آراء


عبدالهادي مهودر

لندا .. نيوز

16/03/2019

نيوزلندا دولة خارج نشرات الاخبار لكنها قفزت الى صدارة الاخبار العالمية فجأة بسبب مواطن استرالي عبث بأمنها وتسلى بقتل المسلمين في مساجدها بطريقة العاب الكومبيوتر القتالية ، ونيوزلندا الدولة الهادئة التي تقع جنوب المحيط الهادئ بعدد نفوس يبلغ خمسة ملايين نسمة ليس بينهم سوى خمسون الف مسلم اي بنسبة واحد بالمائة ، اي فئة قليلة وجدت لها قدما على ارضها البعيدة حين هاجر اليها مسلمون من الصين شكلوا اول وجود لهذه الديانة الوافدة .. ونيوزلندا لا يمكن ان يكون اختيارها كموقع لتنفيذ عمل ارهابي كبير نتاج تفكير فرد بسيط جاء من استراليا لينتقم  .. هو مواطن يكرهنا مثل مئات الالاف وربما الملايين من الاستراليين والاوربيين والامريكيين مثلما نحن نكرهم .. نعم نكرههم اذ لايأمن اي اجنبي على نفسه في بلاد المسلمين وغالبا ماتنصحهم سفارات دولهم بتجنب السفر لبلداننا وعدم الخروج الى مدننا ، فلا تستغربوا من الكراهية المتبادلة فهي واقع حال ، ولو اخذنا العراق مثالا فنحن دولة طاردة للأجنبي حتى اذا كان مستثمرا يبني ويعمر فهو متهم بسرقة نفطنا وترابنا الوطني وعليه ان يخدم ثم يرحل ، حتى العمالة الاسيوية الرخيصة غير مرحب بها رغم ان العامل الاسيوي يعمل وكأنه في بيت ابيه مقابل اجر رخيص ، ونحن لانعمل نصف ساعات العمل المقررة لنا وظيفيا ، وكمسلمين ( لم نقصر ) بزراعة بذور الكراهية في نفوس البشر من كل الاجناس وقبل ذلك زرعناها في داخل امتنا الاسلامية التي تكره بعضها بعضا وهي اليوم من اكثر الامم تفككا وتخندقا ، أمة مستهلكة للسلاح لاتحارب خارج حدودها الدولية وتأكل اكثر مماتنتج وتلعن الامم التي تطعمها وتصنع لها التكنولوجيا ، أمة لاتعرف عدوها من صديقها .. أمة مصدومة بماضيها وحاضرها لكنها ايضا اصابت العالم بالصدمة فالمسلم يهرب بنفسه ودينه الى الغرب ويعيش هناك افضل مما يعيش في بلاده ، ثم يلف جسده الشريف بحزام ناسف ليقتل من اواه ونصره ، لاتتصوروا ان هذا الجحود يمر بسلام فمثلما لدينا تشدد وتطرف لديهم تشدد وتطرف أشد ، وهم اصحاب نظرية الفعل ورد الفعل ، ونحن اصحاب نظرية البادي اظلم ، لكن من هو البادئ لاندري ، لا أحد يلقي اللوم على نفسه ، والمسلم والعربي خصوصا لايفرق بين حكامه ومحتليه الاجانب فكلاهما يحتل الوطن لنفسه وعائلته ويترك المواطن يعيش على بقايا الموائد ويجوع ليشبع الزعيم ويعيش الزعيم  ، وصدمنا انفسنا والعالم مرة اخرى بنموذج القاعدة  التي ولدت بحضن المخابرات الدولية حين رعتها ( امريكا الكافرة ) في حرب تحرير افغانستان من ( الاتحادالسوفيتي الكافر)  ،  ومن رحمها ولدت داعش النموذج الآخر  ، وهذا الخط الجهنمي هو الاخر تماهى مع مخطط تدمير هذه الأمة المفككة وتماهى مع بوصلة تحويل العدو في منطقة الشرق الاوسط بنظرية الدفاع عن المذهب التي ماتبناها مذهب اسلامي الا قضت على مذهبه ودينه وسمعته ، ونحن كمسلمين جربنا كل التجارب وخرجنا مثقلين بالجراح والهزائم الى درجة ان كل انتصار يحرزه المسلم شخصا كان ام دولة اسلامية هو هزيمة كبرى لأنه انتصار داخل الأمة الواحدة والبيت الواحد الذي يتقاتل به الاخوة على الارض والعرش والميراث .
لو فكرنا بنظرية المؤامرة فإن وقف الهجرة قد يكون هو الهدف الأبعد للهجوم الارهابي في نيوزلندا فهناك الكثير من التداعيات التي رافقت موجات المهاجرين الذين اجبرتهم ( دولة الخلافة)  على النزوح من بلاد المسلمين في العراق وسوريا وليبيا ، وقد يكون نتاج موجات الكراهية بسبب المتشددين الاسلاميين التي شملت كل المسلمين بلا استثناء الى درجة ان العربي والمسلم بات مستهدفا مرتين ، مرة من اخيه في الدين العربي والمسلم المتشدد ومرة من اخيه في الانسانية المواطن الغربي المتشدد حتى لو لجأ الى نيوزلندا او الحبشة ، فلم يعد للمهاجر المسلم مكانا آمنا ولا ملكا لايظلم عنده أحد.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام