آراء

خِلال زيارة رئيس الوزراء الى واشنطن، وكما يحدث في كل الزيارات التي قام بها رؤساء الحكومات السابقة، منذ 2003، ظهرت في الاعلام مواقف تتحدث عن "عدم احترام للوفد" مشيرين الى عدم وجود مراسيم الاستقبال الرسمي أو قصر مدة اللقاء مع الرئيس الأميركي وغيرها، وبناء على ذلك يجري اعتبار الزيارة غير 
ناجحة.
خلال زيارة السيد الكاظمي اثيرت الإشكالات الاتية:
• عدم اجراء استقبال رسمي لرئيس الوزراء في المطار الأميركي.
• اللقاء مع الرئيس الأميركي كان قصيراً ولم يبحث مع الكاظمي في أمور جدية
• نتيجة لعدم احترام الوفد فقد جعلوه يدفع تكاليف الإقامة في واشنطن
• الاثار المستعادة ليست من ثمار الزيارة بل انها مستلمة من جانب السفارة منذ أكثر من عام بانتظار نقلها الى العراق.
ما نحتاج الى معرفته هو طبيعة البروتوكول المعمول به في الولايات المتحدة. وفق هذا البروتوكول لا يوجد استقبال رسمي في المطار سوى للزيارات المسماة زيارات الدولة، وهي التي تتم على أساس دعوة يوجهها الرئيس الأميركي الى أحد نظرائه لزيارة واشنطن. هذا النوع من الزيارات قليل جدا، وبروتوكوله يتضمن استقبالا رسميا في المطار واستضافة الوفد على نفقة الحكومة. أما باقي الزيارات بما فيها زيارات رؤساء أوربيون فتتم كلها على انها زيارة على نفقة الزائر ومن دون استقبال رسمي، لكنها تتضمن لقاءات على مستويات مختلفة غالبها في مبنى الخارجية فضلا عن لقاءات في مبنى الكونغرس مع بعض أعضائه والبيت الأبيض مع الرئيس الأميركي. عادة ما يكون اللقاء مع الرئيس بروتوكوليا يتحدث فيه الرئيس والضيف عن أهمية العلاقات والرغبة بتطويرها مع بعض المواقف الأخرى. وقت اللقاء يكون نصف ساعة عادة الّا اذا كان للضيف وبلده خصوصية، وقد يستغرق اللقاء أكثر من ذلك كما حدث مع السيد الكاظمي في زيارته الأخيرة.
أما موضوع الآثار المستعادة والبالغ عددها 17 الف قطعة فقد تواصلت مع معنيين في واشنطن وبغداد وتبين انه كان 3500 منها جرى تسليمها الى الجانب العراقي سابقا، بينما ساهمت أوامر مشددة من الرئيس الاميركي خلال الزيارة الأخيرة في حسم الإجراءات الإدارية لإعادة ما يزيد على 13 الف قطعة بعدما ضبطتها الجهات الأمنية مهربة من الامارات بواسطة منظمة أرادت إدخالها على انها "سيراميك".
وددت هنا تقديم هذه المعلومات لا لشيء سوى توضيح الحقيقة لمن ينشدها خصوصا وان هذه الإشكالات تثار مع زيارة كل مسؤول عراقي رفيع الى العاصمة 
الأميركية.