هادي جلو مرعي
16/12/2018
يحتفل العالم زورا وبهتانا من خلال إستذكار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948 والذي دعا الى تأمين تلك الحقوق في العالم بأسره. 69 عاما مرت على ذلك الإعلان الذي كان الدافع للمهتمين بإصداره ماجرى على البشرية من ويلات جسيمة أدت الى مقتل عشرات الملايين من البشر، وتدمير المدن، وحرق البيوت والمزارع، وهتك الإنسانية في المعمورة دون رحمة، أو تردد، ووصل الأمر بالولايات المتحدة الى أن تقوم بإلقاء القنابل النووية على رؤوس المواطنين العاديين في مدن هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين اللتين تعانيان حتى اللحظة من آثار مروعة للقصف الذي مورس ضدهما. وطوال عقود تلت ذلك الإعلان فإن العالم مر بحروب وكوارث بيئية وطبيعية مروعة، وصار الإعتداء على الطبيعة أمرا عاديا مع التطور التقني والعمراني وسعة وإمتداد الحضارة حيث جرى جرف ملايين الهكتارات من الأراضي، وحرق الغابات في بلدان عديدة، ولوثت مياه البحار والأنهار، وجفت بحار وآبار وبحيرات، وقلت نسبة الأمطار، مع إزدياد مساحات التصحر، صاحبها جفاف غير مسبوق، وهلاك لأنواع من الحيوانات التي إنقرضت نهائيا، بينما زادت المصانع والمعامل من نسبة إنبعاث الغازات السامة، وإرتفعت تبعا لذلك حرارة الأرض، وأخذت الجبال الجليدية بالذوبان، وإرتفعت الأصوات المحذرة من كوارث طبيعية قادمة تتمثل بفقدان شبه كامل لمساحات كبيرة من الأراضي، وتلوث بيئي خطير، وظهور أنواع من الأمراض لم يكن متوقعا ظهورها بهذه النسبة المخيفة، خاصة مع الإستخدام المفرط للأسلحة المحرمة، والمواد الكيمياوية القاتلة. في المقابل فإن الإنشغال بهذه المشاكل العالقة والمتصاعدة لم يترك مساحة للإهتمام بالقضايا اليومية التي تستمر من خلالها حياة الناس، وتتواصل طموحاتهم، وهم عرضة للحروب والموت والجوع والعطش والمرض بسبب السياسات الخاطئة، وكميات كبيرة من النفايات التي لايتم معالجتها بطريقة علمية، وتسبب الأمراض والأوبئة، وفي العراق يفتقد المواطن العادي الى الخدمات الطبيعية، ولايحصل على حقه في التعليم والتربية والإتصالات والرياضة وخدمات الماء والكهرباء والبيئة النظيفة والصحة والعمل، والطرق والجسور وحرية المعتقد وإمكانية التعبير عن الذات والمشاركة الحقيقية. لاتتوفر كل تلك الحقوق للأسف ويعاني الناس من أزمات متصاعدة ومشاكل وسياسات خاطئة وفساد مستشري لايمكن تجاهل مايسببه من مشاكل وضعف وإنهيار للبنية الأساسية للحياة. ورب قائل يقول، عن أي حقوق تتحدثون، وإنكم جميعا قريبا لهالكون؟ وربما كان الإهتمام بحقوق الخرفان أجدى فنحن متنازلون عن حقوقنا.
5/11/2023
اليهود سرطان في جسد الكوكب
27/9/2023
الموت.. مناسبة لإلتقاط الصور والكذب.. فاجعة الحمدانية فليسقط الجميع
4/7/2023
إسرائيل في قائمة العار
25/6/2023
عاصفة إعلامية تنتظر السوداني
30/5/2023
قمة جدة إنعطافة تاريخية في العلاقات العربية
13/5/2023
تركيا تنتخب.. أين نحن في السياسة التركية؟
تنزيل التطبيق
تابعونا على
الأشتراك في القائمة البريدية
Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group