آراء


عبدالهادي مهودر

دبلوماسية اللقاح

06/04/2021

حين وصلت اللقاحات إلى العراق أصبحت الاسئلة المتداولة بين الناس : هل لقحت ؟ وماذا تشعر الآن ؟ وهل تمنع اللقاحات الإصابة بكورونا ؟ وتفرعت الاسئلة إلى إسم اللقاح وأيهما الأفضل ؟ وقبل هذه التساؤلات كان السؤال الشائع والمقلق هو لماذا تأخر وصول اللقاحات ؟ وشكّل هذا السؤال ضغطا على وزارة الصحة ، وبعد وصول اللقاحات تركنا السؤال القديم وغيّرنا الموجة على الفور إلى أسئلة مسترخية عن أعراض اللقاح وفلسفة اللقاح ، وفي بدايات الجائحة أثيرت العديد من التساولات والمخاوف من تأثير العلاقات الدولية على توفر اللقاحات ، خاصةً في أواخر أيام الرئيس الامريكي السابق دونالد ترمب ، الأمر الذي دفع دولة مثل كندا لشراء خمسة أضعاف حاجتها من اللقاح لإحتمالات فرض ترمب قيودا على التصدير ، لكن فاعلية اللقاحات فرضت نفسها ولم يعد مقبولا من الدول المنتجة استغلال هذا الإنجاز الطبي والإنساني في علاقاتها وعداءاتها ، أما اللقاح الذي يحمل الفيروس غير النشط فقد تمكن رغم خموله من تفريق دول المعسكر الواحد ، واليوم والحمد لله ، مابين روسيا والصين صراع خفي للاستحواذ على منطقة النفوذ في أوروبا الشرقية ، وكذلك بين دول المعسكر الغربي ، امريكا والإتحاد الاوربي ، صراع ظاهر على هامش إنتاجه وتصديره ، وبعض الخلاف رحمة للشعوب الفقيرة التي لاتملك إلا الدعاء .
وعراقياً وشعبياً أصبحنا في مرحلة متطورة من التساؤل عن فاعلية اللقاح بغض النظر عن جهة المنشأ والولاء للمنشأ ، غير أننا وبعد إعلان وزارة الصحة عن وصوله مع آلية ميسرة لتلقي اللقاح في وقت قصير صرنا نتردد ونمتنع لا لشيء إلا لتوفر اللقاحات وسرعة عملية التلقيح وانسيابيتها ، وهو الأمر الذي لم نعتد عليه ولاينسجم مع انجذابنا الفطري للطوابير الطويلة وللممنوع المرغوب أكثر من المتاح المتوفر ، لقد إعتدنا على الطوابير والتدافع والشائعات التي تلعب بعقول المتدافعين ، (وللواسطة والدفعة) واتصال من صديق لتسهيل الأمور، وهو ماقد يحصل في نهاية المطاف ويكون مظهر التدافع هو المحفّز على تلقي المواطنين العازفين الجرعة الأولى من اللقاح ، وتبدو القضية ليست بحاجة إلى توعية وإرشادات بقدر حاجتها إلى تسخين و( أكشن ) ليس إلا .. ( أكشنوها ) يرحمكم الله.

image image image

آراء من نفس الكاتب


المزيد
image
الرئيسية من نحن الخدمات ارشیف الموسوعة

تنزيل التطبيق

image image

تابعونا على

الأشتراك في القائمة البريدية

Copyright © 2018 Mawazin News Developed by Avesta Group

image

اللائحة

الأقسام