آراء


احمد عودة

دعونا نتعلم الطبخ!

10/12/2019

قد يبدو لك العنوان دعوة لكتابة وصفة لتعلم اكلة او طبخة ما في ظل ما نعيشه من ثقافة جديدة في المجتمع لتناول الطعام تتماشى ونظام الحداثة، الذي بات سِمة العصر فنحنُ في عصر السرعة وكل شيء يكاد ان يكون جاهزا وحاضرا دون ابسط عناء، فاصبحنا نستهلك اكثر مما نُنتج نشتري البضائع كالملابس والاجهزة والاكل والشرب..الخ من الغير . ومن مساوئ ما افرزه العصر الحديث هي البلادة خصوصا تلك التي تتعلق في الفكر.
اصبح كثير من الناس لا يبذل اقل جهد في التفكير لابسط معلومة او فكرة او إبداع فصرنا نسلك البسيط والجاهز والحاضر فتبلدت وضعفت عقولنا وجَمُدت افكارنا وقل إبداعنا!. فرحنا نتعود على السياسة والفكر والدين المُعد والمطبوخ مسبقا وكإننا جُبِلنا على ما هو جاهز فقط دون ادنى جهد او عناء. 
الحياة لغوب ومكابدة فتحقيق الغايات لا يأتي الا بمثابرة وجِد وحزم وصبر، لماذا بدأنا نُفضل ما هو جاهز؟ ما هي الاسباب التي دعتنا لهذا الضعفِ و الكسل؟ هل جلست مع نفسك ايها القارئ العزيز يوما وطرحت هذا التساؤل؟ استميحك عذرا لن اخوض في اسباب هذا الضعف وسأترك لك هذه المرة عناء البحث لتجري عملية تمرين لعقلك.
رياضة العقل.. ربما يعتقد كثير منا انه بعد انتهاء مرحلة الدراسة يجعل من قدرة العقل على استرجاع وتخزين المعلومات الجديدة أقل، وهذا ما أثبتت الدراسات عدم صحته، حيث إن العقل البشري يمتلك قدرة كبيرة على التكيف مع ما هو جديد، ولكن هذا يستدعي القيام ببعض الإجراءات من أجل تحفيز الدماغ وتنشيط العقل وتقويته. ادعوك لتحدٍ وتمرين بسيط لما قلته جرب ان لا تكتب قائمة التسوق الخاصة بك عند ذهابك للتبضع.. حاول ان تتذكر فقط!.
إبداعنا وفكرنا ايها الاصدقاء هو سلاحنا وقوتنا في غمار الحياة فأهم سلاح يُرهب اعداء الشباب العراقي اليوم هو فكرهم وإبداعهم، فاعدائنا يحذرون ويخافون اشد الخوف من ان نفكر ويحاولون ان يقدموا لنا الفكرة جاهزة ومطبوخة وحسب مزاجهم وحال لسانهم يقول "لا تزعجوا انفسكم في السياسة والاجتماع والاقتصاد والدين، ووو..  فنحن نقدم لكم الجاهز دون عناء". هل رأيتم كيف إنهم يستخفون بنا؟ الا يفجر فيكم هذا الاستخفاف إصرار وتحدٍ لهم لنثبت العكس.
اسفا اقول... تعود الكثير منا على السياسة والدين وعلى الفكر المطبوخ والجاهز ايضا الا يكفينا ما دُس لنا في طبخ بعض دهاقنة الساسة والدين من طبخ رديء وزهم.
ثورة اخرى.. ما احوجنا اليوم الى ثورة فكرية على انفسنا لنهز عرش الكسل والبلادة والقضاء على الافكار المستوردة وعلى الطبخ الخارجي كما هززنا عرش الفساد وخنقنا البضاعة المستوردة ورفعنا على عرش جديد بضاعتنا المحلية العراقية، فلا شيء الذ من طبخ تصنعه ايادٍ تعرفها.. هل تتذكر طبخ اُمك؟.
جميعنا اليوم مدعوّن لنفكر ونُبدع في مختلف المجالات لا ان نبقى على قيد المعاناة ففكرنا نور و (كل شيء سيهتز ان اهتز النور!) فانتم الامل وانتم صُناع الفكر والطبخات المحلية ايها الشباب... لذا ادعوكم لتعلم الطبخ!.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام