عبدالهادي مهودر
04/05/2021
مقطع فديو قصير من بين المقاطع الكثيرة التي نتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي دفعني للبحث عن دولة إسمها (موريشيوس) وعن قصة نجاحها كدولة نالت استقلالها عام ١٩٩٢ ميلادية ، أي بعد استقلالنا بعشرات السنين وبعد أن شبعنا استقلالاً واستغلالاً واستغفالاً وحروباً وغزواً وغزواً مقابلاً ، مع فارق أن هذه الدولة لاتملك نفطاً ولاجيشاً ولديها جهاز شرطة يحميها من حرامييها ويتولى مسؤولية تنفيذ القانون وحماية حدودها الساحلية ، والغريب أن العرب اكتشفوها قبل الاوربيين بعدة قرون لكن سكانها يتحدثون الفرنسية والانكليزية وليس العربية ، وبقيت هذه الدولة مملكة خاضعة للعرش البريطاني حتى استقلالها ، والمحيّر في قصة موريشيوس هو كيفية تحول هذه الدولة الصغيرة الى أنموذجٍ افريقيٍ للرفاهية بهذه السرعة الفائقة ؟ وكيف أصبح لكل موريشيوسي دار سكن وأعلى متوسط للدخل في افريقيا ؟ هذه الدولة تتمتع بتعليم مجاني ونظام رعاية صحية متكامل ، وأبناء هذا البلد البالغ تعدادهم مليون ونصف المليون تقريبا وعلى الرغم من تنوع ثقافاتهم ودياناتهم إختاروا رئيسة للجمهورية من الديانة المسلمة دون النظر لمعتقدها ، وقد نتفلسف كثيراً في البحث عن أسرار سعادة هذه الدولة وشعبها ونذهب بعيداً في التفسيرات لكن استاذاً جامعياً من موريشيوس أجاب على التساؤلات في رسالة بعثها لطلابه ، قال فيها "أن تدمير أية أمة وشعب لايحتاج الى قنابل وانما الى تدمير التعليم والسماح للطلبة بالغش في الامتحان ، فحينذاك يموت المريض على يد الطبيب الذي نجح بالغش وتنهار المباني على يد مهندس نجح بالغش ، ونخسر الأموال على يد محاسب نجح في الغش ، ويضيع الحق والعدل على يد قاضٍ نجح في الغش ، ويتفشى الجهل على يد معلمٍ نجح في الغش ..." والقائمة تطول ، ولم أُعجب بهذه الدولة الناهضة قدر إعجابي بالرسالة العظيمة لهذا الاستاذ الافريقي الحكيم ، فالدول تتقدم بالتعايش الحقيقي وبالعقول المستنيرة وبرصانة التعليم وباحترام معتقدات الآخرين في الوطن الواحد ، ودولة مثل موريشيوس كان يكفيها خوض حربٍ واحدة من حروبنا لتعود إلى الوراء عدة قرون ، ويكفيها جزء من خلافاتنا ليتشرد شعبها ، وربع نسبة فسادنا لكي لايبقى حجر على حجر ، وقبل هذه القصة كانت دولة رواندا الافريقية التي نهضت في عقدين من الزمن بعد حروب إبادة جماعية ، لا أطيل عليكم قصَتَي الصعود السريع ، فلنا قصة مختلفة لوطن عمره سبعة آلاف عام ونحلم لو يلحق برواندا وموريشيوس .. شاهد الفديو واحلم وابتسم .
30/10/2021
عبير و سمير
17/10/2021
حوار برطلّة
14/10/2021
الثقة الانتخابية
2/10/2021
( الحسين .. ارهابيا )
22/9/2021
المرشّح الفقير
13/9/2021
تنظيم الذوق العام
تنزيل التطبيق
تابعونا على
الأشتراك في القائمة البريدية
Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group