|
صهيب علي
القارة البيضاء
12/03/2019
|
|
في الأمس وأنا اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وانظر الى شاشات التلفاز لم
أجد جمالاً وراحة نفسية وامتاع وابداع كما رأيت في الأمس، في الأمس حلقت نوارس
السلام فوق أرض السلام ورسمت أروع لوحات
الجمال حين قطعت الوصل الى خمسة أوصال، في الأمس تغنى العرب بكل العراق.
في الأمس
فتنت القارة الصفراء بالنوارس لتغير صفتها الى قارة بيضاء ولأن الأمر أكثر من مجرد
مباراة انه إثبات وجود فقد كان الدعم الجماهيري غير محدود والملاعب جميلة والمتعة
الكروية حاضرة ولا أقصد المبالغة حين أقول إنني رأيت إهتماماَ في مواقع التواصل
الإجتماعي من مصر والمغرب العربي إشادة بالجماهير والتنظيم ليتعدى الحدث حدود
القارة.
في الأمس قدم الحكيم درساً مجانيا من مدرسة الزوراء، في الأمس رأيت جمهورا
عراقيا كما اراه في كل مرة وكما يتفاجئ به العالم في كل مرة متعطشا لكرة القدم ولو
كان الأمر للجماهير لقدمت طلبا للفيفا بان تكون المباراة في العراق لمئة وثمانين
دقيقة ولأربعة أشواط فلا تكفي مبارة لسد عطشهم ولابطولة قارية تقام على أرضهم.
في
الامس أثبتنا إننا قد ظلمنا بجدارة واستحقاق من قبل الإدارات المتعاقبة على
الإتحاد الآسيوي ولازلنا نعاني من الظلم حين تكون المشاركة مقتصرة على مقعد ونصف
وقد رأينا كيف تعامل الإتحاد الآسيوي مع هذا النصف عندما جعل الجوية بطل كأس
الاتحاد الاسيوي لثلاث مرات متتالية يلعب مباراة تأهيلية واحدة وعلى أرض الخصم
وبين جماهيره.
في الأمس أدان الإتحاد الآسيوي نفسه بنفسه حين وقع على حرمان انديتنا
ومنتخباتنا طوال سنين عجاف وأثبت انه حرم الجمهور الاسيوي من هذه المتعة طوال تلك
السنين لم يكن فوز الزوراء في الأمس وليد اللحظة بل انه إثبات لعلوا كعب الكرة
العراقية وإلا لما تعادل الزوراء مع ذوب آهن الإيراني في إيران والكل يعلم قوة
الفريق الإيراني وبالرغم من إن أوضاع الزوراء لم تكن ترضي محبيه ولاغيرهم خصوصا
بعد استقالة أوديشو إلا انه عاد ومن البوابة الكبرى حتى بعد تسنم شاكر الإدارة
الفنية للنادي لم يتوقع القاصي والداني هذا الاداء والفضل هنا يعود للاعبين اولاً
لأنهم انتشلوا أنفسهم من الضغوطات الإعلامية والجماهيرية بعد التراجع في سلم ترتيب
الدوري ولحكيم شاكر الذي قدم للاعبين دعم معنوي وتحفيز قل نظيره خلال فترة وجيزة
بل انها تكاد تكون قياسية أعاد لهم ثقتهم بأنفسهم أما الكرنفال الذي احياه الجمهور
من المدرجات فبأختصار لايمكن وصفه ولاتصنيفه وأخيراً بعد مارأيته في الأمس يمكنني ان
أتوقع ذهاب الزوراء أبعد من المتوقع في دوري أبطال آسيا خصوصاً إذا ما وفرت
الإدارة الظروف الملائمة للجهاز الفني واللاعبين.