آراء


عبد الحميد الصائح

كيفما تكونوا

17/07/2018

عادة ما يُشْهَر هذا الحديثُ الضعيف البائس في مواجهة الشعب العراقي ، "كيفما تكونوا يولى عليكم" .
 ورغم ان الحديث ثبَتَ بطلانه شرعاً الا أنّ المنافقين  للحكّام الفاشلين والفاسدين والقتلة على مر التاريخ  يستخدمونه في نهاية كل تحليل لشؤون السياسة والحكم وما يحيطهما من جرائم وانعدام ضمير وذمة .
 بحيث أصبح جميع السياسيين والمقاولين وتجار الدين ناجحين وفاشلين بل حتى الناس يائسين ومتفائلين ، مهاجرين ومحاصرين ، يشتمون الشعب العراقي لانه "جبان متخاذل يصنع الطغاة" ، ويختمها بعبارة "كيفما تكونوا يولى عليكم ".
 كيف يحدث ذلك ، والعراق في الاقل خلال مايقرب مئة عام فقط حكمته خمسة انظمة لاتشبه بعضها ، بين الملكية والعسكرية والشيوعية والدينية والقومية والبعثية والاسلام السياسي ، وكل من قادتها فعل مافعل بهذا البلد وشعبه ، هل يعقل ان الشعب العراقي كان كل هؤلاء معا وان الله ولى عليهم هولاء لانهم  كذلك ؟! . 
العراقيون يتظاهرون لمدة 100 سنة ضد الاستعمار والأحلاف والمجاعات والفساد   ، يضحون من أجل بلادهم ، يدفعون الشهداء ، كرماء الى درجة الاسراف ، شجعان الى درجة الحماقة ، مفكرون فنانون، عشائرهم لديها قوانين ، تاريخهم يحفل بالقضاة والحكماء ،غيورون ، مبتكرون حرفيون يخافون على آل بيوتهم ،يربون أبناءهم أحسن تربية ، مشغولون بالهم العام ،مخلصون، إذا أحبوا احترقوا واذا كرهوا غضبوا واذا حزنوا غنّوا واذا اعترضوا على نظام قاطعوا انتخاباته الى نسبة الثمانين بالمئة ...
..فلماذا لم يولّ عليهم أحدٌ  كما هم هكذا!!
انها خدعة الحِكَم الجاهزة الجبانة التبريرية ، والمتناقضة عادة ، حيث تجد "أن الناس على دين ملوكهم " عكس " كما كنتم يولى عليكم ".وأن " وطنك من حملك "عكس "بلادي وان جارت عليّ عزيزة " وهكذا.
المشكلة الاساسية ان العراقيين كانوا اسرى للغرباء ولحروب  العقائد المستوردة  ، لادينهم من ارضهم ، ولا احزابهم الاساسية من بلادهم ،مطالبون بالولاء للغرباء دائما ، وخلاف ذلك فهم أهل شقاق ونفاق كما يقول الحجاج المجرم الشهير  اللقيط الذي جاء بسيف الباطل ليجز رقاب اهل هذه البلاد ..
المجد للعراقيين، لسكان هذي الارض الاصلاء الذين وضعوا القانون وانتجوا الملحمة والاسطورة والعلم والجمال والمعرفة .. والموت الابدي للقطاء الذين ينالون من جينات العراقي ويحاربونه ويستقوون بالاجنبي عليه بذريعة الدين أو الحداثة أو التفريط بالحياة والوطن ، تمجيدا للموت وسعيا الى الآخرة.وكيفما تكونوا تكونوا.انتهى29

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام