آراء


نعيم عبد مهلهل

الليلة ذكرى منذر السنوية

26/01/2019

تسعة سنوات مرت ، هي الدهر كله يا منذر ، منذ اخر عناق وداع وانت تذهب الى حلب مدربا الى احد انديتها وحتى هذه اللحظة يشكل الفراق تقاسيم ناي حزين فيه نحيب أمك وابيك واخوتك وزوجتك واطفالك ومحبيك ومعجبيك ..والعراق كله...
منذ علي شناوه ... الراحل مبكرا ..في كل سنوية يتوهج شمع ذكراك وتتقافز في سماء الناصرية وبغداد نوارس ابتسامتك الجميلة .
الآن الابتسامة خضبت بدماء السيارة المفخخة . فلعن الله الزرقاوي لأنه ابعدك عنا أيها الطيب في اراجيح الذكرات طيف مودة البيت وذكرياته .
تحسين ، باسل ، مصطفى ..والهوى عند حلم الرحيل ما غير كانوا يتوقعوه .
ولكن الله ما شاء فعل ....
يا صاحب الرحيل المُر تمرُ غدا واحدة من ذكريات حزن مدينة المدينة مع رحيل أبنائها المبدعين وترتدي قميصا الأسود وتعيد نحيب الامهات والاهل والاحبة في فقدان وجه تعلمت منه الطيبة والانتماء الى طين سومر والبساطة وفكاهة الفم والروح ، حين غدرت السيارة المفخخة بصديقنا الرياضي مدرب ولاعب المنتخب الوطني ( منذر علي شناوه ).
مات منذر شهيدا وهي يجلس في غرفة مكتبه في فندق بابل حيث عملا مديرا فيه بعد عودته من غربة مؤقته في سوريا ، ويبدو أن قدر منذ مكتوب أن يكون ضحية ارهابي عفن لا يفرق بين البشر سوى برغبته لقتل المزيد من الابرياء.
منذ علي شناوه برئ الرياضة وشهيدها ، فارقنا في لحظة كنا نحتاج منه المزيد ليطور في الرياضة السلوية الكثير ، لكن المنية اختارته ليصنع مع احلامه ودموعه وخططه مع نادي الكرخ السلوي ويعتلي حمامة السماء ، يجلس على اجنحتها ويفتح بوابات الضوء في الجنان الخالدة شهيدا.
منذر علي شناوه التي تمر الذكرى السنوية لرحيلة . تمنحنا شهية الاستذكار لعطر تلك الوردة الرياضية البيضاء بصاء اجفانها ونبض قلبها وسمر حديثه في كل محطات الذكريات .
الآن استذكرك مرة اخرى واغسل بدموعي تلك البراءة الجنوبية التي تلون صورتك الجميلة وتضيء كل مسافات الحنين على ارصفة شارع الحبوبي في الناصرية او على مدرجات نادي الجزائر والقاعة المغلقة.
التحية لك في ذكراك وعليَّ أن استذكر اخر مرة سكنت اجفاني اجفان منذر علي شناوه صديق المدينة والبيت والذكريات هو في نادي الشباب في مدينة دمشق كان معنا الاخ عدنان الشريفي الملحق التجاري العراقي بدمشق والاستاذ ابراهيم مصطفى جمال الدين القنصل في السفارة العراقية والصديق السيد امين خلف البكاء ،وكان وقتها قد فكر الاستقرار بسوريا بعد ان شعر بأن الأمن في بغداد لم يكن مستقرا .وحينها حصل على عقد لتدريب نادي حلب بكرة السلة والذي يلعب في الدرجة الاولى .وبالرغم من هذا فقد كان حنينه كبيرا الى بغداد والتي يحبها بشكل عجيب .ففيها صنع ذكريات شبابه السلوي وانتصاراتها وتألقه كواحد من الاسماء القليلة اللامعة التي في تاريخ كرة السلة.
ولهذا لم يطل المقام بمنذر علي شناوه وعاد الى العراق .وسبحان الله كنا عندما نحدثه عن الموت وهو شخص معروف واسم رياضي قد يناله آذى ما .كان يبتسم ويقول :اي يكن فبغداد الهواء الذي اشمه .ويوم في الناصرية يعني يوما في الجنة .
انتحاريو تفجيرات فنادق بغداد الكبرى ظهيرة 25 كانون الثاني 2010 قتلوا منذر علي شناوه ، قتلوه ليس بقصد انما هو من ضمن الكم الهائل من الابرياء الذي يقتل في كل مزاجٍ انتحاري عفن ...فيتحول هذا الرياضي النبيل الى جثة هامدة عرفت ان قدرها مع الموت يتساوى بالكم والعاطفة والوجدان مع حبها للرياضة وليل بغداد والناصرية .
الدمعة لك ايها المنذر الطيب .الوردة لك .ولك الم الضلوع وبكاء ليل دجلة وفرات الناصرية ...
هذا رحيل مخطط له وانت تعرفه جيدا ولكنك كنت تقبل التحدي وهذا هو ثمنه ...
لم يعد لي معك طاولة وشاي وسحلب وزُهورات واركيلة وذكريات الزمن القديم ..زمن الحبوبي .وبطولة شباب اسيا في الفلبين .وايام المنتخب الوطني والتهديف من تحت السلة ..
ذهبت تلك الشجون كلها عندما تستذكر رحيلكّ الناصرية غدا ...
تشيعك بدمعها وغرامها والذكريات ..
الجنة مثواك .ولنا ان ننتظر في هذا الوطن المطعون من الخاصرة ننتظر فقداناً اخراً واملاً اخراً ...وقصيدة حب اخرى .!

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام