آراء

يمثل التخطيط الوسيلة الفاعلة لتحقيق التنمية المستدامة، ولم يقتصر على نظام اقتصادي محدد كان يكون اشتراكيا او رأسماليا او حتى في منهج الاقتصاد المختلط المعتمد في بعض ارجاء المعمورة.
ويمكن ان نقول انه اداة فاعلة لايمكن الاستغناء عنه في تحقيق وتنفيذ البرامج الاقتصادية، سيما ان دراسات الجدوى الاقتصادية تعتمد كليا على اسس برامج التخطيط في كافة مراحلها ومتطلباتها.
نحن في العراق لدينا وزارة للتخطيط تتمتع بتاريخ ترك بصمة واضحة وتعد من اهم الوزارات وتظم خبرات تخطيطية توصف بالمتمكنة وهي من الوزارات التي لازالت تعمل وفق النظام المؤسسي الناجح ولعل الاحصاءات والارقام التي تمتلكها وزارة التخطيط تكاد تكون من اهم مستلزمات رسم الخطط السنوية والاستراتيجية وهي بالتاكيد من الوزارات السيادية المهمة.
وبعد سنوات التغيير سعت وزارة التخطيط الى وضع خطط قصيرة الامد ومتوسطة المدى وخطط خمسية واستراتيجية لو طبقت لكان الاقتصاد العراقي بشكل اخر واكثر حيوية رغم جميع الازمات والظروف التي يمر بها.
فالخطط التي تم تبنيها تؤسس لبنى تحتية قوية لاتتأثر بالازمات انما تأثيرها ضعيف واقل وطأة على الاقتصاد العراقي.
ثم ان الارباك الذي حصل بتنفيذ المشاريع وخسارة مليارات الدولارات وضياعها كان بسبب عدم اعتماد خطوات التخطيط والخطط التي اسست لغرضها والتي بنيت وفق دراسات الجدوى الاقتصادية.
واليوم لابد ان نكون اكثر جدية ونعمل بوطنية للحفاظ على الاموال والوقت لكي نلحق بالركب العالمي وبخطواته المتطورة.
ولعل العراق يمر بمرحلة التوجه الفعلي للاستقرار الامني ان نعيد للتخطيط دوره القيادي في التخطيط لاعادة اعمار المدن المدمرة وفق سياقات الاولويات التي تؤسس لتنمية اقتصادية مستدامة.
‏ولاننا ننشد بلوغ التنمية المستدامة التي تبنى على مقومات متوفرة في العراق لابد ان نضع التخطيط اولا لكي نسلك مسارات النهوض الاقتصادي الفعلي والجاد.