علي البيدر
12/11/2018
بالأمس وانا اقلب موقعي التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر شاهدت الكثير من ردود الافعال حول تفاعل الدكتور (عادل عبد المهدي) رئيس الوزراء مع الفنانة (شذى سالم) ردود الافعال هذه التي تراوحت ما بين مؤيد متطرف ومعارض اشد تطرفا توحي لك بأن الرئيس قد دخل في المحظور او خرق نصا دستوريا يودي بالبلاد الى متاهة اعمق من تلك التي تسير فيها, ما اريد قوله وليس من باب الدفاع عن دولة الرئيس في ردة فعله الاخيرة تجاه مصافحة النساء, ان الدكتور (عادل عبد المهدي) نشأ في عائلة عشائرية ودينية عميقة ملتزمة بكل الاعراف والقيم التي منحتها لها تلك البيئة الامر الذي جعله يسلك هذا السلوك مع الكثير من الشخصيات المجتمعية النسوية في البلاد, ثم ان بالامكان ان تكون السيدة (شذى) هي من امتنعت عن تقديم يدها للمصافحة لذلك كانت ردة فعل الرئيس بهذه الصورة؟ وبعد بحثي الطويل في ارشيف الرئيس وجدت له الكثير من الصور والفيديوهات التي تضم مصافحته للعديد من الشخصيات النسوية ابرزها كانت مع وزيرة الخارجية الاميركية (كونداليزا رايز) وغيرها الكثير, السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل ستحل جميع مشاكل العراق عندما يصافح الرئيس احداهن؟ حتما سيكون الجواب بــــــــلا كبيرة , وان كانت كذلك لوجدنا الرئيس لا يكتفي بمصافحة من تقابله من النساء بل يتجاوز ذلك حتى التقبيل او يذهب ابعد ان رأى في الامر ضرورة قصوى او مصلحة لوطنه, ان المهمة التي وكل بها الدكتور (عادل عبد المهدي) تتجاوز حدود الشكليات بل تبحر عميقا في ازمات لا حصر لها, فهو المطالب بالقضاء على موروث الفساد الذي خلفه الخمسة "العظام" من قبله (علاوي , الجعفري , المالكي تربيع, العبادي) اضافة الى تعزيز الجانب الامني الذي اخذ يسير صوب المكروه, كما يتوجب على (عبد المهدي) ان يعيد العراق الى مكانته الطبيعية على المستويين الاقليمي والدولي بعد ان حصر المالكي العراق في زاوية ضيقة, ولن تتوقف المهام التي تنتظر الرئيس عند هذا الحد فعليه اعادة العلاقة بين المركز والاقليم وايجاد حلول جذرية للخلافات بينهما, ناهيك عن التقريب بين الفرقاء السياسيين اضافة الى اعادته لصياغة مصطلح (المصالحة الوطنية) وفق مفهومه ومع ما يتلاءم وواقع الحال, كما ان جيوش العاطلين عن العمل تنتظر بصبر يتجه صوب النفاد ان يجد لهم حلا قبل استثمارها في مجالات تدر على البلاد الاذى, كل هذا واكثر ينتظر شخصية تقترب من الولوج في عقدها الثامن فيما يراقب المغرضون سلوكياتها بتفحص دقيق مشيرين الى حركة ما او نحو التفاتة صوب جهة معينة. ما نريده من الرئيس في هذه المرحلة هو ان يبني بلدنا لا اكثر، معيدا للعراق عراقيته وللمواطن كرامته التي تواصل النزف منذ اكثر من عقد ونصف بدلا من هدر وقته وجهده في مصافحات لا تسمن ولا تغني من جوع.
تنزيل التطبيق
تابعونا على
الأشتراك في القائمة البريدية
Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group