آراء


فرج دويج

الاسئلة الوزارية بين التسريب .. والتصعيب !

09/07/2018

فرج دويج 

أيام زمان حينما كانت الحياة بسيطة بساطة قلوب الفقراء  .. حينها كان الطلبة يريدون الاستعداد للأمتحانات الوزارية  منهم من يقرأ تحت عمود الكهرباء الواقع في الشارع العام وعلى ضوء مصباحه أو  الضوء الخافت للفانوس أو اللالة في أحسن الاحوال ومع هذا يشعر الجميع بسعادة وهم يستعدون لآختبار هو أشبه بالمعركة  لتكون المحصلة النهائية نجاح لايعرف التمايز الطبقي أو المناطقي ...في ذلك الزمان لم نكن نعرف المدارس الاهلية التي تعطينا ميزة النجاح المضمون شريطة الدراسة بها ولم يكن اساتذتنا يساومون على النجاح مقابل الدخول في دورات تقوية بملايين الدنانير ,, في ذلك الزمان لم تشهد المناهج الدراسي تغييراُ كثيراُ لتصبح مثل أجزاء مسلسل علم دار  ,,,  نعم في ذلك الوقت وعلى بساطة الحياة كان الطالب أسم على مسمى فهو طالب للعلم وليس طالب للهو وضياع الوقت وكان المدرس مدرساُ بدور الابوة الحقة ... في ذلك الوقت ايضاُ كانت الوزارة ليست مقاطعة تابعة لحزب ما أو جهة ما بل وزارة كل العراقيين بلا تمييز ؟؟أما اليوم فقد أجتمعت كل الظروف القاسية على ابنائنا الطلبة والتي تبدأ من البيت حيث الظروف الاقتصادية القاسية للعائلة والتي تقف حائل دون أن  يستطيع الطالب الدخول بدورة تقوية أو مدارس مميزه يضاف لها الانقطاع القاسي للكهرباء والذي بات معضلة ومشكلة صعبة الاصلاح ,,,واليوم وحين يتوجه الطلبة للمراكز الامتحانية التي قد تكون بعيدة عن منازلهم ليجدوا المركز عبارة عن معتقل مؤمن لدخول المعتقلين ليس الا وحين تفتح الاسئلة تكون طلقة الرحمة التي تطلق على آمال وتطلعات أكثرية التلاميذ فتجد الاسئلة  عبارة عن طلسم كتبه ( ريزخون ) بعناية فائقة ليضطر البعض من الطلبه لتسليم الورقة فارغة وطلب التأجيل ؟؟ كنا نتمنى من الوزارة أن يقوم بأعداد الاسئلة مدرسون من مختلف مناطق العراق ممن عرفوا بالامانة والصدق والنزاهة وفهم المنهج لتكون الاسئلة شاملة له ومستوفية للنظم والتعليمات التي تنص أن تكون الاسئلة متدرجة بين السهل والمتوسط والصعب  وملائمة للمستويات الدراسية للتلاميذ لا ان تكون لمستوى واحد فقط  ليكون ضحيتها غالبية الطلبه مما يدفع البعض للاساليب غير المشروعة ومنها البحث عن شراء الاسئلة التي تفننت جهات معينة بتسريبها لتباع كما تباع الاسلحة والاعتدة في الساحات العامة للاسف الشديد لتكون المحصلة الاف الضحايا من ابنائنا الطلبة والاف العوائل المنكوبة في حين ترى البعض قد خطف النجاح بلا كد او تعب وعلى ظهر الاشهاد لتصبح الحياة العراقية التضحية من الفقراء والمنافع والامتيازات لاصحاب العلاقات والاساليب الملتوية.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام