جمال الاسدي
11/11/2018
في حدثين متسارعين خلال هذين اليومين الاول هو جمع نواب لتواقيع من اجل توزيع جزء من واردات النفط المواطنين ، والحدث الثاني هو افتتاح معرض بغداد الدولي وحديث رئيس مجلس الوزراء في موضوع مهم للغاية وهو حرب تحرير الاقتصاد اصعب من الحرب على الارهاب ، ومن الناحية النظرية نرى بأن عمق هذا التصريح مهم للغاية ، لان الارهاب عدو واضح وصريح وحريه محددة الاهداف ومن السهولة جمع مشتركات المجتمع للحرب عليه ، اما الحرب على الاقتصاد الريعي او حرب الاقتصاد فانها صعبة جداً ، لان المواطنين في بعض الاحيان هم من سيكونون سداً لايقاف الحرب على الاقتصاد ، لا بل ان بعض المنتفعين سيستخدم الناس للدفاع عن فوائده الشخصية مقابل فائدة الوطن والشعب . وتذكرت اثناء قراءة هذين الموضوعين مأقرأته قبل عدة سنوات لمنشوراً اثارني وقمت بالاحتفاظ به لما فيه من تطابق مع وضعنا الحالي ، طبعاً مع الاضافات والتعديلات و ملخصه مايلي :- في السبعينات من القرن الماضي ، و بسبب سياسات مماثلة لسياسات الحكومة العراقية المتعاقبة و التي تحول الشعب إلى موظفين باجور بدون انتاج ، أصبحت بريطانيا العظمى، من أفقر دول أوروبا فلقد حطمتها إشتراكية حزب العمال البريطاني ،التي قتلت إنتاجية أغلب الناس ، بتحويلهم إلى موظفين عند الدولة والتي تدير صناعات خاسرة هائلة تكلف شعبها يوميا بالملايين . و لعدم وجود واردات نفط هائلة كالعراق لكي يبذرها البريطانيون على الرواتب كان سبيل بريطانيا الوحيد تصعيد الضرائب وفرض الرسوم وتشديد القوانين . ففرضت حكومة العمال الإشتراكية 98 بالمئة ضريبة قاصمة بها ظَهْر القطاع الخاص وما تبقى من الأعمال الحرة ، إن ربحوا ، ستنتزع منهم أغلب أرباحهم كضريبة، بقوة القانون الغبي ، و إن خسروا سيخسروا كل الخسارة لوحدهم . و الحكومة الإشتراكية تقول لهم: "يطبكم ألف مرض"، "و بالقير و الجهنم" "يا برجوازيين يا جشعين" يفترض ان نعدمكم وووووووو... فأفلس الكثير من القطاع الخاص و توقف عن العمل الكثير ممن تبقى أو ترك البلد إلى بلد آخر و سادت البطالة و إنهارت العملة البريطانية إلى دولار و نصف، بعد أن كانت 4 دولارات . بريطانيا العظمى الدولة التي كانت توزع المساعدات على دول العالم حطمتها الإشتراكية، و جعلتها تستجدي المساعدة لنفسها فذهب رئيس وزراء بريطانيا و قبعته بيده ، خانعا متوسلا ليستجدي من البنك الدولي ( طبعاً احنا بعدنا مرايحين) لأول مرة في تاريخ بريطانيا، و حين تنهار عملة أي بلد تتزايد الأسعار طبعا ، و حين تتزايد الأسعار ، سيطالب الموظفون ، بزيادة الرواتب ،كي يستطيعوا العيش و لكن الدولة، مفلسة فلم تستطع ذلك فأضرب العمال و الموظفون، عن العمل و تراكمت الأزبال و قُطِع التيار الكهربائي ، لعدم وجود فحم فعمال المناجم مضربون و أصبح أسبوع العمل( ٣ )أيام فقط وتوقفت مصالح الدولة ، وبدأ العالم يسمي بريطانيا رجل أوروبا المريض ثم جاء عام 1979 و تبين للشعب البريطاني بوضوح أن الدمار الحاصل لهم ، هو من إشتراكية حزب العمال فإنتخب الشعب البريطاني ماركريت تاتشر الشديدة الرأسمالية ، فألغت تاتشر الخطوات الإشتراكية و خصخصت المؤسسات الحكومية الخاسرة و قللت الضرائب إلى مستوى معقول ، فعاد أصحاب الأعمال الخاصة، إلى أعمالهم ،و إبتدؤا بدفع الضرائب، مرة أخرى. و توفر العمل و قلت البطالة و زادت رواتب العمال و تمكن العمال من شراء بيوت سكنهم بسهولة و لأول مرة في تاريخ بريطانيا و خلال 11 سنة ،أصبحت بريطانيا من أغنى دول العالم أصبحت عظمى، مرة أخرى و خلال سنين حكمها ،فازت تاتشر، بجميع الإنتخابات العامة التي خاضتها . فترى العامل، و الفقير، و العاطل، و الإنسان البسيط يذهب إلى صندوق الإقتراع و لا ينتخب الإشتراكيين، في حزب العمال بل ينتخب هذه الإمرأة الشديدة الرأسمالية ،لأنه تنعم بالغنى و الإزدهار برأسمالية تاتشر ،و عانى من الفقر و الفوضى ،من إشتراكية حزب العمال . اتمنى ان نستفاد من تجاربنا وليس تجربة بريطانيا العظمى على الاقل كبلد انهكته التخبطات والتجارب والحروب .
14/3/2019
مكاتب المفتشين العامين ، اتهاماً أو اثبات ..
تنزيل التطبيق
تابعونا على
الأشتراك في القائمة البريدية
Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group