آراء


حسين الذكر

التزوير يطيح باي بصيص امل للإصلاح الرياضي

09/07/2018


بعد خمسة عشر عام من التغيير وتحت ظل الديمقراطية المزعومة التي تبؤأ اغلب قادة مؤسسات العراق الجديد فيها ومن خلالها المناصب العليا ، سيما ما نعنيه بالمؤسسات الرياضية من اندية ومؤسسات ووزارة قطاعية وغير ذلك الكثير مما عشعش وترعرع باسم وتحت عنوان المرض الديمقراطي الخطير الذي على ما يبدو انه غير لائق حاليا بمجتمعنا ويصعب التصديق اننا نعمل به لاسباب عدة تكمن بحداثة التجربة وغياب القوانين وضعف الإحساس المصلحي الوطني الذي غالب ما نراه خلف مصالح أخرى متعددة لكنها بلباس اضيق من قبيل الشخصية او الاقربائي اوتلك المصالح  المبنية على علاقات محدودة لا تبتعد عن دائرة الشخصنة مع كل ما فيها من قرارات عشوائية انية لم تبنى على أي قرار او راي صائب ، وهنا تبدو المهمة  عسيرة في كيفية تفكيك اوصال مرض خطير يجتاح الدولة ومؤسساتها التي تم السيطرة عليها بعنوان ديمقراطي وتتم فيها ممارسة الدكتاتورية باعلى سلطانها الذي يفرض على من يتداولها ويعمل بها ان يحصر كرسي رئاسة المؤسسة تحت قبضة اشخاص معينين ومن يدور بدائرتهم تحت عنوان الديمقراطية والهيئة العامة التي أصبحت اغلب ركائزها من الأقارب والأصدقاء و ان كانوا طارئين عن العمل الرياضي وعراة من أي تاريخ او انجاز رياضي ، لكن أصواتهم وقوتهم التي يدافعون بها عن سدة كراسي الحكم الرياضي تستدعيها ضرورة ملحة لبقاؤهم وتقريبهم وتزويدهم بكل ما امكن على حساب اهل البيت الرياضي ومنجزي العراق وكاتبي تاريخه وصانعي انجازاته الذين يعرفهم الجمهور ويتغنى بهم . والتجربة مريرة حيث ان اغلب نجوم الرياضة بكل عناوينها وكرة القدم خاصة اصبح النجوم منبذون مهمشون مبعدون يبحثون عن لقمة عيش كريمة لا يجدوها في بيتهم الذي بذلوا الغالي والنفيس لاجل بنائه على  اساس ان يبقى  طوال العمر لرياضي العراق واجيالهم الرياضية المتلاحقة ، لكن الطامة الكبرى وقعت حينما أصبحت المؤسسات اغلب المؤسسات رهينة بيد مجموعة معينة على حساب الجميع ولا يستطيع احد تحريكها او قلعها او مجرد دفعها الى امتار معينة بسبب نظام السلطة التائه بين الممارستين الديمقراطية الزائفة غير المهيء لها من قواعد الحكم الصحيح وبين الدكتاتورية المترسخة المتجذرة منذ قرون في اوصال المجتمع العراقي التي تقدم مصالحة الفرد على مصالح الوطن وجميع بقية افراده وهي لاتتوقع عن رفع كل الشعارات واقدسها لتحقيق مصالحها ، فيما نراها لا تتوان ولا تخشى احد باستخدام كل أنواع الأسلحة ضد المنافسين لغرض البقاء في المنصب الذي غدا عبارة عن مصالح متشابكة مع قوى قريبة أخرى تعمل معا وان لم  تظهر على  السطح ، لكنها تعبر عن صورة مصغرة لواقع عراقي نعيشه حقيقية وبدى يترسخ فينا شيء فشيء وهنا تكمن علته ومرضه وخطورته على المستقبل بعد ان اجهض محاولات الإصلاح وغابت الحلول التي لم نرى في الأفق إمكانية لتصحيح أي من مساراتها الخاطئة حد الاعوجاج .

 

التلاعب بالبيانات الى اين

في الوقت الذي يعيش وسطنا الكروي ازمة تداعيات انتخابات اتحاد الكرة التي تسيطر على الاخبار والمشهد وتبعاته في ظل غياب تسليط الضوء على بقية الاتحادات التي لا تعيش واقعا افضل مما يعنيه حال كرة القدم العراقية، الا ان الجماهير مرتبطة والاعلام بشكل اوثق وبمساحة أوسع مع كرة القدم لجماهيريتها العالمية ، في ذات الوقت المتاثر والمتفاعل بقوة وبامل التصحيح بكرة القدم التي كنا نامل ان يستفيد الاتحاد من أخطاء الماضي ويحاول وضع الاصبع على الجرح الحقيقي المتمثل بغياب التواصل الحقيقي بالبيانات الخاصة باللاعبين التي أصبحت اساس كل بلاء ، خاصة بعد تعطل دور الدولة نهائيا عن الملاحقة والمتابعة والمعاقبة واصبح في العراق تغير قواعد البيانات لا يتطلب الا دفع أموال معينة ، لا يستطيع احد من الاعلام او الرياضيين او الجماهير المحبة و حتى بعض المسؤولين الحريصين على سلامة النهج من الحد منه او وقف تداعياته لانه مرض مستشري  خطير وموثق وقوي ويتحرك بشكل جمعي مريب يلخبط العقول ويعيدنا الى اسئلة حبلى تبحث عمن يقف وراء التزوير ومن هو المسؤول عنه ومن هي الايادي الحقيقية التي تسهل مهامه مقابل مصلحة انية لبعض المتورطين فيه . خاصة بعد ان ابتعدت وزارة الشباب والرياضة ونات بنفسيها عن التصدي لهذا الملف الخطير الا مما نسمعه باعلام هنا وهناك من تصريحات تعبر عن مجرد اماني لا قيمة لها ولا تستند على واقع وخطط جذرية . كذلك فان الأولمبية العراقية الرياضية التي اسست من اجل إدارة ملف الأندية والاتحادات وكل الألعاب بما يضمن تحقيق الإنجاز الرياضي العالي وقد حددت الدولة لها أموال طائلة – وان كنا نراها لا تتناسب مع روح العصر  ويتطلب زيادتها – أصبحت تهدر تحت عناوين رياضية وتشتت هنا وهناك بلا فائدة تذكر وبلا انجاز حقيقي يرفع الراس ، فنحن غائبون عن الاولمبياد بلا انجاز منذ سبعين عام او اكثر فيما بطولات اسيا التي كنا نصول ونجول بانجازات  يرفع بها اسم البلد ونفتخر بها ، فيما اليوم غائبين واصبحنا متخلفين عن قائمة دول لم تكن بها رياضة فضلا عن البحث عن انجاز فيها وهي اليوم أصبحت تتقدمنا بركب طويل نحن نقبع في اخره .   

هنا تكمن علة العلل التي تعطلت قرارات الاولمبية او بالاحرى عدم قدراتها على عمل أي شيء ، سوى التصريح بل حتى التصريحات أصبحت خجولة محدودة لا تكاد تكون اكثر من دبلوماسية يفترض ان يتحدث بها المواطن العادي ، لا المسؤول الذي يتبوء مناصب عليا ويكلف الدولة ملايين الملايين من دولارات لم يعد فائدة من صرفها اذا بقى المنهج على ما له عليه . وقد لاحظنا مؤخرا كيف تم الاجتماع بالملاك التدريبي للمنتخب الاولمبي من قبل الأولمبية والاتحاد واصراهم بل رسمهم منهج تحقيق وسام في الألعاب الأولمبية الاسيوية المقبلة باي طريقة حتى لو على حساب بناء كرتنا وتنشئة اجيالها وحرمان أجيال أخرى ، الأهم ان يتحقق الإنجاز ويذر الرماد في العيون ، لذا فان  المدرب وملاكه المساعد اصبحوا ملزمين بضرورة اخذ لاعبين كبار سبق لهم اللعب مع المنتخب لسنوات عديدة بصورة صادمة للوسط الإعلامي والجماهيري والكروي في وقت يصرح الجميع ضرورة الالتزام بالاعمار واعادة النظر ببناء المنتخبات بصورة صحيحة لا تحرم جيل ولا ترمي المنتخبات العراقية باحضان جيل واحد فقط يرتبع على المنتخبات لسنوات طويلة . وهنا يجب ان نشير بان المدرب وحتى اللاعبين الذي يقال عن عمرهم كبير غير مسؤولين عما يحدث فانهم موظفين لدى مؤسسة اتحادية كبرى وينفذون قرارات عليا صادرة ، وان كنا نرى ان حتى الاتحاد ضمنا ومؤسستة الكبيرة ليست مسؤولة مسؤولية مباشرة بذلك ، وان كان دورها قاصر وخجول في محاربة التزوير لكن العبء الأكبر من المسؤولية تتحمله الدولة بكل مؤسساتها خاصة وزارة الداخلية والتربية وبقية المؤسسات المهتمة والمرتبطة وكذلك وزارة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة التي للأسف الشديد غابت وسكتت وابتعدت عن الميدان كانه غير ميداناه واصبحت تعمل تحت عناوين فضفاضة من قبيل مهرجانات دعائية لا اكثر ، فضلا عن تصريحاتها خجولة بافق ضيق وكانها جزء من مشهد اعلامي لا كمؤسسة تنفيذية عليها مسؤولية اتخاذ القرارات الكبرى والحد من مظاهر السوء وإعادة البناء العراقي الصحيح الذي يلزمها شرعا وقانونا وعرفا ومهنيا .

 

الأندية الرياضية أساس أي تطور وبناء خلاق

للأسف الشديد وبمرارة نقول ان اغلب الأندية العراقية التي أصبحت تصنف ضمن اندية الاحتراف مازالت بعيدة عن قواعد  عملها الصحيح وانتظار دورها الخلاق والبناء والمساهم في بناء رياضة البلد بسبب كون الأندية هي القواعد الصحية لانطلاق المواهب واي نجاح وتطور خلاق ممكن او منتظر لا يتم الا عبر هذه المؤسسات المعنية بالتنشئة والرعاية والمنافسة وتحقيق الإنجاز التي هي اس إنجازه ، ولا يمكن لدولة ما ان تبني او تتوقع التطور وتحقيق شيء ما ، دون ان تكون الاندية بوضع صحي قادر على اداء دوره الذي لم نراه في العراق لا حاليا ولا في المستقبل القريب والأسباب عديدة لا تنتهي باسباب انتخابية او هيئات عامة لا تفي بالغرض او حتى سيطرة بعض الافراد من زمن طويل ، هذه الأسباب حقيقية ومعروفة  وواضحة للعيان وكثر الحديث عنها ، لكنها ليبست العلة الرئيسية وحدها . فان الوزارة والاولمبية قصرت تماما في إيجاد  قوانين جديدة تتلائم مع روح العصر مع عدم وجود قوة تنفيذية قادرة على تنفيذ القوانين وجعلها تسير بالاتجاه الذي شرعت وسنت من اجله ، كما ان غياب الاموال اللازمة والرقابة الحقيقية القانونية الصارمة من قبل المؤسسات الدافعة التي كانت تعطي الأموال بالمليارات دون أي رقابة،  مما فتح الأبواب لكل طاريء للحصول على اكبر قدر ممكن من الفائدة المالية والمجتمعية والوجاهية على حساب اهل الرياضة الذين اصبحوا بخبر كان ولا يمكن ان تعود الأمور لنصابها ما لم تسن القوانين وتقوى الأجهزة التنفيذية ويدفع المال تحت عين الرقيب والمحاسبة والتدقيقي والمتابعة وتعدل الهيئات الإدارية  والانتخابية ووتطوير وبناء البنى التحتية وغير ذلك الكثير الكثير ما تحتاجه رياضتنا المجتمعةي والمؤسساتية قبل المحاسبة الفردية التي لاتسمن ولا تغني عن شيء ،  عند ذاك قد نتطلع ونتحدث عن انجاز وتطوير وعراق راقي يمكن ان نامله ونراه قريب ان شاء الله  .

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام