|
أياد السماوي
جيراننا بغوا علينا
28/11/2018
|
|
حرب
أسعار النفط لا تقلّ تدميرا عن حرب داعش ...
لم
تكتف مملكة الشّر والقتل السعودية بحربها ضدّ العراق واليمن وسوريا وليبيا , وقتلها
الملايين من شعوب هذه البلدان سواء كان ذلك بشكل مباشر كما هو حاصل الآن في الحرب العدوانية
الظالمة على الشعب اليمني الشقيق , أو بشكل غير مباشر من خلال نطفتها القذرة داعش التي
نمت وترعرعت في رحم السلفية الوهابية , ذلك الرحم النجس الذي أنجب القاعدة والنصرة
وكل التنظيمات الإرهابية في أفريقيا وآسيا , فلم تكتف مملكة الشّر والقتل بالتدمير
الذي ألحقته في هذه البلدان المسلمة دون أي سبب سوى نزولا عند رغبة الاستكبار العالمي
والصهيونية شقيقة الوهابية الكافرة في تدمير كل البلدان المعادية للاستكبار والصهيونية
, فها هي مملكة الشّر والقتل تستكمل مخططاتها وحربها المعلنة وغير المعلنة على العراق
وإيران وباقي دول العالم المنتجة للنفط من خلال إغراق السوق العالمية بالنفط الذي يشّكل
المورد الأول والرئيس في واردات بعض الدول مثل العراق , فقيام السعودية بإغراق السوق
العالمية وزيادة انتاجها من النفط الذي بلغ حوالي 12 مليون برميل يوميا , قد ادّى إلى
خسارة العراق لأكثر من مئة وعشرون مليون دولار يوميا , أي لأكثر من ثلاثة مليار وستمئة
مليون دولار شهريا , أي ما يعادل ثلث إيرادات عائدات النفط العراقي , وهذا الانخفاض
في الإيرادات ستكون له حتما آثارا وانعكاسات مباشرة على دخل الفرد العراقي والمستوى
المعاشي والخدمات والتنمية في العراق , وسيؤدي إلى عجز إضافي غير العجز المخطط في الموازنة
العامة , فحرب أسعار النفط لا تقلّ تدميرا للعراق وشعبه عن حرب داعش , والإنسان العراقي
هو المستهدّف في هذين الحربين القذرتين , سواء كان ذلك بالقتل بالمفخخات أو بالقتل
من خلال تدمير الاقتصاد العراقي .
وما
تقوم به مملكة الشّر والقتل السعودية هي حرب غير معلنة ضد العراق وإيران وشعبيهما إرضاء
لأمريكا كي تغض الطرف عن جريمة قتل جمال خاشقجي التي هزّت الضمير الإنساني , فليس مهما
عند السعودية المجرمة أن ينهار اقتصاد العراق وإيران ويجوع شعبيهما , وليس مهما أن
تسرق أمريكا أمريكا واردات الشعوب المنتجة للنفط , المهم أن يدّمر اقتصاد العراق وإيران
تحقيقا لرغبة أمريكا وإسرائيل وضمانا لعدم ملاحقة بن سلمان بجريرة قتل الصحفي السعودي
جمال خاشقجي , بالمقابل ما هي ردّة فعل حكومة العراق على هذه الحرب غير المعلنة التي
تشنها مملكة الشّر والقتل السعودية على العراق وشعبه ؟ وما هو موقف أصدقاء السعودية
والمنادين بالعمق العربي بعد هذه الحرب الاقتصادية المدّمرة ؟ هل لا زال هنالك من يشّك
أن السعودية هي منبع الإرهاب والقتل والفكر الظلامي ؟ هل يحق لنا ان نقول جيراننا بغوا
علينا ؟؟؟ .