عبدالرحمن اللويزي
28/11/2019
بعد أن أخذت التظاهرات كل هذا الزخم الجماهيري ،بحيث أصبحت تشكل تهديداً حقيقاً للنظام السياسي القائم ،لماذا لا تستقيل الحكومة لتنفيس احتقان الشارع والحؤول دون المزيد من التصعيد ؟ سؤالٌ شغلني كثيراً ولم أجد له جواباً منطقياً ،لكن مع مرور الأيام ومن خلال متابعتي لمجريات الأحداث ،تمكنت من الخروج برؤيا تحليلية وجدت فيها جواباً افتراضياً قد يفسر تمسك بعض الكتل السياسية ببقاء السيد عادل عبد المهدي. ،فما الذي يدعو البعض إلى اعتبار سيناريو إستقالة عبدالمهدي هو أكثر خطورة من سيناريو استمراره، الذي يعني أستمرار التظاهرات مع كل هذا المستوى من التصعيد ؟ لو أفترضنا أن السيد عادل عبد المهدي قدم أستقالته غداً ،فمن هي الجهة التي ستكون مسؤولة من الناحية القانونية عن تكليف من سيخلفه في مهمة تشكيل الحكومة ؟ دستورياً ،سيكون السيد رئيس الجمهورية هو المعني بهذا التكليف ؛طيب لو أفترضنا أن السيد رئيس الجمهورية ،كان جزءً من (مؤامرة ) سياسية ،لمح إليها الشيخ قيس الخزعلي ،حين صرح بأن أحدى الرئاسات الثلاث ضالع في مؤامرة تستهدف النظام السياسي ؛ما هو الدور الخطير الذي من الممكن أن يقوم به رئيس الجمهورية في أنجاح عملية التغيير التي ستطيح بجهات سياسية محددة توصف بأنها قريبة من أيران وحليفة لها. إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنه بعد تشكيل الحكومة ،حصلت تصدعات كثيرة في بنية التحالفات السياسية التي شكلت الحكومة ،أدت الى اختلال أوزانها ،من حيث عدد النواب ،ماذا لو قام السيد رئيس الجمهورية باعتبار "سائرون" هي الكتلة الاكبر وطلب منها رسمياً مرشحاً لرئاسة الوزراء وحرر له خطاب التكليف بتشكيل الحكومة الجديدة ؟ هذا السيناريو سيضع تحالف الفتح ودولة القانون في زاوية حرجة جداً ،فإما التسليم بالاليات الدستورية التي ستعني إزاحتهم من الحكومة ؛أو التصدي بقوة لهذا السيناريو ،ذلك التصدي الذي لن يستبعد من حساباته خيار المواجهة المسلحة ،تلك المواجهة التي كانت قاب قوسين أو أدني إبان تشكيل الحكومة ،قبل أن يتمكن الطرفان من تفاديها ،بعد أن أتفقا على تجاوز موضوع الكتلة الأكبر ؛فإذا كان تحالف البناء قد تمسك وأحتج حينها بكونه الكتلة الاكبر ،بالنظر الى عدد النواب الذين تمكن من ضمهم إليه ،فهل أن كل أولئك النواب باقون اليوم تحت جناحه ،ومن سيضمن أن لا تلجأ سائرون الى ذات الاسلوب الذي اتبعه تحالف البناء في استمالة عدد من الكتل السياسية ،من خلال أغرائها بالمناصب وعلى وجه الخصوص (تحالف القوى) كل ما كتبته أعلاه هو من باب التحليل ،المعلومة الوحيدة التي حدثني بها أحد الاصدقاء والعهدة عليه فيما ذكر ،والتي تصب في جهود تفادي هذا السيناريو ،هي أن شخصية مؤثراً جداً أبلغت رئيس مجلس النواب بأن مصيرك مرتبط بمصير رئيس الوزراء ،فعليك الحفاظ عليه ،لأنه إن خرج فستخرجان معاً.
تنزيل التطبيق
تابعونا على
الأشتراك في القائمة البريدية
Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group