هادي جلو مرعي
25/11/2019
الحنين ليس هواية، هو جزء من حالة التعبير عن الرفض. رفض الحاضر المتفرد بعبثيته، وسوء سلوكه وعنجهينه، وكم الحقارات التي يحتفظ بها، ويرميها على رؤوسنا الخاوية إلا من تفكير مزعج، وصراخ لاينقطع ويدوم كأنه ملازم لنا، وعلى وفاق، بينما هو غير ذلك في الحقيقة. فليس له في خواطرنا من أهمية سوى إنه دكتاتور متجبر. الذين لايحبذون الحاضر لايحنون الى الماضي فقط بوصفه جميلا، ولكنه كان متاحا لهم فيه أن يعبروا عن رغباتهم وأمزجتهم، ولأنهم أبدعوا فيه ما لم يعودوا قادرين على الإتيان به، فالحاضر نتاج مراحل مرت، ولكنه حاضر زاخر بالمزيد من الإبداع والعبث والفن الهابط والسخافات التي يطلقها قياصرة الغناء الجدد الذين يوهمون العقل الجمعي التافه إنهم ممثلوه وقادته الى الرومانسية المتجددة. الممثلون كذلك، والفلاحون وكناسو الشوارع والمهندسون والأطباء والشعراء ورجال الدين والعاهرات وبنات الليل، وكل صاحب مهنة شريفة وعفيفة وسخيفة ووسخة ونظيفة. الجميع يحن الى الماضي، والبعض يحن الى الجلاد، والبعض يحن الى كم النفايات التي في رأسه، والبعض يحن الى أشياء سيئة، ولكنه يتصورها أجمل وأكمل، ولكنها في الحقيقة غير ذلك، فالماضي لم يعد يكلفنا أسئلة، ولا إلتزامات ولاقيودا، ولايتطلب منا أن نقدم المال. هو مجرد شيء عبر، وصار ذكرى، بينما الحاضر قد يكون جوعا، أو كارثة، أو فضيحة، أو حربا، أو نكاية، أو نفاقا، أو موتا يوميا، أو صراعا دائبا لانتحمل تكلفته، ولانقوى على تبعاته وعواقبه، ونحن نميل الى الأسهل، والأقل تكلفة من كل شيء. حن وآنا أحن وأنحبس ونه ونمتحن مرخوص بس كت الدمع شرط الدمع حد الجفن جفنك جنح فراش غض وحجارة جفني وماغمض يل تمشي بي وية النبض روحي إعلا روحك تنسحن هذه من روائع مظفر النواب الذي يحن الى ماض راح ولن يعود. ماض من العذابات والوجع، لكنه وجع مرخص له لأنه وجع لم نعد نتحسسه كما كان، بل لأننا ألفنا وجعا مختلفا. وسواء قادنا الحنين الى الماضي، أو كبلنا بقيود من الوجع، فنحن لانستطيع تغيير شيء، ونبقى نلف وندور وحسب.
5/11/2023
اليهود سرطان في جسد الكوكب
27/9/2023
الموت.. مناسبة لإلتقاط الصور والكذب.. فاجعة الحمدانية فليسقط الجميع
4/7/2023
إسرائيل في قائمة العار
25/6/2023
عاصفة إعلامية تنتظر السوداني
30/5/2023
قمة جدة إنعطافة تاريخية في العلاقات العربية
13/5/2023
تركيا تنتخب.. أين نحن في السياسة التركية؟
تنزيل التطبيق
تابعونا على
الأشتراك في القائمة البريدية
Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group