التظاهرات تنتقل إلى بغداد .. وشهيدان في احتجاجات النجف والديوانية

سياسية |   11:17 - 20/07/2018

بغداد ــ موازين نيوز
لم تنفع خطابات التخدير والاعتذار مع الشارع العراقي الذي انفجر الجمعة في تظاهرات شعبية اجتاحت محافظات عدة ، سقط على اثرها شهيدان من بين المحتجين في النجف والديوانية ، واصيب العشرات بجروح فيما حرص الاف المتظاهرين على ترديد شعار "سلمية" لتذكير القوات الامنية بسلمية تظاهراتهم .
المتظاهرون وكانوا بالاف في مدن العراق رددوا هتافات مناهضة للأحزاب السياسية التي حكمت العراق منذ عام 2003، في تصعيد جديد للمظاهرات التي انطلقت منذ 8 يوليو الجاري.
التظاهرات تنتقل الى بغداد .. وشعار ثورة الفقراء يجمع المدن 
التظاهرات العراقية انتقلت بشكل رسمي الى بغداد بعد ان غصت ساحة التحرير بالمتظاهرين ، بعد ايام على تظاهرات ليلية في منطقة الشعلة .
وفي البصرة التي عانت من سنوات من الإهمال ومستوى متدن من الاستثمارات احتشد نحو ثلاثة آلاف متظاهر خارج مقر المحافظة.
وهتف المتظاهرون "الشعب يريد إسقاط الأحزاب السياسية" في شعار مشابه لآخر شاع في وقت ثورات الربيع العربي في 2011 يطالب بإسقاط الأنظمة الحاكمة.
وعبر نحو المئات عن غضبهم في ساحة التحرير في بغداد ورفع أحدهم لافتة كتب عليها "ثورة الفقراء".
وتجمهر المئات الجمعة في ساحة التحرير بوسط بغداد، وسلكوا طريق جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تعد مركزا للسفارات كالأميركية والبريطانية، والمقار الحكومية.
وسبق لمتظاهرين صدريين أن دخلوا المنطقة الخضراء في العام 2016.
ولكن هذه المرة، استخدمت القوات الأمنية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لمنعهم من عبور الجسر، بعد مناوشات عدة بين المتظاهرين ورجال الشرطة.
وقال احد المتظاهرين مرتضى محمد (19 عاما) "مللنا العيش بذل. لا كهرباء ولا عمل وحتى الماء تنقطع لساعات طويلة كل يوم. الخدمات مقطوعة وحتى الإنترنت" الذي عاد للعمل ببطء في العاصمة فيما لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي محجوبة.
الكهرباء تساوي الديمقراطية  
وتعد مسألة الكهرباء الملف الأكثر حساسية لدى المتظاهرين، خصوصا في فصل الصيف إذ تلامس الحرارة الخمسين درجة مئوية.
ويأتي ذلك فيما يواجه السياسيون العراقيون صعوبات في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات جرت في 12 مايو أيار وشابتها مزاعم بالتزوير.
ووعد رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يسعى لولاية ثانية، بأن حكومته ستخصص تمويلا لمشروعات الكهرباء والمياه في البصرة.
وقال خالد حسن (42 عاما) وهو عامل في القطاع الصحي في البصرة "كل وعودهم أكاذيب... لن نسكت .. الكهرباء تساوي الديمقراطية ".
واجتاحت الاحتجاجات مدنا في الجنوب وهي المنطقة التي يتركز فيها الشيعة. وقتل ثلاثة متظاهرين وأصيب العشرات من أفراد الأمن.
واحتشد المحتجون في بعض المناطق في مدخل حقول نفطية كبرى لكن مسؤولين قالوا إن الإنتاج لم يتأثر.
وأمس الخميس دعا رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر، الذي فازت كتلته بالمركز الأول في الانتخابات العراقية، جميع الساسة إلى تأجيل جهود تشكيل الحكومة الجديدة لحين الاستجابة لمطالب المحتجين بتحسين الخدمات في الجنوب.
وتمكن الصدر من قبل في حشد عشرات الآلاف من المواطنين للضغط من أجل الاستجابة لمطالبه. وشن مسلحون تابعون له انتفاضات عنيفة ضد القوات الأمريكية بعد غزو العراق عام 2003.
وعبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني عن تضامنه أيضا مع المحتجين.
استشهاد متظاهرين اثنين واصابة 37 اخرين
واستشهد شخص خلال تظاهرة جرت (الجمعة)، أمام مقر لتنظيم "بدر" في مدينة الديوانية جنوب العراق، بحسب ما أفاد مصدر طبي، فيما فرقت القوات الأمنية تجمع المتظاهرين في المحافظة .
وقال مصدر طبي في الديوانية ان "متظاهراً مدنياً في العشرين من عمره، توفي في المستشفى إثر إصابته برصاص حراس مقر تنظيم بدر".
صحة ذي قار وحدها تحدثت عن اصابة 12 شخصا بينهم سبعة من افراد القوات الامنية .
وبحسب وزارة الصحة فان المجموع العدد الكلي لضحايا التظاهرات هو حالة وفاة واحدة في الديوانية و37 جريحا بينهم تسعة من افراد القوات الامنية.
ولا يبدو ان حصيلة وزارة الصحة ادرجة حالة وقعت في النجف حيث اعلنت وفاة متظاهر متاثرا باصابته بعبوة غاز مسيلة للدموع قرب جسر الاسكان في النجف الاشرف .
كما اصيب ثمانية متظاهرين في النجف متاثرين بالغاز المسيل للدموع .
وأطلقت الشرطة الرصاص في الهواء واستخدمت الهراوات والغاز المسيل للدموع في مدينة الناصرية الواقعة على نهر الفرات، عندما تظاهر مئات الأشخاص خارج منزل المحافظ.
ويعاني جنوب العراق ذو الأغلبية الشيعية من الإهمال، برغم الثروة النفطية، منذ حكم الرئيس الراحل صدام حسين، ثم خلال فترات الحكومات التي قادتها القوى السياسية الشيعية، بما في ذلك حكومة العبادي.
ويرفع متظاهرون شعارات مناهضة لحزب الدعوة الحاكم ويقولون "حزب الدعوة يحكم العراق منذ 15 عاماً، وقادته لم يتمكنوا من الوفاء حتى ولو بوعد واحد من التي قطعوها".
ويقول آخرون "منذ سقوط صدام في 2003 وحتى الآن الشيء الحقيقي الوحيد الذي يقوله الساسة هو أكاذيبهم. ما زلنا نشرب مياهاً قذرة، ونسينا ما الذي يعنيه تكييف الهواء خلال الصيف".
انتهى
م ح ن

---

اخبار ذات الصلة