آراء


محمد عبدالجبار الشبوط

نحتاج ١٢ سنة دراسية

20/11/2018

محمد عبد الجبار الشبوط
التخلف، اي الخلل في #المركب_الحضاري، يحتاج الى نهوض حضاري لمعالجته.
وعيوب التاسيس تحتاج الى حلول سياسية تاسيسية لمعالجتها.
ويمكن ان تنطلق العمليتان معا ابتداءً من الصف الاول ابتدائي  وانتهاء بالصف السادس ثانوي. اي ١٢ سنة دراسية كاملة تكون ثمرتها بناء جيل حضاري جديد.
ويمكن ان تنطلق العملية التربوية اعتبارا من هذه السنة، رغم مرور اشهر على بدئها لتنتهي عام ٢٠٣٠ لنحصل في ذلك العام على جيل جديد يشارك لاول مرة في الانتخابات البرلمانية في ذلك العام. ولذا يمكن للفاعلين السياسيين، احزابا وافرادا، ان يخططوا منذ الان لتلك الانتخابات. قبل ذلك، ستوجد اجيال معدة جزئيا في انتخابات عام ٢٠٢٢ وعام ٢٠٢٦. يمكن ان يعد الفاعلون السياسيون خططهم الانتخابية على هذا الاساس.
البلاد بحاجة الى جيل من المواطنين الفعالين الاعمق وعيا والاوسع ثقافة والاكثر شعورا بالمسؤولية- جيل يؤمن بالمواطنة والديمقراطية والمؤسسات والقانون والعلم الحديث، جيل يؤمن بالدولة الحضارية الحديثة. ويتلقى هذا الجيل القيم الحافة بالمركب الحضاري ويتخذها مؤشرا للسلوك ازاء عناصر المركب الحضاري الخمسة.
يمكن ان يتحقق ذلك اذا اضافت وزارة التربية الى مناهجها ومقرراتها فقرات تتضمن بناء المواطن الفعال الصالح وتنشئته تنشئة سياسية حضارية يكون اولى ثمراتها ظهور ناخبين على درجة عالية من الوعي السياسي.
ويمكن ان يشكل رئيس الوزراء اللجنة العليا للنظام التربوي الحضاري الحديث للاشراف على تنفيذ هذا المشروع على ان يكون اعضاء هذه اللجنة من الخبراء التربويين المؤمنين بفكرة الدولة الحضارية الحديثة، ولا مانع من الاستعانة بالخبرات الدولية في هذا المجال. ومن الضروري ابعاد هذه اللجنة عن الصراعات السياسية الدائرة الان. ويكون من الافضل ان يعمل اعضاء هذه اللجنة بصفة متطوعين بدون راتب او اجر مادي.
نحتاج ان ينطلق المشروع في وقت متزامن في كل المراحل الدراسية هذا العام. وهذا يعني اننا سنشهد في كل عام تخرج وجبة من الطلاب تلقوا جزءً من التربية الحضارية الحديثة. وسوف تتراكم هذه التربية حضاريا كل سنة وصولا الى عام ٢٠٣٠ حيث نحصل على طلاب تلقوا التربية الحضارية على مدى ١٢ عاما وبصورة منهجية تراكمية. وسيكون هؤلاء بالملايين من البشر. هذه اكبر عملية تغيير ثقافي وسياسي يشهدها العراق. كان ينبغي ان تنطلق هذه العملية عام ٢٠٠٤ لتصل ذروتها عام ٢٠١٦ كما دعوت ذات مرة. لكن سلطة المكونات كانت في شغل شاغل عن هذه المهمة الوطنية الكبيرة.
في البداية لا نحتاج الى احداث تغيير جذري في المناهج، لكن نحتاج ان يتلقى المعلمون والمدرسون توجيهات واضحة في كيفية تربية طلابهم تربية حضارية حديثة.
وسيكون من المهم جدا تشييد مبانٍ مدرسية حديثة على غرار مدينة بسمايا. كما سيكون من الضروري تخصيص مبالغ بنسبة معقولة للتعليم في العراق اسوة بما تفعله دول متقدمة.
والمدارس الاهلية داخلة في هذه المبادرة وعليها ان تتبنى مفرداتها.
وكذلك ينبغي الاستفادة من النشاطات اللاصفية لتمرين الطلبة على مفردات القيم العليا الحافة بالمركب الحضاري وعناصره الخمسة، وبقية ضوابط ومؤشرات السلوك الحضاري والوطني.
ويمكن ان يُسهم علماء الدين في اشاعة ثقافة متنورة تساعد على ترسيخ القيم الحضارية في اذهان الناس وخاصة قيم العمل والعلم والتعايش وقبول الاخر والاعتدال والتسامح والتعاون والمشاركة السياسية وبقية مفردات الحياة في ظل واطار #الدولةالحضاريةالحديثة.
وكذلك بمقدور منظمات المجتمع المدني المشاركة بهذه الحملة التغييرية والتربوية الكبرى من خلال اقامة ورش تدريبية وتعليمية للشباب في ذات المرحلة الزمنية المستهدفة.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام