكبير بالعلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص، والمنطقة بشكل عام.

وأضاف أن بكين كونها المشتري الرئيسي للطاقة من دول مجلس التعاون الخليجي فهي تريد أن يكون الشرق الأوسط مستقرا سياسيا.انتهى29/م99


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام