آراء


منقذ داغر

قمة جدة.. بغض النظر عما نحب أو نكره

16/07/2022

طلب مني أكثر من أخ توضيح رأيي بنتائج قمة جدة والمعبر عنها بالبيان الختامي السعودي-الأميركي. وبغض النظر عن سياسة هذا المحور أو ذاك أو ما يرضي هذا الطرف أو ذاك، وبغض النظر عما اذا كنت شخصياً أحب هذا الطرف أو ذاك الا اني لاحظت ما يأتي:
1.بايدن لم يستقبل برقصة (العرضه) بل كانت منتظراً منه ان يقدم (عرضه).

2.ما قالته السفيرة السعودية في واشنطن تحقق بالكامل، فنموذج النفط مقابل الأمن في العلاقة السعودية الأميركية أغلق الستار عليه وتم تدشين انموذج استراتيجي جديد قوامه المصالح مقابل المصالح، والشراكة الاستراتيجية.

3.أنها من المرات النادرة التي أرى فيها بياناً ختامياً بين دولتين يفصل خطواتهما واتفاقاتهما بخصوص دول أخرى(العراق،اليمن،لبنان،سوريا،افغانستان..الخ). هذا يعني القبول الأميركي ضمناً بدور سعودي إقليمي مؤثر وكبير.

4. موضوع التطبيع لم يذكر منه سوى موضوع حظر الطيران (الإسرائيلي) بعكس ما يتم الترويج له. لا بل أن حل الدولتين هو ما تضمنه البيان مع التأكيد على المبادرة العربية التي العراق أحد الموقعين عليها. لا ادري عن الكواليس لكني أحلل البيان.

5. الثوابت الاستراتيجية الأميركية كانت واضحة في البيان: ضمان تدفق آمن للطاقة واستقرار الأسواق، والتأكيد أن أمريكا (وليس سواها) شريك استراتيجي ليس في الطاقة فحسب بل في المناخ، ومبادرة البنية التحتية الدولي.

باختصار يبدو أن كلٌ نال ما جاء من أجله وان هناك صفحة استراتيجية جديدة قد دُشنت أساسها المصالح. فمن الجانب الامريكي تم تأمين موضوعي الطاقة والتنافس الاستراتيجي مع الصين وروسيا في المنطقة، ومن الجانب السعودي تم تطمين القلق الامني السعودي والمصادقة على دورها الاقليمي الجديد. أما ضجة التطبيع فواضح انه عدا موضوع حظر الطيران فلا شيء كبير حصل باتجاه العدو الصهيوني ولكن الأبواق الإعلامية تحاول التهويل لأغراض هذا الطرف أو ذاك.

بقي هل نحب ذلك أو نكرهه، فليس هذا المهم في الموضوع. المهم إدراك المتغيرات الاستراتيجية واستثمار نقاط قوتنا وضعف الآخرين كما فعل السعوديون. مسألة أخيرة: هل سيتحقق ما تم الاتفاق عليه؟ يبدو ذلك جلياً لكن المتغيرات السياسية قد تحصل في أي اتجاه وتعرقل التنفيذ. عموماً طوى الأميركان صفحة السعودية المنبوذة وعادوا بقوة للمنطقة.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام