آراء


عبد الحميد الصائح

اتركوهم

09/07/2018

عبد الحميد الصائح
أي دعم حزبي للتظاهرات التي تحصل في العراق يُفسدها ،ويوفر فرصة ذهبية للسلطة لأن تتعسكر ضدّها بسهولة  . التظاهر و الاحتجاج في العراق لايحتاج الى ايديولوجيا أو ثوار أو مصلحين أو اولياء أو أحزاب ، دوافعه  واضحة جدا  الحق الصريح البسيط ، الكهرباء والفساد والمافيات السياسية ، يخرج العراقيون وأرواحهم على أكفهم في أعلى درجات القرف من الحال التي هم فيها .
القرف من العوز والبطالة وانعدام الخدمات هي الايديولوجيا التي تشعل التظاهرات واي التفاف حزبي عليها وركوب موجتها يحرفها عن تأثيرها وقوتها ومسارها.
اول التظاهرات الجدية في العراق اندلعت من قضاء الحمزة الشرقي في الديوانية عام 20014 ، سبب التظاهرات لم يكن لفصل الدين عن الدولة ، بل لايقاف المجاري والمياه الثقيلة من دخول البيوت ، وتوفير الطاقة بشكل معقول . ثم تبعتها التظاهرات بشكل واسع في البصرة وبغداد وواسط والناصرية والسليمانية ومحافظات اخرى ، لم يطالب المتظاهرون فيها ، بانهاء المحاصصة او الحكم العلماني او الغاء الحجاب بل كانوا يتساءلون بصوت واحد ( يادولة القانون وين الكهربا) وهو اخطر شعار في العراق حتى اليوم.
البيانات الحزبية وتحويل التظاهرات الى طرف سياسي وتقديم البعض ممثلين على شاشات التلفزيون ناطقين ومحللين ومطالبين وهم ذوات صبغة سياسية قتل التظاهرات وجعل الناس البسطاء ينسحبون الى بيوتهم وبايديهم فوانيسهم وأحذيتهم الممزقة التي رفعوها ضد المسؤولين الفاشلين الفاسدين ، لانهم وجدوا أنفسهم علمانيين وكفرة ! ومارقين ودعاة للدولة المدنية ! وانهاء حكم الاسلاميين ، لا هؤلاء لديهم القوة والدعم لهكذا رسالة معقدة ، ولاهم حصلوا على حقهم الواضح الصريح  .
المواطن الاعتيادي حين يحتج يمثل خطرا..لكن المواطن السياسي  اليوم سهل التعامل معه من قبل السلطات الحاكمة ، لانه سيدخل في دائرة الحوارات والتحالفات والاحتواء المزدوج ، وهذا ماحصل في المرحلة الماضية ..
اوقفوا البيانات الحزبية الداعمة للمتظاهرين الفقراء واتركوهم يواجهون مصيرا وجوديا في بلادهم المنهارة ، فهم لايبحثون عن مصير سياسي كما تصور المنظمات والاحزاب والشخصيات والكتل المشاركة في الحكومة ذلك، واذا أراد احد اقتراح منهج مغاير للنظام السياسي في البلاد ، فذلك موضوع آخر ، ليتجنب أولاً الحديث باسم المظاهرات لانه سيورط الناس ويورط نفسه معاً.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام