العراق.. خطة قضائية من أربعة محاور لمكافحة الفساد

سياسية |   11:34 - 01/04/2021


بغداد - موازين نيوز
اعلن مجلس القضاء الأعلى، الخميس،  وضع خطة لمكافحة الفساد من أربعة محاور فيما اشار الى أن المحاور تضمنت  منع وقوع الفساد والوقاية منه و كيفية إنفاذ القانون والملاحقة القضائية و رفع المستوى التثقيفي والمشاركة القضائية فضلا عن التعاون الدولي. 
وذكر بيان لمجلس القضاء الاعلى تلقت /موازين نيوز/ نسخة منه، أن "قاض متخصص بمكافحة الفساد المالي والاداري بين ان معالجة آفة الفساد تتطلب تعاونا كبيرا ‏على صعيد محلي وعالمي، مبينا أن "كوادر متقدمة في الوزارات تحاول لملمة أي قضية ‏تطولها شبهات فساد، وصف بعض الموظفين بـ"الانتحاريين" لتغطيتهم على أعمال مسؤوليهم ‏المشبوهة". ‏
واضاف ان"معهد التطوير القضائي نظم ورشة حملت عنوان (دور القضاء في مواجهة الفساد المالي ‏والإداري) بحضور نخبة من الإعلاميين والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني.‏
وتابع ان" قاضي أول محكمة تحقيق الكرخ الثانية ضياء جعفر  قدم خلال الورشة شرحا مفصلا عن دور ‏القضاء في مواجهة الفساد المالي والإداري والتي كانت على محورين الأول الإطار التشريعي ‏لمكافحة الفساد  والمحور الثاني استراتيجية مجلس القضاء الأعلى بمكافحة الفساد.‏
وبين القاضي ضياء جعفر أن "قضية مكافحة الفساد من القضايا الرئيسية والمحورية بالنسبة ‏لجميع الدول سواء كانت نامية او متقدمة"، وأشار إلى أن "قانون هيئة النزاهة المرقم 30 لسنة ‏‏2011 المعدل شمل (سرقة أموال الدولة والرشوة والاختلاس والكسب غير مشروع وتجاوز ‏الموظفين لحدود وظائفهم) فضلا عن اضافة جرائم خيانة الأمانة التي ترتكب من المنظمات ‏غير الحكومية والاتحادات والنقابات والجمعيات المهنية إلى القانون".‏
 واشار "القاضي الى المحور الثاني من الحلقة وهي "إستراتيجية مجلس القضاء الأعلى ‏بمكافحة الفساد إذ عمل المجلس على وضع خطة لمكافحة الفساد ضمت أربعة محاور أولها  ‏منع وقوع الفساد والوقاية منه والثاني كيفية إنفاذ القانون والملاحقة القضائية والمحور الثالث ‏رفع المستوى التثقيفي والمشاركة القضائية والمحور الأخير كان التعاون الدولي".
وشدد القاضي جعفر" على أهمية التنسيق بين كافة الجهات ‏الخاضعة لقانون مكافحة الفساد واهم هذه الأطراف (مجلس القضاء الأعلى –رئاسة الوزراء –‏مجلس النواب –رئاسة الجمهورية –الهيئات الرقابية –منظمات المجتمع المدني –القطاع ‏العام)".‏
وبشأن منع وقوع الفساد والوقاية منه بين القاضي جعفر أن "مجلس القضاء الأعلى عمل ‏خلال الفترات الماضية وبقوة بالتنسيق مع عدد من الجهات الرقابية إضافة الى انه فتح الباب ‏أمام المواطنين لتلقي الاخبارات و قدمت له في وقت سابق عدد من القضايا المهمة التي من ‏خلالها تمكن من استرداد مبالغ مالية ضخمة بناء على تحقيقات أجريت من قبل محاكم التحقيق ‏المختصة في انحاء البلاد وخصوصا محاكم التحقيق في استئنافي الكرخ  والرصافة".‏
وتطرق القاضي الى كيفية إنفاذ القانون والملاحقة القضائية اذ قال ان "محاكمنا تجري ‏التحقيقات بعدد كبير من القضايا التحقيقية المهمة المتمثلة بسرقة أموال الدولة والرشوة ‏والاختلاس وتجاوز الموظفين حدود وظائفهم وخلال الفترات الماضية وجه مجلس القضاء ‏الأعلى بتفعيل قضايا الكسب غير مشروع وبدأ العمل على التحقيق بعدد منها والتي عرضت ‏أمام المحاكم وأحيل قسم من المتهمين فيها الى المحاكم المختصة وأجريت المحاكمات وخلال ‏الفترات القادمة ننتظر من الجهات التحقيقية والرقابية عرض مزيد من القضايا بغية حسمها".‏
ولفت على "عدد من المعوقات التي تؤثر على  التحقيقات التي تجريها المحاكم في قضايا ‏الفساد الإداري والمالي، أبرزها عدم تعاون الوزارات والجهات الحكومية لتزويد المحاكم ‏بالأوليات او الأدلة اللازمة والكافية لإدانة مرتكبي جرائم الفساد الإداري والمالي ولاحظنا ‏خلال الفترات الماضية بان عددا من الكوادر المتقدمة في الوزارات تحاول لملمة القضايا ‏وتضليل القضاء من خلال إجاباتها للمحاكم بعدم وجود أضرار لحقت بالوزارة نتيجة الجرائم ‏المرتكبة من قبل موظفيها لغرض طمس معالم الجرائم".‏
‏ وتابع القاضي ان "بعض التحقيقات تحتاج الى وقت طويل جدا لاستكمالها والسبب في ذلك ‏الاعتماد على التقارير الفنية التي تصدر من الجهات الرقابية المختصة سواء كانت هيئة ‏النزاهة او ديوان الرقابية المالية الاتحادية وتشكيلاتها". ‏
ومن جهة أخرى نوه بأن "القضاء وجه ايضا بعقد ورش وندوات لمكافحة الكسب غير ‏المشروع وهو من القضايا المهمة والحديثة والتي تحتاج الى جهود لإثباتها وكشفها بالاستعانة ‏بطرق فنية ومحاكم التحقيق بدأت فعليا العمل عليها وحققت في عدد من القضايا التي عرضت ‏أمامها".‏
وبشأن التساؤلات المطروحة عن عدم محاكمة كبار المسؤولين، أوضح أن "القضاة يتعاملون ‏مع الدليل وطالما تواجد الدليل يتم محاسبة المتهم مهما كان موقعه وفقا للقانون لكن نلاحظ في ‏الاونة الأخيرة وجود موظفين نطلق عليهم لقب (الانتحاريين) لأنهم مستعدون لتنفيذ كل ما ‏يطلب منهم من اجل حماية المسؤول ويتحملون المسؤولية كاملة ونحن كقضاء يجب ان نتخذ ‏الإجراءات القانونية بحق الموظف المقصر اذا توفرت الأدلة ضده", لافتا الى انه "بالفعل هناك ‏فساد في الكوادر المتقدمة لكننا محكومون بالأدلة والأوراق المستندات والقرائن المعروضة ‏أمامنا والتي على ضوئها نصدر الأحكام".‏
ولفت القاضي جعفر إلى أن "التحقيقات الخاصة بالفساد المالي والإداري تأخذ وقتا طويلا جدا ‏سواء بهيئة النزاهة او ديوان الرقابة المالية وحتى مكاتب المفتشين العموميين الملغاة كانت ‏هي الأخرى تحت سلطة الوزير وهو من يتحكم بها ويؤثر على سير التحقيق في بعض ‏الحالات".‏
وأوضح ان "بعض قضايا الفساد المالي والاضرار بالمال العام تأتي عبر مراسلات رسمية من ‏الوزراء، والوزارات لا تطلب الشكوى ضد المتهمين وتؤكد عدم وجود ضرر ونحن كقضاء ‏نتخذ كافة الطرق القانونية من خلال الاستعانة بالجهات المختصة كالخبراء المصرفيين ‏المعتمدين في هذا المجال  خاصة في القضايا المصرفية لإثبات فيما إذا كان هناك ضرر أم ‏لا". مشيرا الى ان "بعض التحقيقات التي تتعلق بالأضرار العمدي التي تجري في الوزارات ‏تأتي الينا غير سليمة ودقيقة لذا طلبنا من النزاهة ان تقوم بتلك الإجراءات وترسل التحقيق ‏إلينا".‏
 وأوضح القاضي ضياء جعفر ان "العراق لديه ‏اتفاقية في مجال مكافحة الفساد واجرينا الحد الادنى لتحقيق الاتفاقيات الا ان ضعف إجراءات ‏تسليم المتهمين لا يزال دون المستوى المطلوب من قبل معظم الدول التي يتواجد فيها سراق ‏المال العام".‏
وتابع "اننا نحتاج الى متابعة حركة رؤوس الأموال في الخارج لان المتهمين الذين سرقوا ‏المال يتنعمون بها حاليا بسبب تلكؤ من قبل المجتمع الدولي في مساعدة العراق في هذا المجال ‏وفي استرداد المتهمين".   ‏
من جانبه، ذكر المشرف على المركز الاعلامي لمجلس القضاء الاعلى القاضي حيدر علي ‏نوري أن "جرائم الفساد المالي والاداري لا تقل خطورة عن الجرائم الامنية ومثلما تضافرت ‏الجهود الامنية كافة في مواجهة خطر الارهاب نحتاج ايضا الى تضافر الجميع في مكافحة آفة ‏الفساد".‏
ولفت الى ان "المجلس لوحده رغم جهوده الجبارة في مواجهة هذا الخطر الا انها ليست كافية ‏لاجتثاث الفساد بأكمله ويجب ان يكون هناك تعاون دولي ايضا في هذا المجال من خلال تسليم ‏المتهمين وإعادة رؤوس الأموال المهربة الى الخارج".‏
وأوضح أن "مجلس القضاء الأعلى ومن خلال محاكم التحقيق جاد في مكافحة ومواجهة جرائم ‏الفساد الإداري والمالي التي تتطلب وجود إرادة قوية وتضافر جهود مؤسسات الدولة كافة في ‏سبيل الحد من انتشارها والقضاء عليها ومعالجة آثارها السلبية".‏
وبعد ذلك فتح القاضي حيدر نوري باب المداخلة للحضور وسط تفاعل كبير من قبل ‏الحاضرين وتبادل الأفكار والمقترحات اللازمة لايجاد أرضية مناسبة لمعالجة هذه المشكلة كلا ‏حسب دوره وسط إشادة كبيرة من قبل الحاضرين بالجهود التي يبذلها مجلس القضاء الاعلى ‏في محاربة الفساد. ‏
وفي مداخلة محمد الفيصل ذكر ان "المسيرة القضائية تسير ببطء لذا لابد من الاستعانة ‏بشركات أجنبية قانونية مثل ما معمول به في جميع دول العالم وثانيا من يحاسب القضاة"؟.‏
فأجابه القاضي حيدر نوري "لا نحتاج إلى شركات أجنبية لمحاربة الفساد والمجلس يمتلك ‏كفاءات وكوادر متخصصة إضافة إلى أن الاستعانة بشركة يضعنا أمام مشكلة قانونية من ‏الجهة التي ستعطيهم نسبة 10% من قيمة الأموال المسترجعة حسب شروط تلك الشركات ‏بسبب عدم وجود غطاء قانوني لصرف تلك الأموال وإذا صرفت فان ذلك يعد هدرا للمال العام ‏وهذا ما لا نريد حدوثه".‏
وأكد ان "الاستعانة بالشركات الاجنبية هو من اختصاص الجهات التنفيذية كما ان بعض ‏المتهمين لديهم جنسيات أجنبية اذ انه من 2003 ولغاية الان لم يسلم سوى 3 متهمين بجرائم ‏غسيل الأموال بالرغم من مطالبتنا للعديد من الدول بتسليم المطلوبين المتواجدين على ‏أراضيهم لكن من دون فائدة لذا نأمل من خلالكم ان نشكل ضغطا إعلاميا على تلك الدول من ‏اجل الاستجابة".‏
وبشأن من يحاسب القضاء ذكر القاضي حيدر ان "القضاء مستقل ولا سلطان عليه الا القانون ‏وهيئة الاشراف القضائي تراقب سلوك القاضي داخل وخارج المحكمة".‏
وشهدت الورشة أيضا مداخلات عديدة من قبل جميع الحاضرين بشأن كيفية محاربة الفساد ‏والمقترحات اضافة الى الاسئلة بشأن كيفية تعامل مجلس القضاء الأعلى مع هذا الملف المعقد ‏والمتشابك في ظل الإمكانية المتوفرة حاليا. واجاب القاضيان حيدر نوري ضياء جعفر على ‏جميع اسئلة الحاضرين.‏
وفي الختام قدم القاضيان الشكر لجميع الحاضرين للورشة والتي تضمنت آراء ومقترحات ‏متميزة في مجال خدمة المسيرة القضائية في مجال محاربة الفساد المالي والإداري.‏
وفي وقت سابق التقى  رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي  فائق بالمدعين ‏العامين في جميع المناطق الاستئنافية لكافة المحافظات بحضور  كل من رئيس الادعاء ‏العام سالم محمد نوري البدراني ورئيس الاشراف القضائي جاسم محمد عبود.‏
وناقش "المجتمعين ضرورة قيام  اعضاء الادعاء العام بدور اكبر في مجال مكافحة ‏الفساد الإداري.
ووجه رئيس المجلس بمخاطبة وزارتي المالية والتخطيط لارسال صورة من ‏الموازنة العامة والمبالغ المخصصة لكل محافظة مع تفاصيل المشاريع المخصصة لها ‏واموال المحافظة ليتسنى  اعضاء الادعاء العام وبالتعاون مع هيئة النزاهة وديوان ‏الرقابة المالية تشكيل فرق عمل مشتركة لمتابعة تنفيذ هذه المشاريع وأوجه صرف المبالغ ‏المخصصة لكل محافظة وتحريك الدعاوى الجزائية بشكل عاجل إزاء كل مخالفة للقانون".‏
وبالنسبة للعاصمة بغداد "تم التوجيه بتفعيل عمل اللجان المشتركة بين الادعاء العام وهيئة ‏النزاهة وديوان الرقابة المالية التي سبق وان تم تكليفها بإكمال اعمال مكاتب المفتشين ‏العموميين في الوزارات والمؤسسات غير مرتبطة بوزارة والتحقيق في جميع المخالفات ‏القانونية".‏
وكما وجه مجلس القضاء الأعلى بتكليف المحكمة ‏المركزية لمكافحة الفساد أيضا وبالتنسيق ‏مع فريق التحقيق الخاص في هيئة النزاهة وديوان ‏الرقابة المالية بتدقيق أعمال الوزارات ‏والجهات غير المرتبطة بوزارة التي تشكلت بعد ‏‏2003 ولغاية الآن وتحديدا العقود والمشاريع ‏الكبيرة.‏انتهى29/أ43


اخبار ذات الصلة

image image image
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام