آراء


محمد الشامي

حميد الغزي.. الوفاء والمسؤولية الاخلاقية

08/06/2021

المسؤولية في اي منصب حكومي تمنح المسؤول شرف خدمة الناس انطلاقا" من كونها "تكليف شرعي واخلاقي" لا "تشريف" يمنح الفرصة في ان تكبر الكروش وتفسد العلاقة مع المجتمع بعد ان توصد الابوب وينغلق التفاعل الايجابي الذي يخدم حركة تطور المجتمع ويسهم في البناء واصلاح ماأفسده الدهر.
من هذا المنطلق نتجه الى ماهو ايجابي في علاقة المسؤول مع الناس ومستوى التفاعل الايجابي الذي يقود الى ظاهرة ايجابية متميزة عندما يجسد هذا المسؤول العلاقة بمايخدم شعبه ومجتمعه وقاعدة انطلاقة التي تشكل الحلقة الاولى في بيان مدى نجاح هذا المسؤول من عدمه، فلا يمكن ان نتوقع نجاح شخص وهو يمتلك علاقة عقيمة مع نقطة انطلاقه المحلية ليكون متميز في محيطه الوطني والاساس في هذا الحكم ان درجات التقييم تبدأ من الجزء الى الكل وعندها نستطيع ان نقرر مدى قدرة هذا المسؤول على النجاح من عدمه.
وبعيدا عن لغة التنظير والدخول بشكل مباشر الى الموضوع اجد من المنطق استذكار محاسن من لهم بصمة في خدمة العراق ومعالجة مشاكل ابنائه من خلال سياسة هادئة وحكيمة تضع المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية والحدود  الضيقة في التفكير وهنا تتجسد واقعية عنوان الموضوع لأقول كلمة الحق في ان نجاح حميد الغزي في ادارة سفينة الامانة العامة لمجلس الوزراء وايصالها الى بر الامان كان نقطة تحول كبرى في عمل هذه المؤسسة الحكومية التي تشرف على عمل كل مفاصل الدولة العراقية من وزارات وهيئات ونقابات وتشكيلات مستقلة دون ضجيج وبكادر مثالي من الموظفين الشرفاء الذين يضعون بصماتهم يوميا على الكثير من المشاريع الاستثمارية والصناعية، فضلا عن رؤى ادارية وقانونية تحسم كثير من القضايا العالقة في مواضيع معقدة تحتاج الى فوج من الاداريين والاستشاريين .
ليس من المبالغة بان اقول ان روح الشباب التي امتلكها الغزي حميد وكابينته الفنية والادارية بددت الكثير من التعقيدات وجعلت الامانة العامة تنطلق بمديات اوسع وبمرونة اكبر وبفاعلية مشهودة لم تتحقق في المراحل السابقة من عمر الحكومات التي تعاقبت على ادارة البلاد.
من يعرف حميد الغزي ويطلع بشكل تفصيلي على ساعات عمله اليومي يدرك حجم المسؤوليات المناطة به، فلا وقت للاسترخاء حاله حال المسؤلين الاخرين، فبين التواجد مع بريد يومي واسع جدا ونشاطات مختلفة تجري على كل الصعد هناك متسع ليكون جزء من هموم اهله في الناصرية فلها كل الوقت في تدبير حالها وتجاوز مشاكلها الانية التي يعرفها كل العراقيين بسبب ماحصل فيها من احداث دامية نتيجة سوء الخدمات وارتفاع مستوى الفقر بسبب البطالة واسباب اخرى لامجال لذكرها الان.
نعم كان حميد وفيا  للناصرية مدينته ووفيا للمسؤولية في ادارة اهم مؤسسة حكومية تدير عمل الوزارات والهيئات وكان نموذجا في التعاطي مع مشاكل كبيرة بعضها كان مستعصيا في المعالجة والسبب، مايمتلكه هذا الرجل من كاريزما تجمع الشباب بالخبرة مع قابلية على التحمل والمرونة في اشد المواقف صعوبة وما اكثرها في بلد يعاني مشاكل امنية وسياسية واقتصادية تؤثر سلبا على استقراره واستقلال قراره المالي والاداري .
لم انصف الرجل بهذا الوصف البسيط جدا لسجايا وصفات اعرفها واسمعها واطلع احيانا عليها من خلال عملي في المنظومة الحكومية، لكن قلت كلمة الحق ليدركها من لايدرك حقيقة رجل يمنح كل وقته من اجل خدمة اهله وناسه احتراما للمسؤلية الاخلاقية في خدمة العراق اولا ومدينته التي يعرف المنصفين فيها كم بذل من جهود جبارة ليعود الامان فيها وكيف كانت مساحة التحرك لاعادة بنائها وفق قياسات فنية ومعمارية من خلال تنسيق ومتابعة مع جهات استثمارية محلية ودولية؟، وقبل كل هذا فللرجل وقفة تاريخية متميزة مع كل ابناء الناصرية وساهم في انهاء اخطر الملفات الامنية لتعاود بعدها الامل في التغيير والاصلاح والبناء.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام