آراء


حسن علي خلف

السيد عادل عبد المهدي .. وتفرق السبل

12/11/2018

تحت ضلال الانحدار الحضاري الذي استحكمت مغاليقه على العراق ، والذي اضحى بموجبة في ذيل القائمة من بين امم العالم المتخلفة الفاسدة . وبعد شروط وضعها عبد المهدي حال تكليفه بتشكيل الوزارة . وبرنامجه الطموح الذي وصفه احد (الضالعين في الفساد ) بان ماركس وانجلز يعاضدهما نهرو وتيتو وضهيرهما روزفلت لما استطاعوا تنفيذ هذا البرنامج ( وذلك الضالع في الغي والفساد ) معذور قطعا ، لانه فاقد الشيء فلا يعطيه . اقول في هذا المفترق من الطرق التي احلاها ، مر ، كون الطريق الرئيسية تفضي الى ضياع العراق وتمزيقه اذا استمر الحال على ما هو عليه قبل عبد المهدي ، والثانية تفضي الى الركود والمراوحة في جو سياسي خانق يفوت الفرص على تقدم البلد وشعبه .. وطريق ثالتة تحبو بخجل نحو مدارج الرقي والتقدم .. وهناك الالاف من يضع العصي في حلقات دورات عجلاتها ، اذن هي السبل المتفرقة ، ترى اين الخلل ؟ . فمعلوم ان هناك نهج يبدوا مُسْتَحْكِمٌ وراسخ في سياسة النظام القائم المتمثل في قوى الإسلام السياسي الحاكمة ، والتي من الصعوبة بمكان من أن يتخلص عبد المهدي من هيمنة هذه القوى .كونهم يصرون على إبقاء نهج المحاصصة والطائفية السياسية وحكومة المكونات وبالضد من حكومة ودولة المواطنة ، ويشكلون جدارا بوجه سياسة الإلغاء والتهميش واحتكار السلطة ، التي وعد بها عبد المهدي قبل تكليفه . ويرسخون بكل الوسائل والسبل ،عدم الاعتراف بالرأي الأخر وخاصة اذا كان مخالفا لتوجهاتهم التي تفضي الى تغليف عملهم باطار ديني ، وتكريس ثقافة الدولة الدينية كما افترضوها عبر السنوات الماضية ، ويعلم عبد المهدي قبل غيره ان هذا النهج المعادي لدولة المواطنة وللديمقراطية وللحقوق والحريات والتحضر وللثقافة وللمرأة وللفنون والابداع لا يمكن له أن ينتج دولة ناجحة وان برنامجه سيظل محض خيال . وانه يدرك المخاطر التي سيقدم عليها ، لذلك اعتذر عن عدم قبوله بترشيح اسمه لمنصب رئيس الوزراء باديء ذي بدء ، ليعود ويقبل المنصب بعد اشهر قليلة ، إذ جاء رفضه مبررا لوجود عقبات تضعها امامه القوى السياسية التي لا تريد الوقوف ومواجهة الفساد ، وتقف عائقاً امام دولة المؤسسات ، او انه هكذا كان يرى . ولم تغره ابدا التصريحات النارية التي تعد بمحاربة الفساد ، رغم تشكيل الهيئات المخصصة لمكافحته ، وربما كان يعلم ان ضغوطا هائلة ستمارس ضده ، تحت شتى المسميات ، والتي منها ذريعة الاستحقاق الانتخابي او الكتله المميزه .. والعراقيون قبل غيرهم يعرفون كيف جرت الانتخابات وكيف منعت المفوضية واستبدلت بعدد من القضاة … الخ . وفعلا تكشفت النوايا وراح البعض في السر يمارس الضغط السياسي عليه ويهدده برفع الثقة عنه في حال لم يقبل بمرشحيه ، وهذا الفعل سبب مفاجأة وخيبة أمل للعراقيين ، الذين كانوا يعتقدون قيامه ببناء حكومة تحقق طموحاتهم المشروعة ، لذلك فان امام عبد المهدي تحديات كبيرة وصعبة ، والتي ستضعه امام ضغوط الكتل السياسية ، الى جانب كونه لا ينتمي لاي جهة معلنة على الاقل ، يراهن على دعم الخيريين من ابناء شعبه وهم الكثرة والحمد لله ، لذلك هو حاليا عرضة للتجريح والاستهداف او الاقصاء والاقالة . كان ذلك جليا من خلال تشكيله كابينته الوزارية والعقبات التي وضعت في طريقها .
وخاصة من اشتراطات الكتل السياسية في السرحول المحاصصة ، داعمين حكومته التي ينبغي ان تولد قوية في العلن ، مما يضع الحكومة أمام أحتمالية الانهيار والفشل .
كون الخيارات المتاحة امامه قليلة جداً ، والانكى من ذلك تعطيل الشروع باصلاح الملفات المهمة التي أهمها الملف الامني والذي يتطلب رؤية كاملة واستراتيجية في نفس الوقت ، الى جانب الملف الاقتصادي الذي يمثل مفتاحاً لجميع الملفات الاخرى . وايضا ان محنة السيد عادل عبد المهدي تكمن في اصرار الكتل والكيانات والضغوطات الدولية على فرض وزراء من لون واحد وفي نطاق فلسفتهم وثقافتهم وعبر دائرتهم وما يدينون به وخارج اختياراته .. التي وعد ان تكون حكومة الاقوياء .. ، وهذا بحد ذاته يؤكد ما اشرنا اليه وهو المراوحة والبقاء في المحاصصة عينها التي جَلَبَتْ الشرور لشعبنا والويلات والكوارث ، وادت الى تخلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية كافة ، وهذا يؤكد للعراقيين بأنهم سيستمرون في الطريق المظلم الخطير والمميت . وهذه لعمرك مآزق لا يتخلص منها السيد عبد المهدي الا بطريقين اولهما الاعتماد عل شعبه مباشرة وهو حتما ظهيرة القوي وسيستجيب له اذا طلب الاحتكام اليه للنظر في نوايا المفسدين .. وساحات الاعتصام والتظاهرات تشهد بذلك وقادرة على تمكنه من اتمام برنامجه الطموح .. او الخروج من هذا المأزق والوقوف امام الجماهير وترك المحاصصة والمفسدين وفضحهم .. وسنرى ايهما المنتصر .. والحياة دائما للشعوب وليست للفاسدين سيما وبرنامجه فية فسحة واسعة للثقافة والمثقفين وصروحها ومعالمها وشخوصها التي هي الركيزة الأساسية والوجه الحقيقي لكل بلد ، والحمد لله رب العالمين .

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام